تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {7}]

ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[28 Aug 2004, 04:15 م]ـ

(((حمل الاوزار)))

سنتكلم عن الاوزار وفق ما جاء في القرآن الكريم ,ويجب ان نأخذ اللقطات بالترتيب حتى تتوضح الصورة كاملة:

((قد خسر الذين كذّبوا بلقاء الله حتّى إذا جائتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يزرون)) {الانعام آية:31}

الاوزار على الظهور .. فياترى هل إن هذه الأوزار معنوية ام ثقلية؟؟؟

ولا يجوز أن يقال في كتاب الله بالرأي المجرد ,وأفضل تفسير للقرآن هو تفسير القرآن بالقرآن ..

عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال:سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون القرآن فقال: ((انما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه الى عالمه)) {أخرجه احمد وابن ماجه}

وبعد تفسير القرآن بالقرآن يأتي ما فسره رسول الله صلّى الله عليه وسلم ,بعد هذا يأتي إجماع الصّحابة ثم الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم امثال ابن عباس وأبي هريرة ثم بعد هذا يأتي تفسير العلماء المحققين ..

والقرآن الكريم لا ينتهي إعجازه ولاتنتهي عجائبه ,ابدع الله حكمته وتراكيبه واسلوبه والفاظه ونظمه الذي يؤثر في النفوس ويهز القلوب: (القرآن الكريم كتاب الله الدّال عليه لمن أراد معرفته ,وطريقه الموصلة لسالكها اليه ,ونوره المبين الذي أشرقت له الظّلمات ,ورحمته المهداة:التي بها صلاح جميع المخلوقات , والسبب الواصل بينه وبين عباده اذا انقطعت الاسباب , وبابه الاعظم الذي منه الدخول فلا يغلق إذا غلِقت الابواب ,وهو الصِراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء , والذِكر الحكيم الذي لا تزيغ به الاهواء ,والنزل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء لاتفنى عجائبه ,ولاتقلع سحائبه ,ولاتنقضي آياته ,ولاتختلف دلالاته ,كلما ازدادت البصائر فيه تاملا وتفكيرا ,زادها هداية وتبصيرا) {مدارج السلكين لابن القيم الجوزية}

هذا وصف بديع لكتاب الله عزوجل ... وياله من وصف رائع وجميل .. !!

قلنا بتفسير قوله عزوجل: ((وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يزرون)) وقلنا ان هذه الاوزار معنوية ام ثقلية؟؟ جواب هذا نراه في كتاب الله عزوجل: ((وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون* وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم وليسئلن يوم القيامة عمّا كانوا يفترون)) {العنكبوت آية:12 - 13}

هذه الآية تفسِر الآية من سورة الانعام .. وتبين لنا ان الاوزار هي اثقال: ((وليحملن اثقالا واثقالا مع اثقالهم))

هذا تفسير القرآن بالقرآن. وفي حساباتنا إذا كان الثقل للاوزار [50] كغم او [20] كغم فهذه الاوزار بهذه الاثقال ممكن حملها.اما إذا كانت [200] كغم او [1000] كغم او اكثر من ذلك فكيف يستطيع النسان ان يحملها يوم القيامة؟؟؟ ان هذه الاثقال هي فوق طاقته.فياترى هل سيحمل بعض هذه الاثقال التي يستطيع حملها ثم يحمل البقية على مراحل ام يحملها كاملة؟؟؟

جواب هذا نجده في كتاب الله عزوجل!!! ((ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الاساء ما يزرون)) {النحل آية:25}

كيف سيحملون هذه الاثقال وهم لايطيقون حملها؟ جواب هذا نجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: ((إستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الازد يقال له ابن اللتبية على الصدقة ,فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي قال: فهلا جلس في بيت ابيه - او بيت امه - فينظر ايهدي له او لا؟ والذي نفسي بيده لايأخذ احد منكم شيئا الاجاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء او بقرة لها خوار او شاة تبعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ,اللهم بلَغت اللهم بلَغت ثلاثا))

{رواه البخاري}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير