تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[01 Aug 2007, 10:21 ص]ـ

دعاء، ومباركة لأستاذنا الكبير الدكتور غانم قدوري

في هذه المشاركة التي بعنوان (سؤال للدكتوري قدوري) تداخلت مع فضيلة السائل الشيخ المقرئ (عبد الحكيم) والفكرة التي سأل عنها حول موضوع " الطاء القديمة " ووجود مشكلة في نطقها، ثم توسع السؤال ليشمل حروفا أخرى غيرها.

وقد ارتأيت سؤال الدكتور غانم سلمه الله، عن مرئياته للتقريب بين المختلفين، ثم أطلعته على عثوري علىكتابه (أبحاث في علم التجويد)، ووعدت بقراءة متأنية له، وبعد قراءات ومطالعات فيه حمدت الله كثيراً على أن يسر لعلم التجويد علماء أفذاذا من أمثاله يبحثون مسائله ويوضحون دقائقه، راسمين لذلك منهجية علمية امتازت بها مناهج بحث علماء هذه الأمة الإسلامية العظيمة منذ القدم.

وفي الحق إنّ عرضه لهذه الأبحاث الستة بهذا الأسلوب الأنيق، والعرض الجميل، لايقلل مطلقا من دروس القراء المجودين ولا اللغويين، والصوتيين.

فقد كان أبرز ملامح عروضه في هذا الكتاب الطيب- الذي يشاكل كتبا أخرى مفيدة في الموضوع ويشاطرها الرأي ككتاب الدكتور مساعد الطيار (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) وغيره.

أنه صرح بهدفه منه: وهو أن المتأمل في كتب تعليم قواعد التلاوة المؤلفة في السنين الأخيرة خاصة والمستمع لأداء المرتلين من جيل الشباب على وجه الخصوص تستوقفه ملاحظات وظواهر تتعلق بتلاوة القرآن، وبأحكام التلاوة المدونة في كتب علم التجويد فهناك تباين ظاهر بين أداء بعض الأحكام وطريقة وصفها في كتب التلاوة كما أن هناك اختلافا بين نطق عدد من الأصوات وطريقة وصفها في الكتب/5.

فهذا السبب وغيره جعل المؤلف حفظه الله يسعى لإيجاد مصادر مساندة لكتب التجويد المعروفة، على أن يضيف إليها المنهجية العلمية اللازمة لها كأي مشروع تأليفي،أو عمل بحثي يتحتم أن تكون له مشكلة بحثية أو مسببات وجيهة.

كما قدعرض حفظه الله لعلم التجويد، مبينا تلك الفروق الدقيقة بين أهل التجويد وأهل الأصوات، بالرجوع إلى مصادرهما الأصيلة، ببيان أدلة الفريقين، ووجهتهم العملية التطبيقة الممكنة وغير الممكنة، مع توضيح الحقائق الصوتية التي تلقي ضوء على عدد من قضايا التلاوة القرآنية.

وفي طيات هذا الكتاب كذلك أرسل دعوة للمتخصصين في العلمين إلى التقابل والمحاورة على طاولة واحدة.

وإنه من هذا المنطلق الطيب فإن القارئ يجد نفسه في هذا الكتاب أمام حقائق واضحة، تمكنه بحكم دراسته وتخصصه في التلاوة والتجويد من أن يتعرف على الحكم الأكثر وضوحا ودقة دون تقليد أو تعصب، فيما يتعلق بـ (المخارج والصفات) حرفا حرفا،ثم بقية الأحكام، بطريقة متفقة والنصوص القديمة والحديثة.

بناء على قول القائل: وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر ..

على هذا الأساس كان هذا الطرح كله مفيدا، ونبيلا، ودروسا فوق العادة، والإجادة، فجزاه الله خيراً عن أبنائه الطلاب خير الجزاء، فهم مافتئوا يتساءلون عن كثير من المسائل التي وجدوها تختلف مع ما عهدوه في كتب التجويد، ودائما ما يطلبون الإجابة عنها بالتفصيل والتأليف، بأسلوب واضح مفيد، طلبا لمدارستها مع مشائخهم وزملائهم، على حد قول القائل:

فأدم للعلم مدارسة فحياة العلم مدراسته ..

ومن المهم هنا بعد هذا العرض التنويه بأنه من الواجب الاتفاق على منع اللحن الجلي، الذي فيه تحريف واضح للحروف عن وجهتها الصحيحة بالكلية مع القصد، وكذلك كلّ ما فيه تشويه للصفة بكثرة التوصف المبالغ فيه وغير الدقيق، دون الرجوع إلى مصادر موثوقة في اللغة والتجويد، امتثالا لقولهم: للحرف ميزان فلا تك طاغيا ... فالتزام ذلك يمنع من خلط الحابل بالنابل كما يقال ..

وكذلك التنبيه على سرعة دراسة مسائل اللحن الخفي عند الطلبة والدارسين، فهي أحد أسباب كتابة هذا النوع من الأبحاث، (المستنبطة من التجويد واللغة والصوت)،

فقد يقع الوهم في ضبط مخرج الضاد، مثلا، أوالقلقلة، وضبطهما على خلاف ماهو في مصادر التلاوة والتجويد، أوغيرهما من المسائل الهامة التي ذكرها الإخوة في هذه المشاركة، ثم لانجد تفصلا إلا بالرجوع لمصادر اللغة والصوت توجيها وتوثيقا.

وأنوه هنا بقلّة البحث في هذه المسائل على استقلال، وفق ما يحتاج إليه الطلاب، كما صرح به الكثيرون، الذين يرون الحاجة إلى دروس متعمقة مدققة من القراء واللغويين والصوتين إذ هذه الشرائح هي التي يعنيها هذا الأمر.

أخيرا: صادف أن سمعت أحد أئمة المساجد في بعض البلاد يحاول قراءة الضاد الظائية، ويعيدها بوضوح دون وجل، ولم أجد لهذا الإصرار على النطق بالظاء، من جواب سوى أنه قد تأكد عنده صحة ماذهب إليه مع خلافه للأكثرين من مشايخي ممن سمعت منهم هذا الحرف ضادا، وقلت حينها مالفرق إذا عنده بين قراءة بضنين، وبظنين المتواترتين.

والحاصل: أنّ كلمة الفصل في هذه القضايا الشائكة إنّما هي للمنهجية العلمية، والرياضة العملية الدائمة بالحروف على المشايخ، والدراسة الصوتية الراصدة للفروق ..

على حد قول ابن الجزري: وليس بينه وبين تركه إلا رياضة بفكه .. والله أعلم.

ختاما: هذه بعض المصادر مما أحتفظ به في مكتبتي، تناولت بعض موضوعات علم التجويد، بالإضافة إلى ماسبق:

1 - رسالة في كيفية النطق بالضاد ليوسف أفندي زاده 3 ق مخطوطة من الجامعة الإسلامية.

2 - درةالقاري للفرق بين الضادوالظاء عزالدين عبدالرزاق

3 - أخطاءالقارئ في تجويدكلام البارئ حسن بن أحمدهمام

4 - الملاحظات الهامة عبد الرؤوف قاري.

5 - الدروس المهمة في شرح الدقائق المحكمة لسيد لاشين.

6 - الأصوات اللغوية لإبراهيم أنيس.

7 - صويت الغنة في الأداء القرآني بين الكمية والمدة الزمنية د: يحي بن علي المباركي

وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه من الأقوال، والأفعال إنه سميع قريب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير