ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Oct 2007, 04:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور عبد الرحمن ...
لو أوجزتَ في الرد وأكرمتنا بخلاصة رأيك لكان حسنا، فأنت أوردتَ المقدمة بطولها ثم لم تأخذ بما جاء فيها!
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[26 Oct 2007, 08:43 ص]ـ
د. أمين الشنقيطي
جزاك الله خيرا على التوضيح.
د. أنمار
جزاك الله خيرا على الإضافة.
قال الإمام مكي في " الرعاية " ص 89:
" يجب على طالب القرآن أن يَتَخَيَّر لقراءته ونقله وضَبْطِه أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرآن والنَّفاذ في علم العربية (والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن) وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم.
فإذا اجتمع للمقرئ صحة الدِّين، والسلامة في النقل والفهم في علوم القرآن، والنفاذ في
علوم العربية والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن كملت حاله ووجبت إمامته. " اهـ
أكرمك الله على هذا النقل المهم.
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[26 Oct 2007, 08:49 ص]ـ
كان لهذه الكلمة مجال حين كانت العلم شفاهيا، وقد فقدت مدلولها حين أصبح العلم كتابيا قبل ألف سنة، وهي اليوم لا معنى لها في العصر الرقمي.
أي أن هذا السؤال متأخر عن زمانه ألفا ومئتي سنة على الأقل
إن الكلمة التي تصلح شعارا ومنارا للعصر الكتابي والرقمي هي قول الخليل بن أحمد
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي * ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري
) [/ size][/color][/B]
بارك الله فيك د. عبد الرحمن الصالح
فهمت ما أردت.
غير أن تعلم قراءة القرآن ونيل الإجازة فيه لا زالت في الأغلب عن طريق التلقين والمشافهة .. كما كانت في القديم، فما رأيك؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:38 ص]ـ
المبتدأ والخبر (العلم والدين) بينهما عموم وخصوص فبعض العلم دين وليس كله، بدليل (أعوذ بك من علم لا ينفع)، فبعض العلم لا ينفع، أي ليس من الدين.
ولكي نعرف نوع العلم المقصود بعبارة (إن هذا العلم دين) نقوم بتخصيص العام. وتخصيص العام مناطه السياق، وقد تبين من السياق أن المقصود بالعلم هنا هو الحديث الشريف فاتضح معه ما المقصود بكلمة دين هنا بأنه الحلال والحرام.
فالمقولة صالحة حين قيلت لعلم الحديث وحده، لأنه خبر، وبعلم الحديث يماز الصدق من الكذب
ورأيت أصناف التكلم ستة * بالمين منها أفرد الإخبار
فما لا يحتمل الصدق والكذب أي ما لم يكن خبرا فلا تصلح معه هذه المقولة أصلاً
وهكذا جرى علماء الأمة مع علوم الآلة فهي تؤخذ ممن أتقنها (يحتل الضبط وليس العدالة مرتبة الصدارة فيها بخلاف الأخبار التي تحتل فيها العدالة مرتبة الصدارة).
ولا يرتاب عاقل أن لو اجتمع الأمران لكان خيرا وفضلا، ولكن الخسارة ـ مع قصر الأعمارـ تكون كبيرة إذا أضاع طالب العلم على نفسه فرصة التعلم طمعا في انتظار العدل الضابط فيما يحتاج فيه إلى الضبط فقط. أو قل هو تنطع في العلم.
هذا ما أوصلنا إليه التحليل الآخذ بالسياق اللغوي.
أما إذا لم نكتف بالسياق اللغوي وتاريخ العلم المدون وطلبنا السياق المعرفي التاريخي الذي يميز في مراحل الوعي والحقيقة بين شفاهي وكتابي ورقمي
أدركنا أن كلمة ابن سيرين رحمه الله الرائعة كانت صالحة في القرنين الثاني والثالث في علم الرواية ثم بدأ صلوحها يتلاشى واقعيا منذ أن دون العلم الذي قصدته في كتب تناقلتها الأمة وتلقتها بالقبول وأصبحت المعرفة والوعي كتابيين.
هذا ما أوصلنا إليه التحليل الآخذ بالسياق اللغوي وما فوق اللغوي.
وبتعبير آخر، بعد انتقال العلم من المرحلة الشفاهية إلى المرحلة الكتابية أصبح بإمكان المسلم الفاسق الغني أو قل غير العدل أن يمتلك نسخة من صحيح الإمام البخاري أو مسلم هي أوثق وأضبط من ذاكرة أعدل أهل عصره ونسخته. فصار واجب طالب العلم طلب النسخة الأضبط والأوثق.
وقد تحول العلماء والحق يقال إلى رواية الكتب والكتاب حديث طويل يطول معه الحديث ...
أما قيمة الإجازة في العلوم الشرعية واللغوية فهي باقية على أصولها لو روعيت أصول منحها وتلقيها. أما إذا لم تراع كما قد حصل منذ قرون فقد أصبحت أهميتها (اجتماعية) لا علمية. [وكذلك حال الإجازات (الشهادات) في الدول التي لم تستطع بناء مؤسساتها التعليمية على أصولها المتفق عليها عالميّا وهي الدول النامية مع الاستثناء النسبي الحديث لماليزيا، فقيمة الشهادات فيها اجتماعية لأن حجم المعرفة والتفكير العلمي ضئيل أو قل لا يتناسب والاسم العالمي للشهادة الممنوحة]
إن الفصل بين القيمة الاجتماعية والقيمة العلمية ضروري لوعي المسلم المثقف قي هذا الموضوع
إذ به يتضح له القيمة الاجتماعية للشهادة والإجازة ويتحرر وعيه من وهم المزج بين القيمة العلمية والقيمة الاجتماعية، فهما مختلفتان في النوع والفائدة والوظيفة والعاقبة
والله الموفق
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Oct 2007, 03:28 ص]ـ
ولا يرتاب عاقل أن لو اجتمع الأمران لكان خيرا وفضلا، ولكن الخسارة ـ مع قصر الأعمارـ تكون كبيرة إذا أضاع طالب العلم على نفسه فرصة التعلم طمعا في انتظار العدل الضابط ...
أشكر الأخ الفاضل د. عبدالرحمن الصالح على كلامه السابق وعلى ما تفضل به من ضرورة فهم الأقوال ضمن سياقها التاريخي.
لكني أحب أن أؤكد على ضرورة اختيار المعلم والمقرئ العدل صاحب الديانة والخشية والورع والخلق الجميل، فإن الطالب يتأثر بأخلاق شيخه ما لا يتأثره بسواه، وكم مرّ علي من أناسٍ تجد عندهم الضبط لما يحفظون، لكنهم من الأدب والخلق خواء، فتجد أثر هذا في تعاملهم مع غيرهم ومع ما آتاهم الله من العلم والقرآن: يجادلون به العلماء ويمارون به السفهاء ولا يرعون له حقا ولا حرمة.
فحقيق بطالب العلم -وأخص طالب القرآن- أن يجهد في البحث عمن اجتمع فيه الضبط والعدالة، فإن لم يجد بعد الضنى والتعب إلا الضابط ضعيف الديانة أو سيء الخلق فليأخذ منه العلم المراد، وليقتصر عليه، ولا يدخل معه في شأن آخر، وليكن كالغوّاص، يصبر على تعب البحر وأذاه ولا يلتفت لشيء منه، حتى يخرج وقد سلم من الأذى، وحصل على اللؤلؤ!
¥