تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثالثا:- أما اعتماد علماء الأصوات المحدثين على الآلات والمعامل في دراستهم، فإن المؤكد - باعترافهم - أن آلة عالم الأصوات ووسيلته الأولى هي الأذن .. الأذن المدربة .. أما الأجهزة المعملية فيلجأ إليها لتأكيد النتائج فحسب، ولو توفرت هذه الأجهزة لسيبويه لما تأخر في الاعتماد عليها.

رابعا:- الهوة بين علم التجويد وعلم الأصوات: هي هوة مصطنعة، وسببها:

* الظن بأن بين المصطلحات القديمة والحديثة تعارضا، كالهمس والجهر مثلا، وهذا ما يجب تحريره ليتبين لنا أنها شيء واحد اختلف التعبير عنه واختلفت طرق الاستدلال عليها.

* ظنُّ بعض علماء التجويد أن علم الأصوات شبح يهدد علم التجويد، ويؤيد هذا لديهم الرغبةُ في التمسك بالقديم كما هو وإن كان به خطأ. ولكن اطمأنوا على التراث، فالاختلاف بين المحدثين والقدامى لا يترتب عليه تطبيق في الغالب، بل هو اختلاف نظري في معظمه كالاختلاف في جهر الهمزة وتوسط العين وطبقية الواو وشفويتها.

* ظن بعض علماء التجويد أن الأصوات ثابتة لا تتغير، ومن ثم يستغربون إذا سمعوا عن قاف مهموسة أو طاء مهموسة.

خامسا:- أما قضية الجيم المصرية أو التي أطلق عليها "الجيم القاهرية" فإني أقتبس الفقرات الآتية من بحثي عن القلقلة لتوضيح المسألة:

?? الجيم القاهرية:

ومخرج هذه الجيم من أقصى اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلى، وهو مخرج الكاف، ولا فرق بينها وبين الكاف إلا الجهر فيها والهمس في الكاف، فهي إذن صوت انفجاري (شديد) مجهور.

والذي يهمني في هذا البحث بخصوص هذه الجيم ما يلي:

أولا:- أن هذه الجيم ليست دخيلة على اللغة العربية كما قد يظن كثير من غير المتخصصين، فنطقها من الناحية التاريخية صحيح، بل قد أشارت بحوث اللهجات الحديثة إلى أنها الأصل في نطق الجيم، فأهل جنوب الجزيرة العربية ينطقون بها، وجنوب الجزيرة هو أصل اللغة العربية، بالإضافة إلى أن جميع اللغات المسماة السامية لا تعرف سوى هذه الجيم، ومن ثم فإن الجيم الفصيحة الشجرية حديثة بالنسبة إلى هذه الجيم القَصِيَّة.

ومن ثم فإني أرى أن مصطلح (الجيم القاهرية) الذي أُطلق عليها غيرُ دقيق، حيث يُغفل قِدَم هذا النطق ووجوده في مناطق عدة سوى القاهرة، ويُوهم غير المتخصصين بحداثة هذه الجيم واختصاصِ المصريين بها، ولقد يَجهَد المتخصصون في إقناع غير المتخصصين بقِدَم هذه الجيم فضلا عن سبقها؛ لذا أقترح تسميتها (الجيم القديمة).

ثانيا:- أن أصالة هذه الجيم لا تعني فصاحتها، فالمتفق عليه بيننا أن الجيم الفصيحة هي الشجرية، وبها قرئ القرآن الكريم؛ بل إن قدامى علمائنا قد عدَّ هذه الجيم (مجهور الكاف) من الحروف غير المستحسنة؛ يقول سيبويه: "من الحروف غير المستحسنة ... والجيم التي كالكاف"، ومثله قول ابن الجَزَري في معرض حديثه عن وجوب الاحتفاظ بمخرج الجيم: "وربما نَبَا بها اللسان فأخرجها ممزوجة بالكاف كما يفعله بعض الناس، وهو موجود كثيرا في بوادي اليمن".

ثالثا:- أن هذه الجيم صوت جمع بين الانفجارية (الشِّدَّة) والجهر، فهو إذن واجب القلقلة حسب نظرية القلقلة، بغض النظر عن عدم استحسانه، فهذا البحث يجمع أصوات القلقلة في العربية وإن لم يُقرأ ببعضها القرآن الكريم.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما!!

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 Jul 2007, 02:12 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

مشايخنا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الشيخ أحمد عطيّة على هذا التدخّل المفيد الذي بعث نفساً جديداً لهذا الموضوع، والذي جعلني أزيد في طرح بعض الأمور المتعلّقة بالباب فأقول وبالله التوفيق.

أوّلاً: إنّ الكثير من أهل العلم يظنون أنّ الخلاف بين علماء التجويد وعلماء الأصوات هو مجرّد خلافٍ لفظيّ لا يترتّب عليه تغيير في الصوت وهذا كلام فيه نظر لأنّ الخلاف الموجود الآن في بعض الحروف لا سيماً الطاء والقاف وغيرهما ليس من هذا القبيل حيث لكلّ طرف يدّعي نطقاً معيّناً مغايراً للآخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير