تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما مصطلح " علم الأصوات اللغوية " فإنه مصطلح جديد، استعمله المتخصصون بعلم اللغة العربية في العصر الحديث، وجاء ترجمة للمصطلح الغربي الدال على هذا العلم، ودرسوا تحته مباحث صوتية قديمة سبق إلى دراستها علماء العربية والتجويد، ومباحث صوتية جديدة نقلوها من الدرس الصوتي الغربي، على نحو ما يتبين في الفقرة الآتية.

(3) الموضوعات: تتلخص موضوعات علم التجويد في ثلاثة أمور، هي:

أ: معرفة مخارج الحروف.

ب: معرفة صفات الحروف.

ج: معرفة الأحكام الناشئة عن التركيب، مثل الإدغام والإخفاء، والترقيق و التفخيم، والمد والقصر، وغيرها من الموضوعات الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم.

وتعد هذه الموضوعات من أهم موضوعات علم الأصوات اللغوية المعاصر، لكن هذا العلم يدرس اليوم إلى جانب ذلك موضوعات أخرى بعضها يتعلق بعلم الأصوات النطقي، مثل آلية إنتاج الصوت اللغوي، والمقطع الصوتي، والنبر والتنغيم، وبعضها يتعلق بعلم الصوت الفيزياوي وعلم الصوت السمعي، وبعض هذه الموضوعات الصوتية الحديثة مما يحتاج إليه دارس علم التجويد، لو أتيح له الاطلاع عليها.

(4) المصطلحات: يستخدم علم أصوات العربية المعاصر معظم المصطلحات الصوتية التي استخدمها علماء العربية والتجويد،وقد فضَّل بعض الدارسين مصطلحات عربية جديدة جاءت ترجمة للمصطلحات الصوتية الغربية، ففي الوقت الذي استخدم فيه معظم المحدثين مصطلح المجهور والمهموس، فإن بعضهم آثر مصطلح الانفجاري والاحتكاكي بدلاً من الشديد والرخو، ولا يزال موضوع المصطلح الصوتي عند المحدثين من الموضوعات التي يكثر فيها الاختلاف والاضطراب، لاسيما في التعبير عن المفاهيم الصوتية الحديثة، وبعض ذلك راجع إلى عدم اطلاع الأصواتيين العرب المحدثين على كثير من التراث الصوتي عند علماء التجويد.

(4) وسائل الدراسة: اعتمد علماء العربية الأوائل وعلماء التجويد على الملاحظة الذاتية والتجربة الشخصية في دراسة الأصوات، ولا تزال هذه الوسيلة من الوسائل المهمة في الدرس الصوتي الحديث، لكن التقدم العلمي قد وضع في أيدي علماء الصوت وسائل جديدة تعتمد على الأجهزة الحديثة، وتمكنوا من خلالها من إحراز تقدم هائل في فهم الصوت اللغوي والكشف عن أسراره، ولا يستغني المشتغلون بعلم التجويد وتعليم قراءة القرآن من الاستفادة من هذه الوسائل الحديثة، إذا ما توفرت المستلزمات الضرورية لذلك.

ويبدو من خلال هذا العرض الموجز أن أصل العلمين واحد، وأن الموضوعات التي يدرسانها واحدة، سوى أن علم التجويد يركز على المباحث الصوتية التطبيقية المتعلقة بقراءة القرآن، وأن علم الأصوات يعنى بكل المباحث المتصلة بأصوات اللغة، وأحسب أن ما يبدو من اختلاف بين العلمين في بعض الموضوعات والمصطلحات والوسائل إنما هو خلاف شكلي سوف يتلاشى في المستقبل القريب، إن شاء الله تعالى، بسبب زوال الموانع بين المشتغلين في ميدان التجويد والمشتغلين بعلم الصوت الحديث، وحرص الكثير منهم على خدمة القرآن الكريم بأحدث ما وصل إليه العلم، مع عدم التفريط بثوابت القراءة القرآنية.

20/ 4/2006

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jul 2007, 02:45 م]ـ

السلام عليكم

جزاك الله خيرا استاذنا الجليل أحمد عطية، ونسأل الله أن يتم لكم بحثكم

أما ما تسائل فيه البعض بقولهم: ((هل هي واحدة، أو هناك اختلاف ... ؟

وعن طريقة العمل بالأحكام هل هي واحدة لدى أهل العلمين .... ؟

أي هل أهل الأصوات لديهم كتب عملية خاصة للتطبيق عليها كما هو الحال بالنسبة لأهل التجويد ... أقصد جلسات تطبيقية مقررة خلال فترات التعليم وبعدها؟

وهناك أمر هام أيضاً هل يطالب أهل الأصوات الناس بتجويد هذه الحروف في القرآن، أو غيره؟

ثم هل أهل الأصوات يعترفون بتجويد حروف القرآن على طريقة أهل التجويد؟؟ أو على طريقتهم؟))

أقول ـ مستعينا بالله ـ: رغم أن المنبع واحد إلا أن علم الأصوات أوسع دائرة من علم التجويد، حيث يهتم علماء الأصوات بحروف جميع اللهجات العربية وأحيانا يتطرقون لمقارنة أصوات الحروف العربية بالحروف الغير عربية، ويقتصر علماء التجويد علي الحرف المقروء به في القرآن فقط.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير