تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حفظ القرآن والامامة]

ـ[موراني]ــــــــ[28 Aug 2004, 07:00 م]ـ

ورد في كتاب (الواضحة) لعبد الملك بن حبيب الأندلسي , الذي لم يزل في مرحلة الاخراج فسيطبع قريبا ,والذي يحتوي على ما وجدنا من كتب الصلاة وكتب الحج منه ,

ورد في الواضحة الحديث المشهور بالاسناد التالي:

وحدثني الأويسي عن اسماعيل بن عياش عن أبان عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال:

يؤمكم أقرؤكم , فان كانوا سواء فأفقهكم فان كانوا سواء فأقدمكم هجرة فان كانوا سواء فأقدمكم سنا.

هذا , ويتبين من خلال ألفاظ الحديث أن النبي قد خاطب أصحابه ولم يخاطب عامة الناس الذين من بعدهم بتوصية بهذا الحديث , بل تركز على المعاصرين له في أيامه (وهذا قوله: فأقدمكم هجرة)

من المعلوم أن الحديث قد روي في عدة وجوه في الصحاح والسنن والمسندات فلا حاجة لنا للاشارة الى مواضعه في هذا المكان.

ما أريد أن أبرز في هذه السطور هو تعليق عبد الملك بن حبيب على هذا الحديث, كما يلي نصا:

قال عبد الملك: وانما قال رسول الله (ص): يؤمكم أقرؤكم , لأن الحال كانت منهم كلهم صالحة , وكانوا أهل علم ومعرفة بدينهم , وكان حفظ من حفظ منهم القرآن زيادة زيادة منه في العمل على أصحابه. ثم انّ الناس ليس سواء في حفظ القرآن وبسمع العلم والعمل , فأولاهم اليوم بالامامة أحسنهم حالا في نفسه وأفضلهم معرفة بدينه.

لقد نظرت في كتب القدماء وبحثت عن تعاليقهم على هذا الحديث فلم أجد أحدا بلغ بتعليقه ما بلغه ابن حبيب في الواضحة من الدقة في توسيع معنى الحديث وفي تطبيقه في عصره , حتى ما جاء عند القاضي عياض في اكمال المعلم بفوائد مسلم (ج 1 , ص 659 وما بعدها) لم يبلغ مبلغ ابن حبيب في تعليقه الذي يرجع الى النصف الأول من القرن الثالث الهجري.

تقديرا

موراني

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2004, 08:13 ص]ـ

شكراً لك على هذه العناية بكتب التراث الإسلامي، ولا سيما مثل هذه الكتب المتقدمة. وأفهم من هذا أنكم تقومون بتحقيق هذا الكتاب، وسيخرج قريباً إن شاء الله بتحقيقكم؟

هناك مسألةلا أظنها تغيب عنكم بخصوص كتابة (ص) بعد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم. أتوقع أنكم تكتبون هذا في الملتقى فقط رغبة في الاختصار -وإن كنت لا أحبذ ذلك -، وأما في الكتاب المطبوع فتكتبونها كاملة كما هو المعروف والمشروع عند العلماء كما ذكر ذلك النووي رحمه الله وغيره.

فمثلاً قول عبدالملك: (قال عبد الملك: وانما قال رسول الله (ص): يؤمكم أقرؤكم ... ). أظنها لديكم هكذا (قال عبد الملك: وانما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤمكم أقرؤكم .. ) أو نحو ذلك.

وقد ذكر النووي أن المشروع كتابتها ولو لم تكن في الأصل المنقول عنه أو المحقق حالياً، لأنها من باب الدعاء. وقد ذكر ذلك في مقدمة شرحه لصحيح مسلم فقال: (يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله عز وجل أن يكتب (عز وجل) أو (تعالى) أو (سبحانه وتعالى) أو (تبارك وتعالى) أو (جل ذكره) أو (تبارك اسمه) أو (جلت عظمته) أو ما أشبه ذلك.

وكذلك يكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (صلى الله عليه وسلم) بكمالهما، لا رامزاً إليهما، ولا مقتصراً على أحدهما .... ويَكتبُ كلَّ هذا وإن لم يكن مكتوباً في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء). شرح مسلم 1/ 39

وأما قولكم: (هذا , ويتبين من خلال ألفاظ الحديث أن النبي قد خاطب أصحابه ولم يخاطب عامة الناس الذين من بعدهم بتوصية بهذا الحديث , بل تركز على المعاصرين له في أيامه (وهذا قوله: فأقدمكم هجرة) أهـ.

فكما تعلم أن القاعدة الأصولية: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) قاعدة معتبرة، ولذلك ستجد شراح الحديث قد ذهبوا إلى أن هذا الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم يشمل المهاجرين في عهده وبعده إلى اليوم، ومن ذلك قول صاحب عون المعبود في شرح الحديث: (فليؤمهم أقدمهم هجرة) هذا شامل لمن تقدم هجرة سواء كان في زمنه صلى الله عليه وسلم أو بعده كمن يهاجر من دار الكفر إلى دار الإسلام. وأما حديث " لا هجرة بعد الفتح " فالمراد به الهجرة من مكة إلى المدينة، أو لا هجرة بعد الفتح فضلها كفضل الهجرة قبل الفتح وهذا لا بد منه للجمع بين الأحاديث).

وقال الإمام الخطابي كلام جيد حول هذا الحديث، يقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير