تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إشكال: هل يقال بأن القرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بالأمور البديهية؟]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Aug 2004, 02:56 م]ـ

"فالقرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بهذه الأمور البديهية"

هذه العبارة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في سياق هذا الكلام:

(وقول من قال: إن قوله: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179]، معناه: أن القاتل إذا عرف أنه يقتل كف فكان فى ذلك حياة له وللمقتول، يقال له: هذا معنى صحيح، ولكن هذا مما يعرفه جميع الناس، وهو مغروز فى جِبِلَّتِهم، وليس فى الآدميين من يبيح قتل أحد من غير أن يقتل قاتله، بل كلهم مع التساوى يجوزون قتل القاتل ولا يتصور أن الناس. . . [بياض بالأصل] إذا كان كل من قَدَر على غيره قتله وهو لا يقتل يرضى بمال، وإذا كان هذا المعنى من أوائل ما يعرفه الآدميون ويعلمون أنهم لا يعيشون بدونه صار هذا مثل حاجتهم إلى الطعام والشراب والسكنى، فالقرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بهذه الأمور البديهية، بل هذا مما يدخل فى معناه ... ) هنا ( http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=282)

فما تعليقكم معاشر الإخوة الكرام؟؟

ـ[مؤمل]ــــــــ[21 Aug 2004, 07:46 م]ـ

أخي الشيخ أبا مجاهد السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك على الموضوع الشيق والمفيد.

وهذا كلام وقع بين بعض الشيوخ وطلبة العلم:

قال أحدهم: ((ومعلوم أن القرآن كتاب هداية بالدرجة الأولى، وما جاء فيه عرضا من علوم أخرى فهي بالقصد الثاني لا الأول .. ومن ذلك ما يمكن أن يكون إشارات إلى مسائل وجودية أو تاريخية معينة، فغرض القرآن هو أخذ العبرة وهي الهداية والدلالة على الخير الذي يحبه الله من أعمال المكلفين وما استدعاه ذلك من الإشارة إلى مسائل جانبية وجودية فهو إنما يذكره لضرورة التوطئة وسياق القصة ونحو ذلك، لكن ليس من مقاصد القرآن أن يذكر تفاصيل أين المكان الفلاني والشيء الفلاني ونحو ذلك .. ومن هنا فإن القول مثلا بأن القرآن احتوى على الدلالة القطعية على مكان سفينة نوح أو أنه لا بد أن يحتوي عليها ليس بسديد، والله أعلم)) اهـ

ورد الآخر: ((وأما قول أخينا: "ليس من مقاصد القرآن أن يذكر تفاصيل أين المكان الفلاني وأين الشيء الفلاني ... " ... فأنا أعجب لهذه (الجرأة) على الله .... فما أدرى أخانا بمقاصد الله؟؟ وقد برئ منها من هو خير منه وأعظم, ذلك عيسى بن مريم حين قال" تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" .... فليس لأحد أن يقول هذا أبدا, إلا أن يكون نبيا مكلّم!! .... ثم أين أنت من آخر آية يوسف {وتفصيل كل شيء} فهذا إطلاق من الله ... فادخل أنت فيه وخصصه إن استطعت!! ... فالاصل يا أخي أن تقول: أنا أرى, وأنا أظن .... ولا تقطع بمقاصد الله, فلست في نفسه, ما دام النص يحتمل هذه وتلك!!)) اهـ

نرجو منكم ومن العلماء التعليق والتوجيه، وجزى الله الجميع خيرا.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2005, 10:59 م]ـ

يرفع لطلب المزيد من التعليقات على هذه المسألة ...

ـ[أخوكم]ــــــــ[26 Mar 2005, 07:37 ص]ـ

ليس المقصود من معرفة مراد الله الدخول في نفسه سبحانه ونحو تلك المعاني التي تبادرت إلى ذهن الأخ الآخر

لأن معرفة مراد الله ممكنة وذلك من خلال معرفة الحكمة من أحكام الله، فالله حكم على كذا لأجل كذا من المقاصد ...

وباستقراء تلك الحِكم يعرف مراد الله

أما إيراد الأخ لقول عيسى عليه السلام (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) فإيراد في غير مكانه

لأن هذا يتعلق بعلم الغيب فعيسى لا يعلم هل كفر القوم بعده أم لا، ولكن الله يعلم ذلك

وعيسى إنما قال ذلك لأن الله سأله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله فأجاب عيسى أنت الأعلم بل أنت أعلم بما نفسي ولا أعلم ما في نفسك

فبالجملة تلك المقولة قيلت لمناسبة لا علاقة لها بموضوع معرفة مراد الله

فمراد الله عندما يبينه للناس كيف نقول لم نعرف مراده سبحانه؟!

وأما عندما لا يبين الله مراده فعندئذ نقول لا نعرف مراد الله

فليست هذه المسألة من تلك.

أما استدلاله بعموم قوله سبحانه (تفصيل كل شيء) فليس في مكانه أيضا فهذا التفصيل إنما جاء خاتمة لقصة يوسف عليه السلام، تلك القصة التي وردت لحكم بينها الله في سياق السورة ولم يرد في السورة معادلات رياضية وكيميائية وفيزيائية!

فالتفصيل المذكور في الآية (تفصيل كل شيء) إنما هو من العام المخصوص فالله فصل لنا كل شيء أي مما نحتاجه ومما لا تنتهي صلاحيته بفناء الدنيا

ولذا ذكر غير واحد من أهل العلم أن الاستدلال بالعمومات هو مدخل يلزم الحذر منه فقد استخدمه أهل البدع فتاهوا كثيرا كالقائلين بعموم قوله سبحانه (الله خالق كل شيء) فسحبوا هذا التعميم حتى أوصلوه للقرآن فقالوا القرآن مخلوق بينما مثل هذا من العام المخصوص كقوله (تدمر "كل" شيء)

فليس كل شيء على عمومه وإنما هذا عام مخصوص بدليل (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم)

والامثلة على هذا كثيرة لا تحصى ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير