كل إشمام فى الأول أو فى الوسط إشمام مسموع لأنه مقارن للنطق بالحرف فسوف يتأثر الحرف بلا شك وأما إشمام الآخر فهو ليس بصوت لأنه يكون بعد الآنتهاء من نطق الحرف فتنبه.
لذا كلمة (لدنى) إشمامها لشعبة مسموع وكذلك (قيل) وكذلك (أصدق ـ صراط) عند من إشمها من القراء العشر مسموعة.الكلمات التى بها إشمام لأحد من القراء وهى مسموعة
( .................................................. .................................................. .......... )
فائدة:
ومما يحسن ذكره فى هذا الموضع كلام العلامة ابن الجزرى عن فائدة الروم والإشمام وهى بيان الحركة التى تثبت فى الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة ..
وعلى هذا فيستحسن الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع .. أما غير ذلك فليس محتاج أن يبين لنفسه .. ولذلك استحسن بعض مشايخنا الوقف بالروم والإشمام على قوله ــ تعالى ــ: (وفوق كل ذى علم عليم)، (ربى إنى لما أنزلت إلى من خير فقير). أ. هـ النشر وهذا الكلام نحوه فى الدر
النثير للمالقى أيضا والمالقى قبل ابن الجزرى.
مواضع الروم والإشمام والتوجيه:
ويدخل الروم فى المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور ولا يدخل المنصوب ولا المفتوح ولا ساكن الوصل والمعتبر فى دخول الروم الحركة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أم نائبة عن غيرها ... فيدخل فيما جمع بألف وتاء وما ألحق بهما (خلق الله السماوات) وإن كان منصوبا لأن نصبه بالكسرة والكسرة يدخلها الروم .. أما الإشمام فيدخل فى المرفوع والمضموم فقط.أ. هـ (أحكام قراءة القرآن للحصرى).
التوجيه:
1) الروم بإعتباره صوتا ضعيفا يمكن تحققه مع ضم الشفتين وكسرهما فلهذا جاز دخوله فى المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور.
بخلاف الإشمام فلا يجوز دخوله المجرور والمكسور لأنه عبارة عن ضم الشفتين ولا يتأتى ضم الشفتين مع كسرهما.أ. هـ (العلامة الموصلى فى شرح الحرز نقلا عن أحكام القرآن للحصرى)
2) أما الإشمام فيختص بالمرفوع والمضموم لأن معناه ــ وهو ضم الشفتين ـــ إنما يناسب الضمة لإنضمام الشفتين عند النطق بها دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بإنفتاح والكسرة بإنخفاض ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما فى الوصل.أ. هـ (أحكام قراءة القرآن).
وأضاف الشيرازى توجيها وجيها حيث قال:
(الإشمام: لا يكون فى المجرور لأن الإشمام تهيؤُ اللفظ بالضمة وضم الشفتين إستعدادا لإخراج ما كان من جنس الواو وهذا لا يمكن مع الإشارة إلى الكسرة ..... أما الروم فإنه صوت فيمكن إخراجه مع الإشارة إلى الكسرة.أ. هـ (الكتاب الموضح الشيرازى)
وجه إمتناع إشمام الكسرة والفتحة
أما وجه إمتناع إشمام الكسرة فلأنها تكون بحط الشفة السفلى ولا يمكن الإشمام غالبا إلا برفع العليا فيوهم الفتح .. ووجه إمتناع إشمام الفتحة الإيجاز لأن الحركات ثلاث ولو على شيئين منها فصار عدم الدلالة دليلا على الثالث كالحرف مع قسيميه.أ. هـ (النويرى شرح الطيبة)
ويرى القرطبى أن وجه إمتناع إشمام الكسر أن الكسر ليس من الشفة وإنما هو من مخرج الياء (شجر الفم أى وسطه) ... والنظر لا يدركه فلم يدرك حركته والفتح لأن الألف لا آلة له يدركها النظر لأن مخرجها من الحلق (رأى البعض) .. والرائى لا يدركه ولا يدرك حركته.
والصوت ينقطع دون الشروع فى هذا الجزء من الحركة فلم يبق للنظر ولا للسمع وصول إلى إدراكه فامتنع الإشمام. أ. هـ (الموضح للقرطبى).
ولأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض (والروم بعض الحركة).أ. هـ (أحكام قراءة القرآن بتصرف).
ويقول السخاوى: (فإن قيل فلأى شيء لم ترم القراء الفتحة؟)
قلت: القول فيه عندى أن المفتوحة منها ما تثبت فى الوقف ذلك نحو: (أسباطا أمما) فلما ثبت بعضها ولم يصح دخول الروم فيه لم يدخل الروم فى القسم الآخر
فإن قيل: فقد كان الواجب عى هذا أن ترام إذكان بعضها قد ثبت فى الوقف.
قلت: منع ذلك التباسها بالنوع الآخر الذى لا يرام وهو الذى بعده الألف المبدلة من التنوين هذا ما ذكرته أولا. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوى
أقسام الوقف على أواخر الكلم
ينقسم الوقف على أواخر الكلم الى ثلاثة أقسام ..
1ـ قسم لا يوقف عليه إلا بالسكون:
وهو خمسة أصناف:
¥