وقال التنسى: (وضعت الألف فى مثل (ركبوا) للدلالة على انفصال الكلمة عما بعدها (كلمة مستقلة) يمكن الوقف عليها أو للفرق بين ما بعده ضمير منفصل يجعل فيه ألف (وإذا ما غضبواْ هم يغفرون) سورة الشورى وبين ما بعده ضمير متصل نحو (كالوهم) سورة المطففين لا تجعل فيها ألف). أ. هـ الطراز فى شرح ضبط الخراز
ولأبى عمرو الدانى توجيه آخر فى ألف (مائة) ونحوها هل هى للتفرقة أم للتقوية فيقول: (وإما تقوية للهمزة ــ يعنى وضعت الألف فى الشكل تقوية للهمزة ــ من حيث كانت حرفا خفيا بعيد المخرج فقووها بالالف لتتحقق بذلك نبرتها وخصت الالف بذلك معها من حيث كانت من مخرجها وكانت الهمزة قد تصور بصورتها وهذا القول عندي أوجه لانهم قد زادوا الالف بيانا للهمزة وتقوية لها في كلم لا تشتبه صورهن بصور غيرهن فزال بذلك معنى الفرق وثبت معنى التقوية والبيان لانه مطرد في كل موضع) أ. هـ المحكم فى نقط المصحف
تنبيه
لفظة (على) التى هى حرف جر كتبت بالياء للتفرقة بينها وبين (علا فى الأرض) التى هى فعل
ملحوظة
إذا حذفت الألف من بعد واو الجماعة مثل (جاءو) و (باءو) و (فاءو) فلعها حذفت على الأصل ولأنها لا تنطق.
تاسعا: زيادة الألف والواو والياء بعد الهمزة
مثل (سأوريكم) زيادة الواو بعد الهمزة وكذلك زيادة الياء بعد الهمزة فى نحو (نبأىْ) ومثل زيادة الالف بعد الهمزة في (ولأ اوضعوا) و (أو لأاذبحنه).
التوجيه
1 ـ أما الداني فيرى: (العرب لم تكن أصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا)
2 ـ والكرمانى يقول نفس القول ويضيف أمثلة أخرى لهذه القاعدة مثل (لا أوضعوا) بالألف مكان الفتحة ومثل (وإيتاى ذى القربى) بالياء مكان الكسرة لقرب عهدهم من الخط الأول
وكذلك ذهب الزمخشرى فى (لا أوضعوا) و (لاأذبحنه) قال: الفتحة تكتب ألفا قبل الخط العربى وقد بقى من ذلك الألف أثر فى الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفا وفتحتها ألفا أخرى) الكشاف
وكذلك ذهب المهدوى: (من مذاهب العرب إشباع الحركات فى اللفظ دون الخط أو فيهما أو فى الخط دون اللفظ) هجاء المصاحف
إذن الألف المتصلة باللام مشبعة من حركة اللام والألف التى بعدها صورة الهمزة.
وللدانى وجهة نظر فى رسم الألف فى (لا أوضعوا) و (لاأذبحنه) يقول: (وأما زيادتهم الالف
في (ولأ اوضعوا) و (أو لأاذبحنه).
فلمعان أربعة
هذا إذا كانت الزائدة فيهما المنفصلة عن اللام وكانت الهمزة المتصلة باللام وهو قول اصحاب المصاحف 1ـ ان تكون صورة لفتحة الهمزة من حيث كانت الفتحة ماخوذة منها.
2 ـ الحركة نفسها لا صورة لها وذلك ان العرب لم تكن اصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الاعراب قد يكون بها كما يكون بهن فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا فتدل هذه الاحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والكسر والضم منه اشياء لم تغير عما كانت عليه في الرسم قديما وتركت على حالها فما في مرسوم المصحف من نحو ولأ اوضعوا هو منها.
3ـ دليل على إشباع فتحة الهمزة وتمطيطها في اللفظ لخفاء الهمزة وبعد مخرجها وفرقا بين ما يحقق من الحركات وبين ما يختلس منهن وليس ذلك الاشباع والتمطيط بالمؤكد للحروف إذ ليس من مذهب أحد من أئمة القراءة وإنما هو إتمام الصوت بالحركة لا غير.
4ـ تقوية للهمزة وبيانا لها ليتأدى بذلك معنى خفائها والحرف الذي تقوى به قد يتقدمها وقد يتأخر بعدها.
التلخيص
ولخص التنسي كل هذه الأقوال فقال: ـ إما زيدت للفرق أو تقوية للهمزة أو دلالة على إشباع حركتها أو صورة لحركتها أو حركتها نفسها أو أن الواو صورة للهمزة على مراد الوصل والألف زائدة لتقوية الهمزة أو أنها كذلك لكن الألف زيد دلالة على إشباع حركة ما قبل الهمزة) أ. هـ الطراز فى شرح ضبط الخراز
عاشرا: ما رسم للتناسب مع رءوس الآى
مثل (الضحى ـ سجى ـ قلى) وقس عليها نظائرها
التوجيه
يقول الداني: (وذلك على وجه الاتباع لما قبل ذلك وما بعده مما هو مرسوم بالياء من ذوات الياء لتأتي الفواصل على صورة واحدة) أ. هـ المقنع للداني
الحادى عشر: ما رسم ياء لعلة الإمالة
مثل (الضحى ـ سجى ـ قلى) وقس عليها نظائرها
التوجيه
¥