تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا قرأتَ بتوسط البدل , فلها عند الوقف التوسط إن لم ينظر إلى العارض، والمدّ إن نظرنا إليه.

وإذا قرأتَ بالقصر , فلها عند الوقف القصر إن لم يعتدّ بالعارض , وبالتوسط والطول أيضاً. ()

أمّا حمزة فقد خصّها بأوجهٍ ثلاثةٍ:

1 - تسهيل (الهمزة) بينها وبين الواو.

2 - إبدال (الهمزة) ياء خالصة. . . فتقرأ: ((مُسْتَهْزِيُونَ)).

3 - حذف (الهمزة) مع ضمّ الزاي ... فتقرأ: ((مُسْتَهْزُونَ)).

والوجه الرّابع الذي لا يجوز هو: " حذف الهمزة وإبقاء ما قبل الواو مكسوراً على حاله على مراد الهمزة. . .". () أي بصورة: مُسْتَهْز ِوُن.

وهذا هو الوجه الذي أشار إليه الإمام الشاطبي بالإخمال () في قوله:

ومستهزؤن الحذف فيه ونحوه وضم وكسر قبل قيل واُخملا

والذي قال عنه الإمام ابن الجزري رحمه الله: " ... لا يصح رواية ولا قياساً ". ()

" ولحمزة أيضاً في: {فَقَالَ أَنْبِئُونِي} [البقرة:31] , الشروط نفسها في {مُسْتَهْزِءُونَ}. أمّا في {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة:33] , فقد أجمعَ القرّاءُ على تحقيق الهمزة وصلاً ووقفاً , إلا حمزة أبدلها في الوقف ياء مع ضمّ الهاء وكسره ". ()

فتقرأ: ((أنبيِهُم، أنبيِهِم)). قال الدّاني: " .. الكسر من أجل الياء والضمّ؛ لأنّ الياء عارضة وهما صحيحان ". ()

... ومن أراد الاستزادة في مثل هذا وغيره من حيث السّماع. . . فعليه بالكتب المختصّة بذلك.

هذا وكان حمزة: يّراعي خط المصحف دون القياس , وقد أشار إلى هذا الداني بقوله: "واعلم أنّ جميع ما يسهله حمزة من الهمزات , فإنما يُراعي فيه خط المصحف دون القياس". () ومعنى ذلك قال ابن الجزري: " إنّ حمزة لا يألو في وقفه على الكلمة التي بها همز , إتباع ما هو مكتوب في المصحف العثماني المجمع على إتباعه، يعني أنه إذا خفف الهمز في الوقف فمهما كان من أنواع التخفيف موافقاً لخط المصحف , خففه به دون ما خالفه وأنه وإن كان أقيس ". ()

وممّا تجدر الإشارة إليه أنه:

يجوز الرّوم والإشمام فيما لم تبدل الهمزة المتطرّفة فيه حرف مدّ , وذلك أربعة أنواع:

1 - ما ألقي فيه حركة الهمزة على السّاكن نحو: {شَيْءٍ , الْمَرْءِ، سَوْءٍ} [البقرة:20،102، مريم:28]. ()

2 - ما أبدل الهمزة فيه حرفاً وأدغم فيه ما قبله نحو: {قرُوءٍ، بَرِيءٌ} [البقرة:228، الأنعام:19] , ونحو: {شيء} عند من روي فيه الإدغام. ()

3 - ما أبدلت فيه الهمزة المتحرّكة واواً أو ياء ً بحركة نفسها على التخفيف الرّسمي نحو: {ضُعَفَآءُ} [البقرة: 266]. ()

4 - ما أبدلت فيه الهمزة المكسورة بعد الضمّ واواً , والمضمومة بعد الكسر ياءً نحو: {لُؤْلُؤٌ، يُبْدِئُ} [الطور:24،العنكبوت:19]. ()

فأمّا ما تبدل حرف مدّ فلا روم فيه ولا إشمام نحو: {اقْرَأْ) [الإسراء:14]؛ لأنّ هذا الحرف - وأمثاله - حينئذٍ ساكن لا أصل له في الحركة. ()

ويجوز الرّوم في الهمزة المتحركة المتطرّفة إذا وقعت بعد متحرّك , أو بعد ألف إذا كانت مضمومة أو مكسورة , وسهلتها – بَيْنَ بَيْنَ – فتنزل النطق ببعض الحركة وهو الرّوم منزلة النطق بجميعها فتسهل. وذهب أكثر القرّاء إلى ترك الرّوم في ذلك وأجروه مجرَى المفتوح وضعّفَ هذا القولَ الشاطبيّ () ومن تبعه وعدّوه شاذاً. وقال ابن الجزري: والصّواب صحة الوجهين جميعاً. () وذهب بعضهم إلى غير ذلك على حسب الصّورة. ()

وقبل الختام: أودّ أن أبيّنَ أحكام الهمزة الواقعة بعد الزوائد في القرآن الكريم على ما تقدّم لحمزة وقفاً - باختصار - وهي عشرة رتبتها حسب الهجاء ...

- الهمز , نحو: {ءَأَنْذَرْتَهُمْ} [البقرة:6].

- الباء , نحو: {بِأَنّهُمْ} [الحشر:13].

- السّين , نحو: {سَأُوْرِيكُمْ} [الأعراف:145].

- الفاء , نحو: {فَآمِنُوا} [التغابن:8].

- الكاف , نحو: {كَأَنّهُمْ} [المنافقون:4].

- اللام , نحو: {ولِأبَوَيْهِ} [النساء:11] , وتخفيف الهمزة هنا: التحقيق، وإبدالها ياء مفتوحة – أي فتقرأ -: لِيَبَوَيْهِ.

- لام التعريف , نحو: {الْآخِرِ} [البقرة:8] , وتخفيفها: النقل , والسّكت على اللام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير