2 - أثناء قراءتي لهذه الملحوظات ومقدمتك شممت من حديثك رائحة العجب والتكبر – علماً بأني لا أعلم عن الاخوة الشناقطة هذه الصفات _ وأن كل بحثٍ لا يحظى بتوقيعكم الكريم لا يعد بحثاً بل هو من المتلاعبين بتراث الأمة فعليه أن يصوم شهرين متتابعين، أو ...... أو ..........
أخي الكريم: هذه البحوث العلمية هي محاولات من أصحابها للوصول إلى الأفضل والأجود ـ كلٌ على حسب قدرته واستطاعته – ولا أظن أحداً ولج هذا الباب وهو ليس من أهلها أو أراد العبث والتلاعب بكتب القراءات وغيرها إنما هذا هو جهده واجتهاده وهو مأجور في جميع الأحوال، وأكاد أجزم بأنه لا يوجد كتاب – سوى كتاب الله عزَّ وجل – خال من التصويبات والملاحظات، وكل شخص لو كتب كتاباً و نظر فيه من غده لقال لو أضفت هذا لكان أحسن، ولو حذفت هذا لكان يستحسن، .... . حتى أنتم في قراءتكم لهذا البحث فاتتكم أشياء استدركها غيركم، واستدركتها على نفسي ولو أتى شخص آخر واطلع عليه لأبدى ملاحظات ومرئيات حول ما كتب فما كان ينبغي لك أن تتهجم على المحكمين – لهذا البحث وبحوث غيري– بهذه الطريقة ووصفهم بأنهم من المجاملين وغير جادين في قراءة البحوث – حاشا أن يكون هناك أحد بهذه الصفة بين طلبة العلم – والاخوة المحكمين اجتهدوا وأبدوا ملاحظات جديرة بالأخذ بها وفاتتهم أشياء لا تُنقص من جهدهم ولا تنزل من قيمتهم العلمية، ولا يكون ذلك قدحاً في أمانتهم. فليتدبر ... ومهما تحلف وتقول بالله وتالله لم اقصد الإساءة لأحد لا يقبل منك لأنه تكرر منك في أكثر من واقعة وكلهم انتقدوا عليك هذا الأسلوب (انظر كلام زميلي أ. د. خضر، و د. عبدالعزيز الجهني و د. فاضل الشهري ود. عبدالرحمن، والشيخ عاصم قاري.
الدكتور الفاضل: هذه الملتقيات العلمية سداها ولحمتها العلماء، والعلماء يُنبه بعضهم بعضاً، ويسدد بعضهم بعضا، وخيرهم أنفعهم للناس، ولم تجعل هذه الملتقيات لفرد العضلات وتسفيه الآخرين والتهكم عليهم أو السخرية من أعمالهم العلمية.
وقولك: بأن لعلم القراءات أهله المختصون فيه الحامون عنه – بإذن الله تعالى – من التلاعب في تراثه بادعاء تحقيق أو دراسته.
أقول وصفك للمشتغلين بهذا العلم الشريف (بالتلاعب) هذا الكلام مرفوض منك جملة وتفصيلا وأن هذه الأعمال غير جديرة بالاهتمام ولا القراءة.- ما هكذا يا ابن المدينة - ينبغي عليك أن تحسن الظن بأهل العلم وطلبة العلم ولا تكن من الذين قالوا {إنما أوتيته على علم عندي} وللأسف الشديد حتى الإمام البقاعي لم يسلم منك، فتأدب – رحمني الله وإياك – مع العلماء وأهل العلم، قل ما عندك من ملاحظات بأسلوب علمي مقبول وبطريقة حضارية بعيدا عن تسفيه الآخرين واتهامهم بأنهم من اللاعبين، ولعلك تقول مرة أخرى لم أقصد ما ذهبتم إليه. أقول تقصد أو لا تقصد فهذا الذي فُهمَ من كلامك فعليك أن تتواضع وتعتذر لمن أسأت إليهم خاصة المحكّمين وإدارة المجلات العلمية. ثم أقول:
ملاحظاتك كانت على النحو التالي:
1 - على الإمام البقاعي وجلَّ اعتراضك عليه بأنه لم يتقيد بالمنهج وخرج عنه وأنه استعمل اصطلاحات غير معروفة عند أهل هذا الفن.
أقول: لا حرج في فعله هذا وما المشكلة إن خرج عن المنهج لبيان زيادة فائدة أو إيضاح مسألة وهذا منهج متبع قديماً وحديثاً وأعتقد بأنك أيضاً سلكت هذا المنهج في رسائلك العملية (الماجستير والدكتوراه) وكونه استخدم اصطلاحات غير معروفة عند أهل هذا الفن، والمعروف بأنه _ لا مشاحة في الاصطلاح – إذا كان معروفاً ومصطلحاً عليه عند أهل ذلك الزمان أو عند من يخاطبهم.
2 - ملا حظاتك على عمل المحقق.
أقول:
1 - لم تكن مصيباً في أكثرها وجلها وجهات نظر.
2 - منها أخطاء مطبعية بحاجة إلى التصويب (وهذا أمر طبيعي، وقد وردت أخطاء مطبعية عندكم في عرضكم لهذه الانتقادات فلتراجعها لتلتمس العذر لغيرك ومن ذلك ما حرَّفته أنت في لقبي الأخير.
3 - هناك ملاحظات جيدة وقيمة أنت محقٌّ فيها وأنا شاكر ومقدر لك ولا حرمك الله أجرها
إيضاح الانتقادات بالتفصيل:
1 - صـ 161 س 8 البيت الشعري الثاني
• نعم. هذا خطأ مطبعي وصوابه كما ذكرت.
وأما قولك: لايسلم بأن الجواب للشاطبي على لغز الإمام الحصري.
¥