تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد يقول قائلون، كما قال أخونا محمد الجزائري: إن علماء السلف قد حافظوا على قراءة القرآن الكريم بوسائلهم ومنهجهم المبني على التلقي والمشافهة، وأن اعتماد ذلك المنهج كفيل أيضاً بتحقق تعليم القراءة الصحيحة في المستقبل، من غير حاجة إلى علم الأصوات، وهذا كلام صحيح في جملته، لكن حرمان الدارسين للتجويد من الحقائق العلمية التي كشف عنها العلم، والوسائل الحديثة التي يصطنعها أهله، وبقاء عدد من مسائل هذا العلم عرضة للنقاش النظري غير المبني على الأدلة، يعد تفريطاً لا يليق بأهل القرآن الوقوع فيه، وقد يكون حالهم في ذلك حال من يقول بإمكاننا الاستغناء عن وسائل النقل والاتصال الحديثة، والاكتفاء بوسائل النقل التي استخدمها أجدادنا، وإنها كفيلة بإيصالنا إلى أهدافنا، ولو بعد حين، وقد يشبه قولهم من بعض الوجوه قول من يدعو إلى الاستغناء عن وسائل الطب الحديثة، والاكتفاء بوسائل أجدادنا في التطبب والاستشفاء، وهل سيجد أحداً يقره على ذلك أو يوافقه؟!

وفي خاتمة هذه العجالة أقول لإخواني المشتغلين بعلم التجويد وإقراء القرآن عليكم المبادرة إلى دراسة علم الأصوات اللغوية، في مصادره العربية في الأقل، حتى تتبينوا بأنفسكم حقيقة هذا العلم، والآفاق التي يمكن أن يفتحها في دراسة علم التجويد، ولا تنتظروا من المشتغلين بعلم الأصوات أن يعرضوا بضاعتهم عليكم بالأسلوب الذي يقنعكم تماماً، فقد يمضي وقت طويل قبل أن يتحقق ذلك، ويمكن الاستئناس ببعض الأعمال الرائدة في هذا المجال كتبها أناس جمعوا بين العلمين، وأحاطوا بالثقافتين، فإذا وقف الدارس على حقائق علم الصوت ودقائقه فإنه سوف يجد متعة في إعادة قراءة كتب علم التجويد في ضوء هذه الحقائق من ناحيتين في الأقل، الأولى: أنه سوف يكتشف مقدار ما حققه علماء التجويد وعلماء اللغة العربية في دراسة علم الأصوات بوسائلهم الذاتية، والثانية: أنه سوف يجد في تلك الحقائق ما قد يصحح بعض الأفكار، ويرجح بعض الأحكام، ويوضح بعض ما يحيط به الغموض.

وإني إذ أقول ذلك فإني لا أنطلق من فراغ، فلي في ذلك تجربة حاولت فيها أن أمحو ما بين العلمين من فجوة، وإزالة ما بين المشتغلين بهما من جفوة، بقدر ما تيسر لي، وعسى أن تجد هذه الدعوة قبولاً، فيتقدم شباب قد أتقنوا علم القراءات رواية، وأحاطوا بها دراية، فيدرسوا علم الأصوات اللغوية بأحدث مناهجه، وأرقى وسائله، لا من أجل أن يخبرونا بجدوى مثل هذه الدراسة، ولكن ليعلمونا كم سيكون ذلك نافعاً ومفيداً وممتعاً، ويطبقوا ما درسوه على ظواهر القراءة ومسائل علم التجويد، ولا يبقى بعد ذلك حائل يفصل بين العلمين، أو موقف يفرق جمع المشتغلين بهذين العلمين، والمبادرة مطلوبة، والهدف يستحق الجد والاجتهاد لخدمة هذا العلم الشريف.

وإذا لم يثقل عليكم حديثي، ولقي بعض القبول منكم، فإني سوف أعود إلى معالجة موضوع صوت الطاء، إن شاء الله تعالى.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2007, 01:50 م]ـ

أشكر الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد على أجوبته العلمية الموفقة، التي تدل على أدب علمي رفيع، وبعد نظر في التعامل مع هذه المسألة وغيرها. وليت الإخوة الفضلاء يستجيبون لهذه الدعوة التي فتحتم بابها بدراساتكم القيمة يا أبا عبدالله وأهمها كتابكم الرائع (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) وكتابكم الآخر (علم التجويد دراسة صوتية ميسرة) وكتابكم في (علم الأصوات) وغيرها من البحوث القيمة التي كتبتموها.

وقد قرأت بعض كتب الأصوات الحديثة للدكتور إبراهيم أنيس وغيره فلقيت فيها علماً جديراً بالعناية من قبل أهل القرآن، وليت هذه الهوة بين العلمين تردم بإذن الله بجهود المخلصين من المتخصصين في العلمين، وإني أفكر في إقامة دورة علمية في هذا يلتقي فيها المتخصصون في علم التجويد والأصوات معاً لطرح ما لديهم حول هذا. ولعلها تكون بإذن الله في هذا الملتقى في فرصة قادمة بإذن الله.

في 16/ 6/1428هـ

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Jul 2007, 06:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

شيخنا العلامة بارك الله فيكم على هذا الكلام الراقي والمفيد وإن كان المدح لا يفيد إذا كان الممدوح في غنىً عن ذلك كما قيل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير