تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ ... وَأَغْنى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ

? (وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ) فيه إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: [إقرؤوا القرآن، فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه].

أَوْثَقُ شَافِعٍ: أي أكثر ما يشفع للناس القرآن.

? (وَأَغْنى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ)

وَأَغْنى غَنَاءٍ: أي أكثر غنى، وأغنى من أفعال التفضيل، فالقرآن يعني عن غيره ولا يغني عنه غيره.

وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ: أي أكثر شيء هِبة تفضلا منه بهذا القرآن على صاحبه.

من الذي يهبه له؟:

من حيث الأجر والثواب، قال صلى الله عليه وسلم: [أتلوه فإن الله يأجركم عليه بكل حرف عشر حسنات، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف].

(11)

وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يَمَلُّ حَدِيثُهُ ... وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً

وَخَيْرُ جَلِيسٍ: وخير جليس في الزمان القرآن وهو خير الكلام، وعندما أقرأ القرآن أجالس الله، وهذا فيه أثر: ((لمن يحب أن يخاطب الله فليدخل في الصلاة، ومن يحب أن يخاطبه الله فليقرأ القرآن)).

لاَ يَمَلُّ: سماعه وعلى كثرة قراءته.

وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً: أي يزداد فيه الفتى تجملا، فإن قراءة القرآن تزيد صاحبها جمالا على جماله، أو ترداد القرآن يزداد تجملا وإشراقا وعطاء.

(12)

وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ ... مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً

هذه الأبيات فيها بيان عظمة القرآن الكريم، فخيره وفضله ليس في الدنيا فقط:

يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ مِنَ اْلقَبرِ: فظلمة القبر لا ينيرها إلا القرآن الكريم، يرتاع ويفزع فإذا بالقرآن يأتيه، وهذا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [يأتي القرآن صاحبه في القبر فيقول: تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك] وفي بعض الروايات: [يأتيه كالرجل الشاحب المصفر، فيقول: أنا القرآن أسهرتك في الظلمات ... ، فيدافع عنه ويمنع عنه عذاب القبر].

وبعضهم يقول هو نور ليس في ظلمة القبر وحدها بل في كل ظلمة.

سَناً مُتَهَلِّلاً: أي يأتيه سنًا، والسنًا نور، نقول سناء ولكن الهمزة سقطت هنا لضرورة الشعر.

والمتهلل الوجه هو الباش، وتهلل وجه إذا بُشّ وسُرّ، والقرآن الكريم هو المسلي حين الوحدة.

(13)

هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً ... وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يُجْتَلَى

يَهْنِيهِ: أي يهنأ بمقيله وروضته التي هي روضة من رياض الجنة، وهذا أيضا إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار]، أي هنيئا له هذا المقيل القائلة التي هي الاستراحة.

وَمِنْ أَجْلِهِ: صحبته للقرآن الكريم يكون في ذروة العز.

ذِرْوَةِ: ذروة الأمر أي أعلاه.

أي هذا الإنسان القارىء للقرآن يرفعه الله درجات العلا في الدنيا وفي الآخرة، وهذا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم: [يُقال لصاحب القرآن إقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها].

(14)

يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ ... وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ

يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ: القرآن الكريم يكون لصاحبه وحبيبه هذا نِعْم المدافع والمستنجِد له، ويطلب بشدة، والمناشدة هي الطلب في إلحاح.

وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ: إذا كان القرآن يطلب من الله والقرآن كلام الله، فلا شك أن الله يستجيب هذا الطلب للقرآن الكريم.

(15)

فَيَا أَيُّهَا الْقَارِى بِهِ مُتَمَسِّكاً ... مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا

(فَيَا أَيُّهَا الْقَارِى بِهِ مُتَمَسِّكاً) يبدأ الإمام الشاطبي -رحمه الله- بنداء على القارىء الذي تمسك بالقرآن الكريم، وكأنها إشارة من الإمام -رحمه الله- للقارىء القرآن أن يحرص على التمسك بما في القرآن الكريم.

كما يقول العلماء: حتى تكون القراءة مقبولة مرضية عند الله سبحانه أن يحفظ الحروف والحدود.

بِهِ مُتَمَسِّكاً: يقول العلماء: إذا تقدم الجار على المجرور أفاد الاختصاص.

به متمسكا لا بغيره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير