تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {14}]

ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[10 Sep 2004, 01:36 م]ـ

(((جسر جهنم)))

قال الضحاك عن مزاحم الهلالي التابعي: ان جهنم تزفر زفرة لايبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا خر ساجدا يقول رب نفسي نفسي. {رواه هناد بن السري 1/ 176}

وقال عبيد الله بن جعفر ابو بكر الفقيه التابعي: إن جهنم لتزفر زقرة تنشق منها قلوب الظلمة ثم تزفر اخرى فيطيرون في الارض حتى يقعوا فيها على رؤوسهم. {رواه ابن ابي عاصم في كتاب الزهد 1/ 398}

فالامم جاثية من الخوف من عذاب الله ,والملائكة تسحب جهنم ثم توضع في الجب اي الوادي المعد لجهنم ثم يضرب الصراط فوق ظهراني جهنم بقوله تعالى: ((كن فيكون)) ......

((فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور))). {آل عمران آية:185}

والسير مستمر على الصراط الى ان يصل المؤمنون الى قنطرة.عن ابي سعيد الخدري, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا ’هذِبوا و’نقوا أذن لهم في دخول الجنة, فو الذي نفس محمد بيده لاحدهم اهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا)) {رواه البخاري واحمد}

فمن رحمة الله تعالى انه عزوجل ’ينقي ويهذِب المؤمنين فيما بينهم حتى اذا دخلوا الجنة لا يحمل اخ لاخيه ضغينة او كراهية وبهذا يقول تعالى ((ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين))

{الحجر آية:47}

من خلال هذه الآيات والاحاديث يتبين لنا ان المؤمنين سيقفون في قنطرة وهي اشبه ما تكون [بدار استراحة] الغرض من الوقوف بها هو التهذيب والتنقية ورفع الشوائب الانسانية التي كانت في نفس المؤمن في الحياة الدنيا وذلك استعدادا لدخول الجنة واستعدادا لحياة الخلود الابدية ......

عن سعيد بن انس عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: ((بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه.فقال عمر ما اضحكك يارسول الله بأبي انت وامي؟ قال رجلان من امتي جثيا بين يدي رب العزَة تعالى فقال احدهما يارب خذ لي بمظلمتي من أخي .. فقال إعط أخاك مظلمته, قال يارب لم يبق من حسناتي شيء.قال يارب فليحمل عني اوزاري. وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه أن يحمل من اوزارهم.قال فيقول الله عزوجل للطالب ارفع رأسك وانظر الى الجنان ,فرفع رأسه فقال يارب ارى مداين من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ. لاي نبي هذا لاي شهيد هذا؟ قال لمن اعطاني الثمن ,قال يارب ومن يملك ذلك؟ قال انت تملكه. قال فبماذا يارب؟ قال بعفوك عن أخيك. قال يارب قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فأدخله الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فأن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة)) {رواه البزار وابو يعلى والحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد.وضعَفه البخاري وابن حبان}

نعود الى الآية من سورة الحديد ((فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير))

اليوم لاوجود لفدية من المال يفتدي الكافر نفسه بها. ومن أين له يوم القيامة مالا حتى يفتدي نفسه به .. ؟ والآية هنا لاتشير الى الكافر وحسب , وانما تشير ايضا الى المسلم العاصي فقوله تعالى ((لايؤخذ منكم فدية)) تعني المسلمين الظالمين والعصاة وقوله تعالى ((ولا من الذين كفروا)) اي الكافرين ....... اذن الصنفان مأواهم النار وبئس المصير يقول الله تعالى ((إن الذين كفروا وماتوا وهم كفَار لن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين)) {آل عمران آية:91}

المستحيل واضح في هذه الآية الكريمة ,فمستحيل ان نملا الارض ذهبا .. لان الذهب جزء يسير خلقه الله تعالى في هذه الارض , فمن اين لنا الذهب ملء الارض ... ؟ ومع كل هذا لو جاز وملانا الارض ذهبا لنفتدي به انفسنا من عذاب الله لما قبل الله تعالى هذه الفدية ... لكن العمل الصالح وهو الكنز الحقيقي الذي يريده الله تعالى منا في هذه الدنيا .. إنه عزوجل يقبل الصالحات ,وانها اكبر ثمنا عند الله من الذهب او المجوهرات الدنيوية ... !

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((إن نبي الله كان يقول ’يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له ارايت لو كان لك ملء الارض ذهبا أكنت تفتدي به؟ فيقول نعم فيقال له قد كنت سالت ماهو أيسر من ذلك))

{رواه البخاري ومسلم واحمد}

والايسر من الذهب هو الايمان والعمل الصالح. فالايمان يساوي اكثر من ثقل الارض ذهبا ..............

يتبع (((دعوت لاتستجاب)))


__
ارى الناس قد ذهبوا الى من عنده الذهب
ومن لا عنده ذهب عنه الناس قد ذهبوا
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير