وَقَدْ ذَكَرُوا لَفْظَ الرَّسُولِ فَلَمْ يَزِدْ: أي الذين رووا هذه الصيغة، أي ما ورد في الآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعني الأثر الوارد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه لم يزد.
وَلَوْ صَحَّ هذَا النَّقْلُ لَمْ يُبْقِ مُجْمَلاَ: لو حرف امتناع لوجود.
أي لو صح هذا النقل الذي ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يبق أي مجال للحديث، فكأنما يقول: إذا صح الحديث فهو المذهب الذي نمشي ونسر عليه.
من هنا كأنه يشكك في صحة الآثار التي من خلالها يتذرع بعض الناس بعدم جواز الزيادة.
والتحقيق في المسألة أن كل الصيغ التي جاء فيها المنع كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام: [يا ابن أم عبد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم]، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام في رواية جبير بن مطعم أنه كان يقول: [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم].
علماء الحديث وشراح الشاطبية يقولون أن هذين الحديثين ضعيفان.
ولهذا قال الإمام الشاطبي ولو صح هذا النقل بصيغة التمريض.
العلماء تتبعوا هذه الآثار وأن هناك في سنن الترمذي وأبي داود في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: [أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه].
والترمذي علق على هذا الحديث فقال: ((وأشهر حديث في هذا الباب)).
(98)
وَفِيهِ مَقَالٌ في الْأُصُولِ فُرُوعُهُ ... فَلاَ تَعْدُ مِنْهَا بَاسِقاً وَمُظَلِّلاَ
هنا الإمام كأنما يوجه أنه الالتزام بالنص الوارد في النحل ليس صحيحا.
العلماء يقولون:
- الضمير "فيه" يعود على التعوذ.
- وبعضهم يقول أنه يعود على منع الزيادة.
في الْأُصُولِ فُرُوعُهُ: وكتب الأصول هنا أي كتب الفقه وأصول الحديث وأصول القراءات.
فَلاَ تَعْدُ مِنْهَا بَاسِقاً وَمُظَلِّلاَ: أي كما يقول العلماء: جاء على سبيل المثل، وما تتعدى على ما ورد في الأصول، فهي باسقة الظلال تظلل من استظل بها.
أي لا تعدو على هذه الأمور والتزم بما في كتب الأصول.
(99)
وَإِخْفَاؤُهُ فَصلْ أَبَاهُ وَعُاَتُنَا ... وَكَمْ مِنْ فَتىً كالْمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلاَ
هذا البيت يتكلم عن الإسرار في الاستعاذة وعدم ظهوره في مواطن التي ذكرت.
وَإِخْفَاؤُهُ: المقصود هنا الإسرار، ولذلك مصطلح الإخفاء ورد عن العلماء في أكثر من حالة من جملتها:
- الإسرار.
- حالة بين الإدغام والإظهار.
- إخفاء الحركة.
- إخفاء الحرف.
وإذا كان في غير المواطن فالإمام الشاطبي يقول:
أَبَاهُ وَعُاَتُنَا: أي أنه غير وارد وليس مذهبا صحيحا، والراجح أنه لا رمز في البيت.
وَكَمْ مِنْ فَتىً كالْمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلاَ: أي فيه مذهب وهو أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرىء المفسر -رحمه الله- المتوفى سنة 430هـ، يعني مذهبه الإخفاء وأنه على غير الراجح.
مواطن إخفاء الاستعاذة
- إذا كان القارىء يقرأ سرا.
- وإذا كان يقرأ خاليا.
- وإذا كان يقرأ في الصلاة.
- وإذا كان يقرأ في وسط جماعة أو حلقة ولم يكن هو المبتدىء في القراءة.
ويستحب الجهر بالاستعاذة في غير هذه المواطن.
أوجه الاستعاذة مع البسملة
أربعة أوجه:
1 - فصل الاستعاذة عن البسملة عن السورة.
2 - فصل الاستعاذة عن البسملة، ويصل البسملة بما بعدها.
3 - وصل الاستعاذة بالبسملة، وفصل البسملة عن السورة.
4 - وصل الجميع.
باب البسملة
البسملة: مصدر مولد من منحوت، والنحت في اللغة أن تأخذ جملة فتجعلها في كلمة.
فالمقصود بها أن يقول الإنسان: بسم الله الرحمن الرحيم.
بدأ الإمام الشاطبي -رحمه الله- الحديث عن المبسملين الذين مذهبهم أن نبسمل بين كل سورتين:
(100)
وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ (بِـ) سُنَّةٍ ... (رِ) جَالٌ (نَـ) ـمَوْهاَ (دِ) رْيَةً وَتَحَمُّلاَ
يذكر هنا لنا الإمام رموز الذين لهم الحكم.
وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ: أي بعد كل سورتين بعد انقضاء الأولى وبعد أن يشرع بالثانية أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
من هم؟:
(ب): قالون
(ر) الكسائي
(ن) عاصم
(د) ابن كثير
وَتَحَمُّلاَ: أتانا هنا بالواو فيصلا.
~ تنبيه ~
¥