تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في الترتيب على قراءة يعقوب وخلف، كما جاء في عنوان هذا الكتاب على النحو التالي: "المبهج في القراءات السبع المتمّمة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف"؛ فهو بدوره لم يعتبر قراءة ابن محيصن المكّيّ والأعمش من الشواذّ لما صحّ عنده من روايتهما.

هنا تجدر الإشارة إلى مسألة بالغة الأهمّيّة والخطورة، وهي تجريح الأهوازيّ والأندرابيّ وسبط الخيّاط وهم من الأئمّة الكبار، علماء القراءات، والطعن في رواية قراءة الحسن البصريّ وابن محيصن المكّيّ والأعمش حسبما جاءت في كتبهم المذكورة آنفًا بعلّة أنّ قراءات هؤلاء القرّاء الثلاثة قد حُكم عليها لاحقًا بعد التعشير بالشواذّ؛ فهذا تعسّف، ليس بعده تعسّف، بل يجب أن يُنظَر إلى تواترها أو عدم تواترها في التحقيقات والدراسات وفقًا لهذا المنهج الذي يعتمد السياق التاريخيّ ومراحل تطوّره؛ فمن لم يأخذ بهذا المنهج، فهو بدوره يقوم بتشذيذ المتواتر وتوتير الشاذّ، فيكون المراد بالقراءة المتواترة حسب هذا المنهج هو ما حُكم عليه بالتواتر من القراءات من قبل علماء العصر على اختلاف طبقاتهم وأعصارهم بخلاف ما زعمه المعلّق الفاضل من أنّ المراد بالقراءة المتواترة عندي في التحقيق غير واضح، كما جاء في ملاحظته الأولى: "عدم وضوح المراد من " القراة المتواترة " عند المحقق الفاضل؛ فهي عنده – حسب طريقته في الكتاب – القراءة المنسوبة لأحد القراءة العشرة من أي طريق جاءت حتى لو كانت في كتي [كذا] القراءات الشاذة".

كذلك أنبّه هنا إلى مسألة أخرى، لا تقلّ أهمّيّة وخطورة عن سابقتها، وهي أنّني أفرّق تفريقًا تامًّا ومطلقًا بين الأداء والتطبيق في قراءة القرآن اللذين يعتمدان اليوم على ما تمّ إقراره نهائيًّا بشأن القراءات المتواترات - السبع والثلاث المتمّمات، فلا يجوز قراءة القرآن بغيرها، وبين استعراض مراحل تقنين القراءات القرآنيّة، خاصّة منذ مرحلة التسبيع على يدي الإمام ابن مجاهد إلى مرحلة إقرار التعشير على يدي الإمام ابن الجزريّ (833) مع الوقوف على ما وقع بين فترتي هذين الإمامين من مداولات بهذا الخصوص؛ فالأمر الأخير مبحث تاريخيّ محض، يجب أن يُراعَى عند تحقيق كتب القراءات، وإلا فما الفائدة العلميّة المرجوّة من تحقيق العديد من كتب القراءات، إذا حُقّقت على ما تمّ إقراره في مرحلة التعشير وحكم عليها تباعًا لذلك؟

أقول: إنّ منهجيّة التحقيق عندي واضحة تمامًا بخلاف ما زعم المعلّق الفاضل في ملاحظته الثانية: "عدم وضع منهجية محددة في تعامله مع القراءات ومصادرها،ولهذا نجد كتاب " النشر في القراءات العشر " قليل الذكر بين المصادرالمعتمدة في التحقيق."

أمّا بخصوص الملاحظات الحيثيّة، فأكتفي هنا بالردّ على بعضها غرض عدم الإطالة. جاء في الملاحظة الأولى:

"ص 197 س8: المتحركات أيّد الله ":

سقطت كلمة (اعلم) قبل كلمة " أيّد"."

الردّ: لم تَرِدْ هذه الكلمة في المخطوطة المعتمدة في التحقيق. ويوهم تعليقه هنا أنّها واردة فيها. وهذا غير صحيح، وكان الأجدر به من باب الأمانة العلميّة أن يشير إلى ذلك، بل إنّه بنى تعليقه على ما جاء في مخطوطة أخرى بحوزته نسخة منها، كما يبدو، هي على الأرجح النسخة الثانية المعتمدة في تحقيق الدكتور عمّار الددو. وقد وردت هذه الكلمة فيها على طرف الهامش الأيسر [مجلّة البحوث والدراسات القرآنيّة 1/ 2 (1427/ 2006) ص191] دون الإشارة إليها بلفظ "صحّ" بخلاف نسختي المعتمدة في التحقيق التي تشير إلى المواضع المضاف في الهامش بهذا اللفظ. يُزاد على ذلك أنّه لو أُضيفت هذه الكلمة في المتن لوجب أن يتبعها بعد جملة "أيّد الله بالتوفيق" عبارة [أنّني] قبل "ذكرتُ لك"، ليستقيم النصّ على النحو التالي: [اعلم، أيد الله بالتوفيق، أنّني ذكرت لك ... ]؛ فسقوطها يغني عن ذلك ويبقي النصّ مستقيمًا. علاوة على ذلك ثمّة فراغ مقصود بين (بالتوفيق) و (ذكرت) حسب النسخة الثانية التي اعتمدها الددو، حيث يشير إلى انتهاء فقرة وبداية أخرى، ممّا يعني أنّ جملة (أيّد الله بالتوفيق) غير تابعة لما يليها (ذكرت لك) وأنّ ما يليها هو بداية فقرة جديدة؛ وهذا ما صنعته في تحقيقي تمشيًّا مع ذلك، إذ أتبعتُ جملة (أيّد الله بالتوفيق) مع ما قبلها من نصّ، بخلاف ما صنعه الددو في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير