وقال: (وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه: فاجأت الرجل مفاجأة - إذا جئته على غفلة مغافصة) [نظم الدرر4/ 311].
وقال: (ومنه قول القزاز في ديوانه: هذا رجل مؤرق له دراهم) [نظم الدرر 5/ 133]
وقال: (وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في جامعه: السلام اسم من أسماء الله) [6/ 452]
وغيرها من المواضع، وفي تصوري أن المحقق الكريم لو رجع إلى كتاب نظم الدرر في أثناء تحقيقه للرسالة لانحلَّ له هذا الإشكال في قراءة الاسم، فإن أسلوب البقاعي معروف، وعنايته بالجامع للقزاز ظاهر، بل هو من أكثر المفسرين عناية بمعجم القزاز هذا.
ثانياً: في ص 202 السطر الأول قال البقاعي (وليس في العبارة أن جميع الأغبار قرأوا كلاً ... ) هكذا قرأها المحقق الكريم. وقام في الحاشية بشرح معنى كلمة (الأغبار) بقوله: (قال الجوهري: غبر الشيء يغبر، أي: بقي. والغابر: الباقي. والغبر: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غبر من لبن، أي بالناقة، والجمع أغبار. الصحاح 2/ 765)
والذي يبدو لي أن القراءة الصحيحة للفظة هي (الأغيار) جمع (غير). حيث إن ابن الجزري قال في البيت:
لورش أتت راء يفخمها بلا * خلاف كذا الترقيق عن غيرها عتلا
وهو البيت رقم 11 في الأبيات.
فقال البقاعي في شرحه: (وصدق على الكسائي وأبي عمرو في قراءة (الكفار) أنهما (غيره) وكذا على ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وكذا من عدا المدنيين، وليس في العبارة أن جميع الأغيار قرأوا كلاً من الكلمتين كذلك).فالأغيار جمع غير، وليس لمعنى (بقية اللبن في الضرع) موضع في هذا السياق.
ثالثاً: خطأ ضبط في كلمة (ماحلوه) من المماحلة ص 198 في السطر الأخير فقد كتب هكذا (وماحلَّوهُ).
رابعاً: خطأ طباعي في كلمة (خفة) في ص 197 السطر الخامس من أعلى، والصواب (حقه). وهناك مواضع أخرى لا أشك أنها أخطاء طباعية لا تفوت على المحقق الكريم.
خامساً: في ص 215 السطر الثاني وردت عبارة (الاستخدام) في قول البقاعي. وهو مصطلح من مصطلحات علم المعاني ولم يشرحه المحقق حفظه الله مع غموضه على أمثالي. وقد بحثت عن تعريفه فإذا به (أن يُؤتَى بلفظ له معنيان فيرادَ به أوّلاً أحدهما، ويُعَادَ الضمير عليه أو يُشَارَ إليه باسم إشارة مراداً به المعنى الآخر، أو يُرادَ بأحد ضميريه أحَدُ معنَيَيْه وَيُراد بالآخر الآخَرُ منهما، سواءٌ أكان المعنيان حقيقيَّيْن، أم مجازيّيْن، أم مختلفَيْن. وهذا فنّ بديع يدعو إليه الإِيجاز من جهة، وتَقْدِيرُ ذَكَاء المتلَقِّي وإرضاؤُه من جهة أخرى).
سادساً: في ص236 السطر 12 قال البقاعي (وترجمان القرآن ومبدأ مناسبات الفرقان الذي لم تسمح الأعصار بمثله) فغيرها المحقق إلى (تسمع الأمصار بمثله) وقال في الحاشية (في المخطوط (تسمح الأعصار) ولعل المثبت هو الأنسب.
وأنا أتساءل ما هو وجه كونه الأنسب والعبارة مستقيمة بما في المخطوط.
أرجو أن يتقبل أخي وصديقي الدكتور محمد إلياس هذه المحاولات لتقويم قراءة نص المخطوط الفريد الذي أقدر مدى صعوبة تحقيقه، وأشكره مرة أخرى على إطلاعنا على هذا المخطوط النافع.
في 9/ 9/1428هـ
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الدكتور السالم على غيرتك وذبك عن علم القراءات
ولفتة بسيطة لك اخي رعاك الله فالدكتور محمد الياس متشرب بعلم القراءات وكان في الدفعة التي بعدك وقبلي في ثانوية ابي بن كعب رضي الله عنه لتخفيظ القرآن الكريم
وفقكم الله جميعا للخير
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:52 ص]ـ
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري:حفظك الله وجزاك خيراً على إبداء هذه الملحوظات القيمة والتي لاشك أنها ستزيد البحث قوة إلى قوته متى أخذها المحقق الفاضل بعين الرضا، أو بمناقشتها.
أما أخي الشيخ "عاصم " الجنيد لله حفظك الله ورعاك:
فشكراً جزيلاً على التعريف بالدكتور محمد إلياس حفظه الله وتزكيتك أنت والدكتور عبد الرحمن له أنه من أهل القراءات تزكية قيمة.
واسمح لي أن أهمس في أذنك بكلمة اخي عاصم:
مع شدة احترامي وتقديري لكم - وأنتم تعرفون ذلك - إلا أن كاتب هذه الحروف بحمد الله ليس ممن يراعي في نقده العلمي المبني على الدليل العلمي " إلاًّ ولا ذمة " فالشيخ إلياس وغيره على الرأس والعين ومع ذلك فبحوثي وبحوثه وبحوث غيرنا ليست فوق النقد العلمي وليست بمنأى عن التصحيح والتقويم وأكرر دائماً الكلمة التي قالها أحد الخلفاء الأربعة:" لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها " فلا خير في علمٍ لم يبين الخطأ، ولا خير في عالم إذا لم يسمع خطأه.
والله من وراء القصد.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مشرفنا الفاضل (السالم الجكني) جزاك الله خيرا على هذه التنبيهات المفيدة،
وفي ظني يادكتور لوحاولتم عدم ذكر صاحب البحث، والاحتفاظ باسمه حتى يستوجب الأمر ذلك لكان خيرا،
ومن المفيد جدا ياشيخنا الفاضل أن ترسموا خطة لطلبة العلم سواء من يقوموا بتحقيق التراث أو من يقوموا بالتأليف ليكونوا على بينة من هذه الوصايا النافعة،
ومن المهم كذلك بيان هذه الملحوظات للمجلات بطريقة الرسائل الخاصة لتتلافاها في أعدادها القادمة.
أتمنى لكم المزيد من التوفيق، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال. والله الموفق.
¥