[علل أحاديث التفسير (7)]
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[07 Aug 2004, 11:17 م]ـ
(نزول البسملة)
[7] حديث: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:1].
قال السيوطي في الدر المنثور (1: 20): "وأخرج أبو داود، والبزار، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في المعرفة: عن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة - وفي لفظ خاتمة السورة - حتى ينزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
زاد البزار والطبراني: [فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت، واستقبلت أو ابتدئت سورة أخرى].
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في (سننه): عن ابن عباس، قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت.
وأخرج أبو عبيد: عن سعيد بن جبير: أنه في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى.
وأخرج الطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في (شعب الإيمان): عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا جاءه جبريل فقرأ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة". اهـ.
والحديث أورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 73)، وقال: " قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة (فيه): عن ابن عباس، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. وهذا لفظ بن السرح.
وصححه ابن كثير.
وأخرجه الواحدي، والحاكم: من طريق سفيان بن عيينة، به وصححه، وقال الذهبي: أما هذا فثابت.
وأخرجه البزار: من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح، والإسناد على شرط الشيخين".
طرق الحديث
الحديث مشهور من رواية عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير ... : رواه عنه إبراهيم بن يزيد، وسفيان بن عيينة، وعبدالعزيز بن جريج، وعمرو بن قيس، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم، و مثنى بن الصباح.
وقد تابع عَمروًا عليه: سالم الأفطس، ومعاوية بن إسحاق:
(1) فأما حديث إبراهيم بن يزيد:
فأخرجه الطبراني في الكبير (12: 82/ برقم 12545)، ومن طريقه الضياء في المختارة (10: 316/ برقم 337): حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري، ثنا داود بن رشيد، ثنا فهير بن زياد.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (6: 13)، والبيهقي في الشعب (2: 438/ برقم 2330): من حديث يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو سفيان المعمري.
وأخرجه كذلك في الشعب (2: 438/ برقم 2331) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، ثنا الحسين بن إسحاق الدقيقي، ثنا محمد بن سهم، ثنا معتمر بن سليمان.
ثلاثتهم (فهير بن زياد، وأبو سفيان المعمري، ومعتمر بن سليمان) عن إبراهيم بن يزيد، قال: قلت لعمرو بن دينار: إن الفضل الرقاشي يزعم أن بسم الله الرحمن الرحيم ليس من القرآن! قال سبحان الله! ما أجرأ هذا الرجل، سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها. هذا لفظ المعمري .. ولم يذكر فهير ومعتمر هذه القصة ولا السماع.
ولفظ فهير: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن السورة قد ختمت واستقبل الأخرى.
ولفظ معتمر: قال كان جبريل عليه السلام إذا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بـ بسم الله الرحمن الرحيم عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها سورة ختمت واستقبل السورة الأخر.
وهذا الحديث لا يصح من هذا الوجه.
إبراهيم بن يزيد هذا مكي مشهور بالخوزي .. قال أحمد بن حنبل: إبراهيم الخوزي متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: إبراهيم بن يزيد الخوزي المكى ليس بثقة وليس بشيء .. وتركه ابن المبارك وغيره. الجرح (2: 146).
¥