تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما يذكر العلماء أنه ولد سنة 45هـ ولذلك يبدو أنه من أقدم القراء ولادة، وذلك إذا أخذنا بالرأي الأول، الثاني لابن عامر لأنه فيه قولين في ولادة ابن عامر.

فهو من التابعين ولقي من الصحابة كما يقول العلماء: أبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك.

توفي سنة 120هـ.

كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلاَ: هذا ثناء من الإمام -رحمه الله-، كأنه يقول أكثر القوم اعتلاء ورفعة ومنزلة، والقوم اكر جماعته.

وكأنه يريد أن يعطيه صفة من اسمه.

(28)

رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ ... عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ

الراويان اللذان للإمام ابن كثير:

- أحمد البزي: هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، والبزة كما يقول العلماء هي القوة.

كان ضابطا محققا مقرئا، وقد أذن في الحرم المكي فترة من الزمن ثم انتهت إليه مشيخة الإقراء في مكة المكرمة.

توفي سنة 250هـ.

- محمد وهو قنبل: هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي الملقب بقنبل.

توفي سنة 291هـ.

ثم أشار -رحمه الله- إلى مسألة وهي القراءة بالرواية عن الشيخ بالسند، ولذلك قال:

عَلَى سَنَدٍ: أي كلاهما على سند، البزي وقنيل لم يلقيا ابن كثير وإنما قرأ على من قرأ عليه، ولكن اختيار العلماء لهم بلا شك له منزلة على غيرهم من خلال ضبط الرواية، إتقان القراءة فكانا أشبه الناس بقراءة ابن كثير.

(29)

وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ ... أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ

القارىء الثالث من الأئمة السبعة ألا وهو الإمام " أبو عمرو البصري ".

وهو المولود سنة 68 هـ بالبصرة.

اختلف العلماء في اسمه:

- فمنهم من يقول وهو الأرجح: أن كنيته هي اسمه أي " أبو عمرو ".

- ومنهم من يقول: أن اسمه " زَبَّان ".

سواء كان هذا أو ذاك فالمشهور به " أبو عمرو البصري " -رحمه الله-.

لقد كانت له ميزة: كان أكثر القراء السبعة شيوخا، والإمام ابن كثير كان من شيوخ أبي عمرو.

~ مسألة ~

س: إذن لماذا خالف الإمام أبو عمرو شيخه ابن كثير؟

ج: هذه قضية واسعة، أنه أخذ عنه عن غيره، لذلك لما ألف قراءته خالف القارىء من هذا القبيل، وانفرد بطريقة معينة له يقرأ بها.

توفي سنة 154هـ وكانت وفاته -رحمه الله- بالكوفة.

والراويان اللذان أخذا عن أبي عمرو هما:

- الدوري هو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري.

- السوسي هو صالح بن زياد السوسي.

صَرِيحُهُمْ: أي كان عربيا أصيلا، وهذا سيذكره في بيت قادم.

هنا أيضا الدوري والسوسي أخذا عن أبي عمرو بالرواية والواسطة.

المَازِنِيُّ: نسبة إلى قبيلة.

(30)

أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ ... فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ

يَحْيَى الْيَزيدِيِّ: هو تلميذ من تلاميذ أبي عمرو، أقرأه قارءة، فكان كأنما يقرأ أبو عمرو البصري، فتتلمذ له الدوري والسوسي، فهما أخذا على يحي اليزيدي قراءة أبي عمرو.

ولهذا امتدح يحي اليزيدي.

سَيْبَهُ: أي عطاءه المتدفق من القراءات ووجوهها.

بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ: كناية عن صفاء الرواية وعن دقة الأداء.

مُعَلَّلاَ: شرب عللا أي يشرب مرة بعد مرة حتى يرتوي فلا يبقى له مسلكا.

أي الذي أعطاه إياه أبو عمرو البصري هو كله مروي بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه إلا رواية خالصة صحيحة لا إشكال فيها ولا شذوذ ولا علة.

(31)

أَبُو عُمَرَ الدُّورِي وَصَالِحُهُمْ أَبُو ... شُعَيْبٍ هُوَ السُّوسِيُّ عَنْهُ تَقَبَّلاَ

المازني نسبه لبني مازن. والصريح الخالص النسب. والإفاضة الإفراغ. والسيب العطاء. والمراد به هنا العلم. والفرات العذب وجمع بينهما للتأكيد. والمعلل الذي يسقى مرة بعد أخرى.

المعنى: الإمام الثالث أبو عمرو البصري المازني، ولد سنة ثمان وستين وقرأ بالبصرة والكوفة ومكة والمدينة، وهو أكثر القراء السبعة شيوخا، ومن شيوخهع عبد الله بن كثير، وسمع أنس بن مالك وغيره، وتوفي بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة، أفاض أبو عمرو سيبه الذي هو العلم على يحيى اليزيدي فأصبح يحيى ببركة إفاضة أبي عمرو العلم عليه معللا ربان من العلم، ويحيى هذا هو السند المتوسط بين أبو عمرو ورواييه وهما أبو عمر الدوري وأبو شعيب السوسي. فأما الدوري فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز وكنيته أبو عمر أمام القراء في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير