تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رَوَى خَلَفٌ عَنْهُ وَخَلاَّدٌ الَّذِي ... رَوَاهُ سُلَيْمٌ مُتْقَناً وَمُحَصَّلاَ

رَوَى خَلَفٌ عَنْهُ وَخَلاَّدٌ الَّذِي: خلف وخلاد أيضا راويان عن حمزة بالواسطة الذي هو أبي سُليْم.

خَلَفٌ: هو خلف بن هشام البزار البغدادي، وهو الذي صار فيما بعد أحد القراء الثلاثة المتممين للعشرة.

كنيته أبو محمد.

خَلاَّدٌ: هو خلاد بن خالد الشيباني الصيرفي الكوفي.

كنيته أبو عيسى، إمام في القراءة.

أخذا كلاهما على سُليْم الذي هو من أحد تلامذة حمزة.

هذان البيتان يتحدثان عن الإمام الكسائي:

(39)

وَأَمَّا عَلِيٌّ فَالْكِسَائِيُّ نَعْتُهُ ... لِمَا كانَ في الْإِحْرَامِ فِيهِ تَسَرْبَلاَ

الْكِسَائِيُّ: وهو الإمام الثالث من أئمة الكوفة.

علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي.

كنيته أبو الحسن، انتهت إليه كذلك رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة.

لُقِّب بالكسائي ولما سُئِل عن ذلك قال لأنني أحرمت في كساء، وهذه شيمة الناس في ذلك الزمان كانوا زاهدين في الدنيا، أي فلما أحرم وجد أنه يملك كساء دون رداء فأحرم به فسمي بالكسائي.

لِمَا كانَ في الْإِحْرَامِ فِيهِ تَسَرْبَلاَ: أي لبسه دون رداء.

(40)

رَوَى لَيْثُهُمْ عَنْهُ أَبُو الْحَارِثِ الرِّضاَ وَحَفْصٌ هُوَ الدُّورِيُّ وَفيِ الذِّكْرِ قَدْ خَلاَ

رَوَى لَيْثُهُمْ عَنْهُ:

الليث: هو أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي.

كنيته أبو الحارث.

الرِّضاَ: أي الذي ارتضى الناس روايته وامتدحوها وقبلوها.

وَحَفْصٌ هُوَ الدُّورِيُّ وَفيِ الذِّكْرِ قَدْ خَلاَ: أي سبق أن ذكرته وهو راو أبي عمر، فأبو عمر راويه الدوري والكسائي راويه الدوري، وأبو عمر بصري والكسائي كوفي، فهذه همة عالية أن أخذ قراءة البصريين عن أبي عمر ثم رحل إلى الكوفة فأخذ رواية الكوفيين عن الكسائي فجمع بين الخيرين.

~ تنبيه ~

لابد من استحضار هؤلاء القراء في أذهاننا على هذا الترتيب:

نافع وراوياه

ابن كثير وراوياه

أبو عمر وراوياه

ابن عامر وراوياه

عاصم وراوياه

حمزة وراوياه

الكسائي وراوياه

(41)

أَبُو عَمْرِهِمْ والْيحْصُبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ ... صَرِيحٌ وَبَاقِيهِمْ أَحَاطَ بِهِ الْولاَ

في الحقيقة هذا البيت يعطي ميزة لا للتفاخر وإنما لبيان النسب، لكن هنا الإمام الشاطبي -رحمه الله- أتى بهذا البيت لبيان أصل النسب، وهذا في الحقيقة شرف للآخرين، سواء كان عجما بالولاء أو بالولادة، ومع ذلك لم يمنعه هذا بين أن يكونوا من كبار القراء الذين نقلوا لنا هذا القرآن العظيم.

أَبُو عَمْرِهِمْ: هو المازني.

الْيحْصُبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ: اليحصُبي نسبة إلى يحصُب جد ابن عامر، أو إلى قبيلة من قبائل اليمن ينسب إليها ابن عامر.

هذان الاثنان من أصل أصول العربية.

صَرِيحٌ: أي هذا كل واحد منهم نسبه صريح وواضح.

وَبَاقِيهِمْ أَحَاطَ بِهِ الْولاَ:

الولا من الولاء: الرق أو ما يكون فيه الإنسان موال لقبيلة، أحد هذين الأمرين، ثم ليس بالضرورة أن يكون هو بعينه من الموال، قد يكون أحد أجداده ويكون من نسل من كان مولا لإحدى قبائل العرب.

أحاط به: أي لحقه شيء من الولاء سواء كان عنده أو عند أحد آبائه.

(42)

لَهُمْ طُرُقٌ يُهْدَى بِهَا كُلُّ طَارِقٍ ... وَلاَ طَارِقٌ يُخْشى بِهاَ مُتَمَحِّلاً

هذا البيت يبين فيه الإمام الشاطبي -رحمه الله- أن هؤلاء الرواة الذين ذكرهم في الأبيات السابقة أن لهم طرق، والطريق كما بينا من قبل أي من أخذ عن الراوي وهذا الراوي وردت لنا روايته.

(لَهُمْ طُرُقٌ يُهْدَى بِهَا كُلُّ طَارِقٍ) وما سمي الطريق طريقا إلا لأنه يُطرق من الطارق، والطارق هو السالك الذي طرق الطريق برجله.

(وَلاَ طَارِقٌ يُخْشى بِهاَ مُتَمَحِّلاً) كأنه يقول: اطمئنوا، فهذا الطريق الذي جاءنا طريق موثوق ولا يُخشى على من طرقه وسلكه وسار به أن يتمحل.

التمحل: المقصود به من المحل وهو الجدب الذي يحصل من عدم الغيث، فهي طرق واضحة جلية لا إشكالية فيها.

~ تنبيه ~

طرق الشاطبية قليلة ولو نظرنا إلى الطرق الطيبة فهي كما ذكرها صاحبها الإمام الجزري -رحمه الله-:

باثنين في اثنين وإلا أربع ... فهي زهاء ألف طريق تجمع

فطرق الشاطبية مختصرة أخذ عن كل راو طريق:

- قالون: أُخِذت روايته من طريق أبي نشيط

- ورش: من طريق يوسف الأزرق، وكثيرا ما يقال: اقرأ برواية الأزرق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير