ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Jun 2007, 11:13 ص]ـ
أخي احبيب عبد الرازق أفضّل الانتظار ما سيأتي به لنا شيخنا العلامة غانم حفظه الله تعالى فإنّ الحوار معه شيق للغاية والاستفادة منه لا تقتصر على المسألة بالذات بل إلى أمور كثيرة كالأدب في الحوار، وطريقة طرح المسائل إلى غير ذلك أسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يوفقنا للاستفادة منه ومن غيره من أهل العلم والسلام عليكم
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jun 2007, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي محمد
والسلام عليكم
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[01 Jul 2007, 12:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة الثالثة: المنهج
إخواني السلام عليكم، وشكراً لكم على تواصلكم، وفق الله الجميع إلى الصواب في الرأي والسداد في القول.
إن التعليقات التي تتابعت حول موضوع الطاء ابتعدت قليلا عن البحث في أصل الموضوع إلى البحث عن الأسس التي يمكن أن يُستند إليها في معالجته، إي المنهج الذي ينبغي اعتماده في معالجة المسألة، ولعل في ذلك خيراً يؤدي إلى تقرير بعض الحقائق التي تمنع من الوقوع في اللبس.
وسوف أقف في هذه المقدمة عند قضية المنهج، فقد ظهر من النقاش وجود منهجين يهيمنان على تفكير المتناقشين: منهج يتقيد بالقديم كله، ومنهج يفتح نوافذ على الحديث لإضاءة بعض جوانب الدرس القديم.
وقد أظهر النقاش وجود تشكك كبير لدى كثير من الإخوة المشتغلين بعلم القراءة من فائدة دراسة علم الأصوات اللغوية واستخدام وسائله في دراسة الظواهر الصوتية في القراءات القرآنية، وحمل ذلك كثيراً منهم على رفض فكرة إمكانية الجمع بين العلمين، وقد عبر أخونا محمد الجزائري عن ذلك بقوله:"وحينئذ يمكننا الاستغناء عن الدراسات الصوتية، كما استغنى أئمتنا القدامى، إذن فلسنا ملزمين بهذه الدراسات لأننا لا نحتاجها ضرورة، وإنما من باب التعزيز فقط".وهذه وجهة نظر تعبر عن اعتزاز شديد بتراثنا الصوتي، لكن ذلك في رأيي لا يمنع من النظر في الوسائل الحديثة في دراسة الأصوات وتقليب النظر فيها لاكتشاف مقدار ما يمكن أن تستفيده دراستنا لعلم التجويد منها، وعلينا أن نفرق بين ما يدخل في دائرة الوحي المعصوم، وما يقع في دائرة الاجتهاد البشري القابل للأخذ والرد.
وأحسب أن ما أبداه الأخ أمين الشنقيطي من الإشكالات الأربعة يعبر عن رؤية علمية للموضوع، ويعكس واقعاً يجب عدم التغاضي عنه، ويتلخص في وجود فجوة بين الدرس الصوتي الحديث ودارسي علم التجويد اليوم، فأكثر دارسي الأصوات اللغوية لا يبدون اهتماماً بدراسة موضوعات علم التجويد ومعالجة الظواهر الصوتية التي ينبني عليها، لأن أكثر أصول دراستهم غربية الجذور، وأكثر ما يعنون به هو تقرير حقائق النطق الإنسانية العامة.
ومن الناحية الأخرى نجد دارسي علم التجويد اليوم يعتمدون على المؤلفات هذا العلم المكتوبة في القرون السابقة، خاصة مؤلفات القرون المتأخرة، ولم تخرج الكتب الحديثة التأليف في علم التجويد عن منهج تلك الكتب ومادتها، وأدى ذلك إلى ترسخ القطيعة بين الفريقين، وترك انطباعاً أن علم الأصوات مغاير لعلم لتجويد، وعمق هذا الشعور انقطاع الصلة بين المشتغلين في هذين العلمين، وصارت أقسام اللغة العربية تختص بدراسة علم الأصوات، وصارت أقسام العلوم الشرعية تختص بدراسة علم التجويد، وسار كل فريق في طريق يبتعد عن الآخر، فأهل التجويد متمسكون بتراثهم الأصيل، وأهل الأصوات متمسكون بالدرس الحديث ووسائله المتجددة.
وهذه حالة غير صحيحة من الناحية العلمية، ولابد من إعادة كلا الفريقين النظر في مواقفهم ومناهجهم، فلا يمكن لدارسي الأصوات اللغوية أن يحققوا درساً أصيلاً لأصوات العربية من غير أن تكون دراسة القرآن الكريم جزءاً من اهتمامهم ومحوراً لدراستهم. وكذلك فإن دراسة علم التجويد لا يمكن أن تستغني عن الحقائق العلمية التي كشف عنها الدرس الحديث، والوسائل التي يصطنعها في دراسة الصوت الإنساني والكشف عن دقائقه.
¥