عصره وهو أول من جمع القراء ولد سنة خمسين ومائة في الدور وهو موضع قرب بغداد وتوفى سنة ستة وأربعين ومائتين. وأما السوسي هو صالح بن زياد السوسي توفي سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين وأخذ كل من الدوري والسوسي القراءة عن يحيى اليزيدي عن أبي عمرو البصري ز
(32)
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنِ عَامِرٍ ... فَتلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ: في مستهل هذا الشرح مع شيخ الشاميين عبد الله بن عامر التابعي الجليل -رحمه الله-، وهو من كبار التابعين وأقدم القراء مولدا، وفي بعض الروايات تقول أنه ولد سنة 8 هـ، ولكنه لا يعد صحابيا لأنه لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان -رحمه الله- تلميذا لأبي الدرداء -رضي الله عنه- مقرىء الشام، والرواية تقول أن أبا الدرداء -رضي الله عنه- كان يقرىء في مسجد دمشق وكان يقسم تلاميذه عشرة عشرة، وكان ابن عامر عريفا على عشرة من هؤلاء، فلما توفي أبو الدرداء -رضي الله عنه- حل ابن عامر مكانه.
توفي -رحمه الله- سنة 118 هـ.
دَارُ ابْنِ عَامِرٍ فَتلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ: أي أنه لما حل بها طابت به، لأن طيب المكان بطيب أهله.
(33)
هِشَامٌ وَعَبْدُ اللهِ وَهْوَ انْتِسَابُهُ ... لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ
راويا ابن عامر هما اثنان اللذان ذكرهما:
هِشَامٌ: هو هشام بن عمار بن نصير، كنيته أبو الوليد إمام أهل الشام وخطيبهم.
توفي -رحمه الله- سنة 245 هـ.
نلاحظ أنهم أخذوا القراءة على ابن عامر بالإسناد، ولذلك قال:
لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ: أي أكثر من شيخ بينهم وبين ابن عامر.
توفي ابن ذكوان -رحمه الله- سنة 242 هـ.
لقد اختارهم العلماء لأنهم أضبط الرواة الذين نقلوا قراءة ابن عامر الشامي.
هذه الأبيات الثلاثة بدأت تتحدث عن قراء الكوفة
(34)
وَبِالْكُوفَةِ الْغَرَّاءِ مِنْهُمْ ثَلاَتَةٌ ... أَذَاعُوا فَقَدْ ضَاعَتْ شَذاً وَقَرَنْفُلاَ
الْغَرَّاءِ: كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: [تبعثون من أثر الوضوء غرا محجلين]، والغرة هي البياض الذي في وجه المُهر، فسماها الكوفة البيضاء الغراء من كثرة العلماء وكثرة القراء الذين منها، فلما ننظر إلى القراء العشرة منهم أربعة من الكوفة من العشرة (عاصم، حمزة، الكسائي وخلف) وثلاثة من السبعة.
أَذَاعُوا: أي نشروا هذا العلم وهذا القرآن.
ضَاعَتْ: من تضوع المسك، وانتشرت هذه الرائحة الزكية ولا أزكى من رائحة القرآن الكريم وأهله.
شَذاً وَقَرَنْفُلاَ: وهذا من أنواع الروائح الزكية.
الشذى هو العود.
والقرنفل ذلك النبات المعروف.
ثم بدأ بهم هؤلاء الثلاث بأولهم:
(35)
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ ... فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
عَاصِمٌ: وهو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، ويُقال أن بهدلة اسم أبيه، ويقال أنه اسم أمه.
وكنيته أبو بكر.
وله راويان: شعبة.
توفي -رحمه الله- سنة 127 هـ.
شُعْبَةُ: هو شعبة بن عياش بن سالم.
كنيته أبو بكر.
ولد سنة 95 هـ.
رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ: أي امتدحه هنا، أفضل رواته.
شعبة وحفص أخذا لا بالواسطة مباشرة عن عاصم بن أبي النجود.
(36)
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا ... وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ
حَفْصٌ: هو حفص بن سليمان الكوفي، وكان ربيب عاصم (ابن زوجته).
وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ: هنا نستغرب من أفضل ممن؟ الذي هو راويه مبرز أفضلا؟ وإلا حفص وبالإتقان كان مفضلا؟
كأنه يمتدح حفصا بأنه أفضل القراء تحملا لقراءة عاصم بدقة وعناية لم تعهد عن غيره.
هذان البيتان حديث عن حمزة وراويه:
(37)
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ ... إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ: هذا المدح والإطراء والثناء لحمزة.
حَمْزَةُ: هو حمزة بن حبيب القارىء، وكان يحب أن يسمى القارىء.
كنيته الزيات لأنه كان يجلب الزيت ويبيعه.
فهو من المتقدمين ومن كبار التابعين، ويُقال أنه أدرك بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، وكان إماما لقراءة بالكوفة بعد عاصم.
لِلقُرانِ: بدون همزة حتى لا ينكسر البيت.
(38)
¥