ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[24 Jul 2007, 06:52 ص]ـ
الإخوة الذين يكتبون في الفرق بين التجويد وعلم الأصوات:
هناك أسئلة حول موارد العلمين، هل هي واحدة، أو هناك اختلاف ... ؟
وعن طريقة العمل بالأحكام هل هي واحدة لدى أهل العلمين .... ؟
أي هل أهل الأصوات لديهم كتب عملية خاصة للتطبيق عليها كما هو الحال بالنسبة لأهل التجويد ... أقصد جلسات تطبيقية مقررة خلال فترات التعليم وبعدها؟
وهناك أمر هام أيضاً هل يطالب أهل الأصوات الناس بتجويد هذه الحروف في القرآن، أو غيره؟
ثم هل أهل الأصوات يعترفون بتجويد حروف القرآن على طريقة أهل التجويد؟؟ أو على طريقتهم؟
وفي انتظار الخروج إن شاء الله برؤية متكاملة في المسألة من الجميع.
تنبيه: من المهم جدا الإشارة إلى كتاب (أبحاث في علم التجويد للدكتور غانم قدوري حفظه الله)
الذي يتناول هذا الموضوع بطريقة منهجية فائقة، فهو يشتمل على ستة أبحاث مهمة حول: علم التجويد ونشأته، مناهج كتب تعليم قواعد التلاوة، إخفاء النون حقيقته الصوتية، وطريقة أدائه لدى القراء المعاصرين، إخفاء الميم في النطق العربي، قضية الضاد العربية، علم التجويدنشأته ومعالمه الأولى.
أخيراً هذه الكتاب الجميل مازالت في طور قراءته بتأن وتأمل، للتعرف على هذه المباحث الستة التي يدرسها. والله أعلم.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[24 Jul 2007, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم وبعد
فإني انقطعت عن متابعة الموضوع، وليس ذلك بسبب عدم الرغبة في المتابعة أو بسبب نفاد ما في الجعبة، ولكن بسبب مشاغل ملحة منعتني من ذلك، وأرجو أن أتمكن من المتابعة المتواصلة في المستقبل القريب، ولفت نظري ما عرضه الأخ الدكتور أمين حول العلاقة بين علم الأصوات وعلم التجويد، وإشارته إلى كتابي: أبحاث في علم التجويد، وأردت أن أعَجِّلَ في تلبية دعوته، مع يقيني أن ما بدأته في الكتاب المذكور وغيره ليس نهاية الشوط، بل هو بدايته، وترسخت لدي القناعة أن أولى من يمكن أن يضطلع بهذه المهمة مَن جَمَعَ بين علم القراءات رواية ودراية، وعلم الأصوات في مصادره الأصلية ووسائله الحديثة المتطورة، وعسى أن يخرج من جيل الشباب رواد في الميدان. ولكني الآن أسهم في المناقشات وأعرض بضاعتي المزجاة، والله الموفق.
وكنت قد كتبت مقالاً إجابة لسؤال عن العلاقة بين علم التجويد وعلم الأصوات، أحاله عليَّ الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري المشرف العام، من سائل قبل أكثر من سنة، ولا أذكر أنه نشر على صفحات الملتقى، وأجد من المناسب عرضه هنا، وسوف ألبي رغبة الدكتور أمين في دراسة باب من مخارج الحروف على وفق ترتيب موضوعات الجزرية، من خلال معطيات علم الأصوات اللغوية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين علم الأصوات وعلم التجويد
إن تدريس هذين العلمين في الجامعات العربية في زماننا يترك انطباعاً بأنهما علمان مختلفان، فعلم الأصوات اللغوية يُدَرَّسُ في أقسام اللغة العربية في كليات الآداب والتربية، وكذلك في أقسام اللغات الأجنبية، بوصفه من علوم اللغة، بينما يُدَرَّسُ علم التجويد في أقسام العلوم الإسلامية، بوصفة من علوم القرآن، وهناك شبه جفوة بين القائمين على تدريس هذين العلمين، في المناهج والوسائل، بسبب عوامل تاريخية أدت إلى هذه الحالة.
لكن هذه الصورة لا تعبر عن الحقيقة العلمية لهما، ولا تعكس الأصول المشتركة التي تربطهما، ولإيضاح العلاقة بين العلمين وبيان مدى اتفاقهما واختلافهما ينبغي التعريف بالعلمين، وتاريخ كل منهما، والموضوعات التي يتناولانها، بقدر ما تسمح به هذه العجالة.
أما علم التجويد: فإنه ظهر علماً مستقلاً في تراثنا العربي الإسلامي في القرن الخامس الهجري، حين تمكن علماء قراءة القرآن من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية ووضعها في إطار علم جديد، أُطْلِقَ عليه هذا الاسم منذ ظهور المؤلفات الأولى فيه، مثل كتاب (الرعاية لتجويد القراءة) لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ، وكتاب (التحديد في الإتقان والتجويد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ.
¥