تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إشكال في فهم معنى الآية]

ـ[أبو عبد الله الكويتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 10:02 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

يقول الله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)

السؤال: إن الأمر بالسجود موجه إلى الملائكة وإبليس لم يكن من الملائكة بل هو من الجن فكيف يأبى إبليس السجود ولم يكن مأمور به أصلا؟!! نحن نعلم أنه رفع إلى صفوف الملائكة لكثرة عبادته لله تعالى وطاعته ولكنه ليس من جنسهم.

نتمنى أن نجد إجابة ما دمنا في ملتقى مخصص للتذاكر والتدارس لكتاب الله عز وجل

أشكركم جميعا

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 12:31 ص]ـ

الأخ الكريم

قال القرطبي في الأية الكريمة (((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه))

((نَصْب عَلَى الِاسْتِثْنَاء الْمُتَّصِل ; لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمَلَائِكَة عَلَى قَوْل الْجُمْهُور: اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن جُرَيْج وَابْن الْمُسَيِّب وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ , وَهُوَ اِخْتِيَار الشَّيْخ أَبِي الْحَسَن , وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيّ , وَهُوَ ظَاهِر الْآيَة. قَالَ اِبْن عَبَّاس: وَكَانَ اِسْمه عَزَازِيل وَكَانَ مِنْ أَشْرَاف الْمَلَائِكَة وَكَانَ مِنْ الْأَجْنِحَة الْأَرْبَعَة ثُمَّ أُبْلِسَ بَعْد.))

فهو كان من الملائكة على رأي عظام المفسرين فلا إشكال إذن والله أعلم

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2004, 07:08 ص]ـ

أخي الكريم، سواء أكان إبليس من الملائكة أم كان من جنس آخر، فهو مأمور بالسجود بنصِّ الكتاب، يقول الله تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين. قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (الأعراف: 11 ـ 12).

فهذه الآية فيها النص الصريح على أن إبليس مأمور بالسجود بدلالة قوله تعالى: (إذ أمرتك)، ولو كان الأمركما فهمتَ لكان أولى من يحتج بهذا إبليس، وهو لم يفعل، بل علل عدم سجوده بكونه أفضل من آدم ـ بزعمه ـ ولم يقل: إنما أمرت الملائكة ولم تأمرني.

والسؤال الذي يَرِدُ: إذا كان إبليس مأمورًا بالسجود كما نصَّت الآية، فكيف يدرك دخوله في الخطاب، ولم يرد توجيه النص إليه مباشرة؟

والجواب: إن توجيه الأمر بالسجود جاء على تغليب الأكثر، وهم الملائكة، فهو فرد في مقابل كثيرين، فلم يقل: اسجدوا أيها الملائكة ومعكم إبليس، وإنما اكتفى بأسلوب التغليب الذي فهم منه إبليس أنه مأمورٌ بالسجود معهم، والله أعلم.

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:32 ص]ـ

أخي جمال: عندي بعض الأسئلة كيف يجاب عنها؟ جزيت خيرًا:

الملائكة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون) فكيف عصى إبليس ربه؟

أليس قوله، سبحانه: (كان من الجن) نصًا صريحًا في بيان جنسه؟

قوله، تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء): هل للملائكة ذرية؟

قول إبليس: (أنا خير منه خلقتني من نار) هل الملائكة مخلوقون من نار؟

لك تحياتي القلبية.

ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Nov 2004, 04:36 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يبدو لي - و الله أعلم - أن الأسئلة التي أثارها أخونا خالد تثير الشك في ما ذهب إليه القرطبي - رحمه الله -.

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية:

و الأمر هنا جاء للملائكة لأنهم اشرف المخلوقات حيث لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون. و حين يأمر الله تعالى الملائكة الذين هذه صفاتهم بالسجود لآدم فهذا يعني الخضوع و أن هذه هو الخليفة الذي آمُرُكم أن تكونوا في خدمته.

لذلك سماهم: المدبرات أمرا و قال تعالى عنهم: " له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله " (الرعد 11) فكأن مهمة هؤلاء الملائكة أن يكونوا مع البشر و في خدمتهم.

فإذا كان الحق سبحانه قد جنََد هؤلاء الملائكة و هم أشرف المخلوقات لخدمة الإنسان و أمرهم بالسجود له إعلانا للخضوع للإنسان فمن باب أولى أن يخضع له الكون كله بسمائه و أرضه و أن يجعله في خدمته. إنما ذكر أشرف المخلوقات لينسحب الحكم على مَن دونهم.

وقلنا إن العلماء اختلفوا كثيرا على ماهية إبليس: أهو من الجن أم من الملائكة؟ و قد قطعت هذه الآية هذا الخلاف و حسمته فقال تعالى " إلا إبليس كان من الجن " و طالما جاء القرآن بالنص الصريح الذي يوضح جنسيته فليس لأحد أن يقول إنه من الملائكة.

و ما دام كان من الجن و هم من جنس مختار في أن يفعل أو لا يفعل فقد اختار ألا يفعل " ففسق عن أمر ربه " أي رجع إلى أصله و خرج عن الأمر ..

[ line]

أما الدكتور وهبة الزحيلي فيقول في " التفسير المنير":

و سبب إباء إبليس السجود لآدم اغتراره بأصله فإنه خلق من مارج من نار و أصل خلق الملائكة من نور و خلق آدم من تراب كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا " خلقت الملائكة من نور و خُلق إبليس من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم " و بان من الآية السابقة أن إبليس من الجن كما بان من آية أخرى أنه خلق من نار و خلق آدم من طين كما قال " قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين "

قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط و إنه لأصلُ الجن كما آدم عليه السلام أصل البشر.

" كان من الجن " أي إن سبب عصيانه أنه كان من عنصر الجن فلم يعمل مثل ما عملوا لذا قال:" ففسق عن أمر ربه " أي فخرج عن طاعة الله فإن الفسق هو الخروج. يقال فسقت الرطبة: إذا خرجت من أكمامها أو قشرها. و دل هذا على أن فسقه بسبب كونه من الجن أي الشياطين , و شأن الجن التمرد و العصيان لخبث ذواتهم.

و الخلاصة:

أنن قوله تعالى " كان من الجن " كلام مستأنف جار مجرى التعليل بعد استثناء إبليس من الساجدين وقوله " ففسق " الفاء للتسبيب أيضا. جعل كونه من الجن سببا في فسقه لأنه لو كان ملَكا لم يفسق عن أمر ربه لأن الملائكة معصومون على عكس الجن و الإنس.

و الله أعلم

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير