آتِيكَ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ: يعني إذا جاء بالواو يعني أنه قد انتهى من عد القراء والرواة الذين يقرؤون بهذا الحرف.
(47)
سِوَى أَحْرُفٍ لاَ رِيبَةٌ فِي اتِّصَالِهَا ... وَبالَّلفْظِ أَسْتَغْنِي عَنِ الْقَيْدِ إِنْ جَلاَ
سِوَى أَحْرُفٍ لاَ رِيبَةٌ فِي اتِّصَالِهَا: إذا لم يكن هناك ريبة وشك في الاتصال.
أي أحيانا لا آتي بالواو الفيصل لأنه لا يكون هناك ريبة من اتصالها.
(48)
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا ... لِمَا عَارِضٍ وَالْأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا: يعني قد يخالف منهجه بالتكرار، أو قد يذكر الراوي قبل الحرف أحيانا، ويقول أن هذا الأمر قد يكون فيه ضرورة، ولهذا العلماء لما نظروا لهذا البيت قالوا أن الأمر هنا يمكن أن نقسمه إلى نوعين:
1 - أن يكون الرمز لقارىء واحد فيكرر بعينه لتكملة القافية.
2 - أن يكون الرمز لجماعة ثم يرمز لواحد من تلك الجماعة مثل: سما العلا: سما لثلاثة قراء (نافع وابن كثير وأبو عمرو)، ثم ذكر العلا رمز الألف الذي هو يفيد (نافع).
وَالْأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ: يعني لا تهول الأمور، والأمر ليس بهذه الصعوبة، وأمر تكرير الرمز ليس صعبا على المفكر.
بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
(49)
وَمِنْهُنَّ لِلْكُوفِيِّ ثَاءٌ مُثَلَّتٌ ... وَسِتَّتُهُمْ بِالْخَاءِ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ
قال (وَمِنْهُنَّ لِلْكُوفِيِّ ثَاء مُثَلَّث) أي الرموز للكوفيين برواتهم (عاصم وحمزة والكسائي) يُرمز لهم رمزا جماعيا بالثاء.
قال (وَسِتَّتُهُمْ بِالْخَاءِ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ) أي نرفع من القراء السبعة نافع، والقراء ما عدا نافع يُرمز إليهم بالخاء، ففسر هذا فقال:
(50)
عَنَيْتُ الْأُلَى أَثْبَتُّهُمْ بَعْدَ نَافِعٍ ... وَكُوفٍ وَشَامٍ ذَا لُهُمْ لَيْسَ مُغْفَلاَ
قال (عَنَيْتُ الْأُلَى أَثْبَتُّهُمْ بَعْدَ نَافِعٍ) أي الرواة الذين هم غير نافع يُرمز إليهم بالخاء.
قال (وَكُوفٍ وَشَامٍ ذَا لُهُمْ لَيْسَ مُغْفَلاَ) الكوفيون مع الشام آخر أربع القراء (من عامر وعاصم وحمزة والكسائي) يُرمز لهم بالذال.
(51)
وَكُوفٍ مَعَ المَكِّيِّ بِالظَّاءِ مُعْجَماً ... وَكُوفٍ وَبَصْرٍ غَيْنُهُمْ لَيْسَ مُهْمَلاَ
قال (وَكُوفٍ مَعَ المَكِّيِّ بِالظَّاءِ مُعْجَماً) نركز على الكوفيين لأنهم يوافقهم غيرهم، إذا وافق الكوفيون ابن كثير رمز ليهم بالظاء.
قال (وَكُوفٍ وَبَصْرٍ غَيْنُهُمْ لَيْسَ مُهْمَلاَ) إذا وافق الكوفيون البصري رمز لهم بالغين.
(52)
وَذُو النَّقْطِ شِينٌ لِلْكِسَائِي وَحَمْزَةٍ ... وَقُلْ فِيهِمَا مَعْ شُعْبَةٍ صُحْبَةٌ تَلاَ
قال (وَذُو النَّقْطِ شِينٌ لِلْكِسَائِي وَحَمْزَةٍ) حرف الشين بها رمز ما اتفق عليه حمزة والكسائي.
قال (وَقُلْ فِيهِمَا مَعْ شُعْبَةٍ صُحْبَةٌ تَلاَ) أيضا حمزة والكسائي يوافقهم غيرهم، وبدأ الشاطبي بالرموز الكَلِمِيَّة كما يسميها علماء الرمز، كلمة تدل على مجموعة من القراء.
وَقُلْ فِيهِمَا: أي في حمزة والكسائي.
صُحْبَةٌ: حمزة والكسائي وشعبة.
(53)
صِحَابٌ هَمَا مَعْ حَفْصِهِمْ عَمَّ نَافِعٌ ... وَشَامٍ سَمَا فِي نَافِعٍ وَفَتَى الْعَلاَ
صِحَابٌ: حمزة والكسائي وحفص.
عَمَّ نَافِعٌ وَشَامٍ: نافع وابن عامر يُرمز لهم بعم.
(54)
وَمَكٍّ وَحَقٌّ فِيهِ وَابْنِ الْعَلاَءِ قُلْ ... وَقُلْ فِيهِمَا وَالْيَحْصَبِي نَفَرٌ حَلاَ
قال (سَمَا فِي نَافِعٍ وَفَتَى الْعَلاَ وَمَكٍّ) إذا وقفنا على البيت في كلمة (العلا) فيصبح غير كاملا.
فرمز سما يكون لنافع وأبي عمرو وابن كثير.
قال (وَحَقٌّ فِيهِ وَابْنِ الْعَلاَءِ قُلْ):
حق: رمز إذا اجتمع الاثنان: ابن كثير وأبو عمرو البصري.
قال (وَقُلْ فِيهِمَا وَالْيَحْصَبِي نَفَرٌ حَلاَ) ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر نفر.
(55)
وَحِرْمِيٌّ الْمَكِّيُّ فِيهِ وَنَافِعٍ ... وَحِصْنٌ عَنِ الْكُوفِي وَنَافِعِهِمْ عَلاَ
قال (وَحِرْمِيٌّ الْمَكِّيُّ فِيهِ وَنَافِعٍ)
حِرْمِيٌّ: أي أصحاب الحرم المكي والمدني (نافع وابن كثير).
¥