تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:49 ص]ـ

بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على قراءتكم للبحث، وإبداء ملحوظاتكم العلمية. وأخي وصديقي الدكتور محمد إلياس ممن يتقبلون النقد العلمي البناء بصدر رحب كما عرفته رعاه الله ووفقه. ولا ضير في ذلك. كما إن القائمين على المجلة في الجمعية يسعدهم مثل هذا النقد العلمي الهادف، وهذا سوف يساعد في خروج النص المحقق لو أفرد بالطباعة على أكمل وجه كما أراده مؤلفه ومحققه معاً.

وفي الحق إنني قد قرأت هذا البحث واستفدت منه فجزى الله الدكتور إلياس خيراً على تكرمه بتحقيقه وإخراجه للقراء والباحثين والدكتور إلياس متخصص في القراءات وبحوثه ورسائله العلمية كلها في القراءات وبحوثها، ولكن لقلة بضاعتي في القراءات لم أتنبه لما تنبه له الدكتور السالم الشنقيطي وأورده أعلاه في مشاركته ولعل الدكتور محمد إلياس يتفضل بإبداء رأيه في هذا، وإنما توقفت عند بعض العبارات في النص المحقق، وظهر لي قراءة أخرى لها أراها أنسب. فعلقتها رغبة في النقاش حولها مع المحقق الكريم. وما دمتم قد طرحتم البحث للنقاش فسأشير إلى مواضع يسيرة في قراءة النص:

أولاً: ورد في البحث صفحة 191 قول البقاعي: (وقال الفراء في ديوانه ... ) فعلق المحقق في الحاشية: في المخطوط (القزاز) والصواب (الفراء) كما في لسان العرب 7/ 272، ثم ترجم ليحيى بن زياد الفراء رحمه الله. وقد تكرر هذا الأمر في الصفحات 192، 193،195. والمحقق حفظه الله لم يبين وجه اختياره للفراء وتخطئته للقزاز، مع إنه يحقق على نسخة فريدة، ولم يثبت الكلام من كتاب الفراء مثلاً حتى نتحقق أنه المقصود حقاً دون القزاز.

والصواب أن القزاز هو المقصود وليس الفراء، والقزاز عالم مشهور، وكتابه الذي ينقل منه البقاعي معجم من معاجم اللغة المشهورة. والقزاز هو أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي النحوي المعروف بالقزاز القيرواني؛ كان الغالب عليه علم النحو واللغة والافتتان في التواليف (2)، فمن ذلك كتاب الجامع في اللغة، وهو من الكتب الكبار المختارة المشهورة.

والقزاز: بفتح القاف وزايين بينهما ألف والأولى منهما مشدودة، هذه النسبة إلى عمل القز وبيعه، وقد اشتهر به جماعة.

قال ياقوت الحموي: (كان إماماً علامةً قيماً بعلوم العربية، ذكره الحسن بن رشيق في الأنموذج فقال: مات بالقيروان سنة أثنتي عشرة وأربعمائة وقد قارب التسعين، وهو جامع كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير حسن متقن يقارب (كتاب التهذيب) لأبي منصور الأزهري رتبه على حروف المعجم ... ) [معجم الأدباء للحموي 6/ 2475]

قال الذهبي: (القزاز العلامة، إمام الادب، أبو عبد الله، محمد بن جعفر، التميمي القيرواني النحوي. مؤلف كتاب " الجامع " في اللغة، وهو من نفائس الكتب (2).وكان يعرف بالقزاز) [سير أعلام النبلاء17/ 326]

انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 374 - 376، معجم الأدباء للحموي 6/ 2475 (تحقيق إحسان عباس)، أنموذج الزمان للقيرواني 365، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 84 وكتاب القزاز القيرواني: حياته وآثاره للمنجي الكعبي، مطبوع في تونس 1968م.

وقول البقاعي: (في ديوانه) أي في كتابه المعجم المسمى بالجامع، فالبقاعي يسميه الديوانه في مواضع كثيرة من كتبه، مثل قوله في نظم الدرر: (وقال القزاز في التاء الفوقانية من ديوانه: والتوأم أحد أقداح الميسر وهو الثاني منها ... ) [نظم الدرر1/ 334]، وقال: (وقال القزاز في جامعه: النعم اسم يلزم الإبل خاصة .. ) [نظم الدرر2/ 3].

وقال: (وقال الإمامان أبو عبد الله القزاز في ديوانه وعبد الحق في واعيه: والعقر بضم العين وسكون القاف مصدر العاقر من النساء وهي التي لا تحمل من غير داء ولا كبر) [نظم الدرر2/ 44]

وقال: (قال الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه: وأصله - أي النحل: إعطاء الشيء لا يراد به عوض) [نظم الدرر2/ 171].

وربما وصفه بالوصفين معاً في مثل قوله: (ويقولون: أراك تبقي هذا ببصرك - إذا كان ينظر إليه - قاله الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه الجامع) [نظم الدرر4/ 189]. وقال: (وقال القزاز في ديوانه الجامع: ويك كلمة ينبه بها الإنسان) [6/ 214]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير