[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {2}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[25 Aug 2004, 09:02 ص]ـ
(((إنعدام الزمن)))
إذا أخذنا اللقطات بالنسبة لعمر الانسان فان عمر الدنيا سيكون بعمر ذلك الانسان الذي شعر بوجوده في الحياة ,أو لحظة خروجه الى الدنيا من رحم والدته.فعمر الدنيا هي بعمري انا , وعمر الدنيا هي بعمر كل انسان دخل اليها وخرج منها ,بتعبير آخر فان عمر الدنيا للانسان يبدا بلحظة الولادة وينتهي بلحظة الممات ..
والانسان لم يكن شيئا مذكوراقبل وجوده في الحياة المادية الدنيوية , والمدة التي مرت عليه منذ اخذ الله عليه (الميثاق) وحتى مجيئه الى الحياة الدنيا لم يشعر بالزمن الذي مر عليه وهو في حياة الروح.
ان الله عز وجل خلق الارواح جميعا ,واول روح نفخها في الجسد المادي هي روح آدم عليه السلام.
((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم)) {الاعراف آية:11}
انظر الترتيب القرآني الجميل ,الخلق اولا ثم التصوير ثانيا ثم سجود الملائكة ثالثا.
يقول مجاهد ,ان الله خلقنا في ظهر آدم ثم صورنا حين اخذ علينا الميثاق ثم كان السجود ...
((واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا))
{الاعراف آية 172}
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله اخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة ,واخرج من صلبه كل ذرية ذراها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قِبَلا قال ((الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين *او تقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون *)) {الاعراف آية 172 - 173}
{الحديث روه احمد والنسائي والحاكم}
وهذا يدل على ان الله خلق الارواح ثن صورها ,فلكل روح صورة بها تختلف عن غيرها من الارواح.ويؤيد هذا الراي حديث عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ,وما تناكر منها اختلف)) {روه البخاري}
ومن هذا الحديث الشريف نستدل بان الارواح ذات اشكال مختلفة ,فكيف اذن تتعارف الارواح اذا كانت في شكل واحد؟؟؟
اذن لكل روح شكل او صورة خاصة بها وهذه الاشكال او الصور هي اشكال اثيرية غير مادية.نعود ونقول ان عمر الانسان هو ببقائه في الدنيا وشعوره بالحياة والزمن ,وعمر الدنيا يكون بعمره فقط, وعندما يتوفى الانسان (يتوفاه الله عزوجل) ينعدم الزمن بموت الانسان الى قيام الساعة. والمدة مابين الوفاة ولحين قيام الساعة هي ساعة واحدة ,فالزمن ينعدم في حياة البرزخ ,ولو حسبنا الزمن منذ ’خلق آدم عليه السلام والى قيام الساعة فانه زمن طويل وحسابه سيكون بآلاف السنين او الملايين فالذي توفاه الله عزوجل في زمن آدم سوف لن يشعر بالزمن في حياة البرزخ اكثر من ساعة واحدة هي الزمن الكلي بين مماته و حتى بعثه مجددا يوم القيامة ,والبشر جميعا راحلون عن هذه الدنيا ,وعند رحيلهم ,اي موتهم في الدنياسينعدم الزمن ولن يشعروا بالسنين التي تمر عليهم الى يوم القيامة الاكساعة من نهار.
يقول الله عزوجل ((كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور)) {آل عمران آية:185}
وعندما يموت الانسان ويدفن في قبره فما هو الا زائر للقبر ,والزائر يعني انه غير ماكث الا قليلا عند زيارته ...
((الهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر)) {التكاثرآية:1 - 2}
وردت هنا كلمة [زرتم] والزيارة تعني محدودية الزمن والمكوث.وساكن القبر يعتبر زائرا لايعي الزمن ,وان الاموات جميعا تشعر يوم القيامة بعد بعثها من قبورها بقلة لبوثها في القبر ............
قال الله عزوجل ((او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم)) {البقرة آية:259}
من هذا النص القرآني يتبين لنا ان هذا الذي اماته الله مائة عام ثم احياه وساله كم لبثت فاجاب يوما او بعض يوم اي جزء من اليوم ,في حين ان مكوثه كان مائة عام.ويقول الله عزوجل ((وكذلك بعثناهم ليتسالوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم)) {الكهف آية:19}
¥