1 - التوجيه الذي ذكره الإمام الشاطبي لتنزيلها بالسيف لقوتها وشدتها على المشركين والمنافقين.
2 - أن بدايتها براءة من الله ورسوله، وكأنما تتنافى مع الرحمة بهم.
3 - هناك تعليل رائع أن سورة براءة جاءت لنقض العهد، وعادة العرب أنها إذا وثقت عهدا بدأت بالبسملة، وإذا أرسلت وثيقة نقض العهد أرسلتها بدون بسملة.
الأوجه الثلاثة بين الأنفال وبراءة
بين هاتين السورتين لا استعاذة ولا بسملة.
والأوجه الثلاثة الصحيحة:
1 - يجب وصل الأنفال ببراءة.
2 - السكت بين الأنفال وبراءة.
3 - الوقف مع التنفس.
(106)
وَلاَ بُدَّ مِنْهاَ في ابْتِدَائِكَ سُورَةً ... سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خَيَّرَ مَنْ تَلاَ
وَلاَ بُدَّ مِنْهاَ: أي البسملة.
في ابْتِدَائِكَ سُورَةً: قال العلماء عن البدء بالسورة: إذا كانت القراءة من بداية السورة فالبسملة فيها واجبة.
سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خَيَّرَ مَنْ تَلاَ: بناء على الفاعل أو المفعول (خير).
والأجزاء هنا أجزاء السور بشكل عام.
أي خير من يقرأ قارئه أو الذي يقرئه أن يبسمل مع الاستعاذة.
(107)
وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ ... فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهاَ فَتَثْقُلاَ
وَمَهْمَا تَصِلْهَا: أي السورة المبتدئة بها.
أي هذه السورة التي بدأت بها مع أواخر سورة فلا تقفن.
أي مهما تصل البسملة مع آخر السورة المنتهية فلا تقف عند البسملة.
فعندنا ثلاثة أوجه صحيحة:
1 - وصل الجميع.
2 - فصل آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة مع الثانية.
3 - وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة التي تليها.
باب سورة أم القرآن (الفاتحة)
(108)
وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (رَ) اوِيهِ (نَـ) ـاَصِرٌ ... وَعَنْدَ سِرَاطِ وَالسِّرَاطَ لِ قُنْبُلاَ
سورة الفاتحة لها عدة أسماء:
- الفاتحة لأنها افتتح بها القرآن الكريم قراءة وكتابة، وهي سورة مكية، ومنهم من قال أنها مدنية بتكرار النزول.
- سورة الحمد لأنها تبدأ بالحمد لله تعالى.
- سورة أم القرآن: والإمام اختار هذا الاسم، وسميت بهذا الاسم لأنها الأصل، والأم في اللغة الأصل.
وممن قال أنها سميت أم القرآن في الأصل لأن كل مقاصد القرآن اجتمعت في سورة الفاتحة في العقائد والعبادات والحلال والحرام وقصص من سبق ... إلخ.
ومنهم من قال إنها أم القرآن لأنها أم الجيش أي الراية التي يتبعها.
- أم الكتاب.
- سورة الصلاة لأنها لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب.
بدأ الإمام الشاطبي ببيان ما ورد فيها من خلاف وما كان فيها من قواعد عامة.
~ تنبيه ~
- الإمام لم يبدأ بسورة الفاتحة مع السور، وإنما بدأ بها قبل أن يشرع بالأصول لأن معظم الذي فيها أصول إلا كلمات مثل: مالك يوم الدين.
- أيضا لم يبدأ بأول أصل فيها وهو الإدغام الكبير.
هذا البيت فيه موضعان في الخلاف:
- كلمة "مالك" حيث إن الذي يثبت الألف فيها هو المرموز له بالراء من (روايه) والنون من (ناصر) الكسائي وعاصم.
وهنا طبق قاعدته التي يقول:
(باللفظ أستغني عن القيد إن جلا) لم يقيد وإنما لفظ.
ولما قال (وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لم يقل بالمد مثلا وإنما اكتفى باللفظ عن القيد، فعرفنا أن المقصود هنا (مالك) بالألف الذي يقرأها بإثبات الألف الكسائي وعاصم، وأما بقية السبعة فيقرؤونها بالقصر (ملك).
وَعَنْدَ سِرَاطِ وَالسِّرَاطَ لِ قُنْبُلاَ: هنا أتى باللفظتين:
- سراط
- السراط
والشيخ عصام القضاة مع أبي شامة لما يقول: أنا لا أقول بالتنكير والتعريف.
ليس بالضرورة إذا لم يكن فيها أل أن تكون نكرة، قد تكون معرفة بالإضافة مثال: صراطك المستقيم.
سواء بأل التعريف أو بدونها الذي يقرأها بالسين هو قنبل.
كلمة (ل) حرف لكنها فعل أمر من ولى- يلي - لي، كأنه يقول: تابع بهذا الأمر قنبلا.
أي قنبل يقرأها بالسين.
(109)
بِحَيْثُ أَتَى وَالصَّادُ زَاياً اشِمَّهَا ... لَدَى خَلَفٍ وَاشْمِمْ لِخَلاَّدِ الاَوَّلاَ
بِحَيْثُ أَتَى: أي في كل القرآن الكريم سواء بأل التعريف أو بدونها، وبالسين.
وَالصَّادُ: لم يقل أن باق القراء يقرؤونها بالصاد لكنها عُلِمت من قوله (وَالصَّادُ زَاياً اشِمَّهَا)، أي كأنه يقول: الباقون يقرؤونها بالصاد التي يشمها خلف زايا، وخلاد بالإشمام.
وَاشْمِمْ لِخَلاَّدِ الاَوَّلاَ: أي الأولى المعرفة بأل.
~ توضيحات ~
¥