تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعلم أخي الكريم أنّ حروف الرخاوة يمكن إمداد الصوت فيها بلا حدّ إذا كانت ساكنة، فهل هو كذلك بالنسبة للضاد التي نسمعها؟ أي هل يمكنك أن تمدّ هذه الضاد كما هو الحال في باقي حروف الرخاوة إذا كانت ساكنة؟

الذين يقولون أنّ في الضاد الدالية رخاوة ويستدلّون بالصوت المديد الذي نسمعه. أقول هل هذا الصوت يخرج بقوّة الاعتماد والضغط على المخرج أم بضعف الاعتماد على المخرج؟

قد وصف القدامى الضاد بالتفشي، والتفشّي أخصّ من الرخو حيث كلّ متفشّ رخو والعكس ليس صحيحاً. والتفشي هو انتشار الصوت في الفم. أقول: أينتشر الصوت في الفم عند النطق بالضاد التي نسمعها.

عندما ننطق بالضاد الدالية الساكنة واللام الساكنة، أيّهما أرخى من الأخرى هل الضاد أم اللام. الجواب: لا يختلف أحدنا أنّ اللام أرخى من الضاد التي نسمعها والدليل على ذلك أننا نستطيع أن نمدّ اللام الساكنة مدّا طويلاً بخلاف الضاد الساكنة فمدّها محدود جداً. أقول: إن كانت اللام بينية أي بين الشدّة والرخاوة وهي أرخى من الضاد المنطوق بها اليوم فكيف توصف الضاد بإنها رخوة من غير خلاف بين أهل العلم قاطبة.

قد وصف القدامى بأنّ لفظ الضاد يشبه لفظ الظاء وهذا الذي حملهم على حصر الظاءات لئلاّ يقع الخلط بينهما، وهذا الذي حمل ابن الجزري أن يقول " والضاد باستطالة ومخرج ميّز من الظاء وكلّها تجي " ولو كانت الضاد الدالية صحيحة فلا داعيَ للتمييز، وهذا الذي حمله أن يقول " إذا تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك يعضّ الظالم "

ما الذي حمل علماء الأصوت على القطع بأنّ الضاد المنطوق بها اليوم تخالف نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله.

هل هذه الضاد قريبة في الشبه من الظاء أم من الدال. لا يختلف أحدنا أنّها قريبة من الدال في السمع وبالتالي فلا يليق أن تتهم المرعشي بأنّه أوّل من قال بأنّ الضاد تشبه الدال إذ هذا الشبه محسوس لدا الجميع.

من جهة أخرى أقول للدكتور من قال لك أنّ الاستطالة تستلزم الضغط على المخرج بحيث ينحبس الصوت ولا يجري؟ ما هو دليلك على ذلك؟

المراد بالستطالة هو أنّ حافة اللسان تعتمد على الأضراس اعتماداً ضعيفاً لأجل رخاوة الضاد، ولمّا كانت حافّة اللسان طويلة مقارنة مع طرف اللسان كانت الظاء أرخى من الضاد فقويت الضاد بالاستطالة عن الظاء لأنّ ضغط الحافة على الأضراس مع طولها واتساع سقف الأضراس جعل امتداداً في مخرج الضاد خلافاً للظاء. وهذا هو معنى الاستطالة. ولا علاقة بين قوّة الاعتماد على المخرج وبالاستطالة. ولم توصف الظاء بالاستطالة لأنّ طرف اللسان ليس طويلاً كالحافة وسقف أطراف الثنايا العليا محدود جداً.

أمّا قولكم أنّ الضاد الظائية هو اختراع أقول لك بل العكس: فإنّ الضاد الدالية هي المخترعة لمخالفتها لإجماع القدامى، وحتّى إن ثبتت عند المتأخرين فسنادها منقطع لأنّها القدامى لم يقرءوا بها وسند المتأخرين يتصل بالقدامى. وحتّى لو افترضنا أنّه لا سند للضاد الظائية فيكون الرجوع إلى النطق الفصحيح أو التقرّب منه أولي من نطق شديد البعد عن الفصيح.

أمّا الحديث الذي ذكرت فهو عليك وليس لك: فقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.

أقول: كيف قرأ النبيّ عليه الصلاة والسلام وصحابته الضاد أبالتي نسمعها اليوم أم بالتي أجمع عليها أئمّة القراءة؟

وقال عليه الصلاة والسلام: خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم.

أقول: أقرأ أهل القرون الثلاثة الأولى بالضاد التي نسمعها اليوم أم بالتي أجمع عليها أئمّتنا؟

أخيراً أقول لأخي الدكتور أراك قاسيا على الظائيين منذ زمن. نحن إخوانكً في الدين، لا نعيب عليك إن قرأت بالضاد الدالية ما دام قد تلقيتها عن مشايخك ولكن رفقاً بالظائيين فإنّهم ماخترعوا شيئا من أنفسهم فإنّ لهم من الأدلّة لو عرضت على المنتدى لسقط من ثقلها.

أنك تعيب على من قرأ بالفرجة عن مشايخه لأنّها تخالف نصوص القدامى ونحن على يقين أنّ الضاد الدالية تخالف نصوص القدامى والفرق بين الفرجة والضاد أنّ الفرجة اختُرعت منذ نصف قرن تقريباً والضاد الدالية اخترعت منذ قرون.

أختم كلامي هذا بفائدة وهي: لماذا وصفت الضاد بالتفشي خلافاً للظاء مع أنّ الظاء أرخى من الضاد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير