ـ[الجكني]ــــــــ[31 Aug 2007, 07:43 م]ـ
أخي د/ أمين الشنقيطي حفظه الله:
إليك ما ذكره الباحث حفظه الله ووفقني وإياه:
" ولعل أبرز الفوائد التي حواها هذا الكتاب الجامع (يقصد الغاية) تلك القراءات الشاذة التي يذكرها ابن الجزري رحمه الله في أثناء الترجمة والتي تعد طرفة نفيسة من طرف الكتاب."
ثم أخذ في تعريف القراءة الشاذة ونقل كلام ابن الجزري وأبي شامة، ثم قال:
"وبناء على هذا فقد قمت بجمع القراءات الشاذة التي حواها كتاب "غاية النهاية " وترتيبها وفق النسق المعروف في هذا العلم حيث قسمت القراءات قسمين:
الأول: الأصول:وذكرت فيه الاستعاذة والبسملة والإدغام والإخفاء والهمز والسكت والإمالة.
والقسم الثاني: خصصته لفرش الحروف وأوردته على ترتيب السور والآيات.
وقد قمت في هذا الفهرس زيادة للفائدة بربط بعض ما ورد فيه من قراءات شاذة بالمشهور من كتب القراءات المتواترة كالسبعة والنشر وغيرهما وكذلك المطبوع من كتب الشواذ كالمحتسب ومختصر في شواذ القران وبعض كتب الإعراب كإعراب القرآن للنحاس والبحر المحيط وقد أثبتّ ذلك كلاًّ في موضعه تتميماً للبحث.اهـ بنصه.
هذا ما ذكره الباحث كمنهج له.
والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Aug 2007, 08:20 م]ـ
مولانا الجكني، ممكن أن يعتذر عن المؤلف بأن الشذوذ في اختلال سندها، فيقال هي متواترة في نفسها لكن شذوذها بنسبتها لفلان وهو من خارج العشرة أو منهم لكن ليست من الطرق المتواترة التي وصلتنا. فيكون شذوذا نسبيا لا مطلقا.
وحيثما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في العشرة
فاللفظة متواترة عن نافع مثلا لكن شاذة عن ابن كثير
أي فيما وصلنا.
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Aug 2007, 09:51 م]ـ
أستاذي الكريم والحبيب الغالي د/ أنمار حفظه الله:
اعتذار وجيه لكنه لا يخلو عندي من نظرات::
1 - الباحث ليس في كلامه ما يدل على أنه يقصد ذلك، وهذه من مساوئ عدم وضع منهجية للبحوث العلمية. وهو حفظه الله لو وضع منهجاً وبين فيه ما يريد لما كان هناك مدخل عليه لكنه جعل القضية عامة: " القراءات الشاذة " هكذا وذكر فيها ما ليس بشاذ.
2 - على فرض أنه يقصد ذلك فهل هذا متعارف عليه في " عرف القراء "؟ الذي أعرفه أن الحكم على القراءة بالشذوذ لا يصح إذا كانت القراءة "متواترة " ومقروء بها لأحد القراء العشرة، وهذا إنما يسمّى " انفرادة " وليس "شاذة "
3 - أما قول ابن الجزري رحمه الله " وحيثما اختل ركن فأثبت شذوذه " الركن هنا لم يختل:
فصحة السند أو التواتر موجود، قصارى ما في الأمر أنه ثابت عن شخص دون شخص، أما حقيقته فهو ثابت، فهو لم يختل من جميع القراء، وهذا يكفي حتى لو أنه عن راو واحد، وهذا ذكرته في التعليق على البحث:فإن نسبة القراءة إلى القارئ لا تؤثر في التواتر بل هي للضبط فمثلاً:
لو قلنا هذه القراءة متواترة وصحيحة عن نافع لكنها غير كذلك عن غيره فما هو الحكم الذي سنحكم به عليها من حيث التواتر وعدمه دون النظر إلى من ثيتت عنه سواء فلان أو فلان؟
طبعاً سنقول إنها متواترة، وهذا الذي يكفينا في هذه القضية.
فالحكم عليها بالشذوذ معناه القول بعدم قرآنيتها، أما القول بتواترها عن فلان دون فلان فتلك قضية أخرى لا تمس قرآنيتها.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2007, 12:45 م]ـ
أشكر الأخ العزيز الدكتور السالم الجكني بارك الله فيه على ما تفضل به من وقفات نقدية علمية حول بحث (فهرس القراءات الشاذة في غاية النهاية لابن الجزري) للزميل العزيز الدكتور عبدالعزيز الجهني، ولي بعض الوقفات حول هذا النقد:
أولا: نحن بخير ما تناصحنا وتحاورنا في مسائل العلم بأدب وعلم ونية صادقة لوجه الله ولوجه العلم، وأحسب أن هذا النقد إن شاء الله من هذا النقد العلمي المؤدب، وأحسب نية صاحبه صادقة إن شاء الله.
ثانياً: أرجو دوماً من نفسي ومن إخواني في هذا الديوان العلمي، والملتقى الحواري الذي نحرص أن يكون نموذجاً يحتذى أن نتوقف عند عباراتنا قبل نشرها، فنختار أحسنها وأقربها للقلوب والنفوس كما أمرنا الله (يقولوا التي هي أحسن) فإذا كان هذا في القول فإنه في الكتابة أشد طلباً، حتى يترك النقد أثراً حميداً في نفس قارئه أياً كان موقعه من هذا الخطاب. وقد لاحظت بعض العبارات التي كنت أحب لأخي الدكتور الجكني أن يتلافاها كقوله (كفانا محسوبية في تحكيم البحوث؟؟؟) فهي عبارة جارحة. وأنا أعرف هذه المجلة جيداً، وأعرف القائمين عليها، وهم من أشد الناس تحرياً للأمانة العلمية، وحرصاً على الرقي بالبحث العلمي، ولك أن تقرأ أعداد هذه المجلة، ولا أشك أن هذا البحث قد عرض على محكمين متخصصين، ورئيس التحرير الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي من أشد الناس حرصاً على الرقي بالبحث العلمي، وقد أشرف على رسالتي الدكتوراه ووجدت منه شدة علمية، وحزماً في البحث والمنهجية بقيت آثاره في نفسي وعقلي ولا أظنها تزول ما حييت، وقد اشرف على مجلة جامعة الإمام سنوات عدداً كانت فيها المجلة نموذجاً يحتذى. ولستُ أقول هذا الكلام حرجاً من أستاذي الدكتور تركي فحسبُ، وإنما حباً للإنصاف والمنهجية المؤدبة المراعية لأدق مشاعر الآخرين، وحرصاً على سلامة القلوب، فإن بعض العبارات تصرف النقاش العلمي عن مساره.
ثالثاً: بالنسبة للبحث المنقود فإن الزميل الدكتور عبدالعزيز الجهني صاحب البحث زميلنا في هذا الملتقى، وله الحق في النقاش والجواب، وأحسبه سيفعل إن شاء الله حتى نستفيد نحن من النقاش والحوار العلمي بينكم، وما نحن إلا طلاب علم نستفيد من أهل العلم في هذا الملتقى الذي يرتقي يوماً بعد يوم بأمثالكم من الباحثين وبأمثال هذه البحوث والنقد العلمي الذي يدور حولها.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم خيراً، وأن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.
¥