[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {11}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[03 Sep 2004, 01:37 م]ـ
(((الآهت والحسرات)))
الآهات والحسرات مشاعر انسانية بحتة يشعر بها الانسان في حياته ,فيغتم لها ويبقى يعاني آلامها طيلة حياته الدنيا, والدنيا اجل مسمى ,فما بالنا يوم القيامة وهناك تكثر الآهات والحسرات ومن دون فائدة ... ؟؟؟
يقول الله عزوجل: ((أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرَطت في جنب الله)) {الزُمر آية:56}
تبين لنا هذه الآية الكريمة أنَ النفس الانسانية ستقول هذا الكلام ((يا حسرتى)) امام الاولين والآخرين يوم القيامة, ولكن دون فائدة ....... !!!!
ويقول الله عزوجل ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتَخذت مع الرسول سبيلا*ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا*)) {الفرقان آية 27 - 28}
هنا توضيح اكثر .. فالظالم يعض على يديه, وما ادري والله كيف يكون عضَه على يديه أقويُ ام بسيط .. وتنتابه الحسرات لانه لم ياخذ طريق الرسل ,وهذا الشعور بالحسرة والندم لايجدي الكافر نفعا ,ويزيد هذا الكافر الظالم قوله فيقول:ليتني لم اتخذ فلانا خليلا رفيقا صديقا ,انه شعور بالاسى والحزن والحسرة ,ولكن هيهات لهذا الشعور ان يغير من واقع الحال الذي سيكون عليه الظالم يومئذ امام الله سبحانه وتعالى ........
ولو امعنَا النظر في قوله تعالى ((لم اتَخذ فلانا .. )) فالقرآن الكريم لم يعط اسما واضحا لهذا {الفلان} .. ابقاه نكرة
وبهذا تكون كلمة (فلانا) شاملة من غير تحديد.انها تعني فلانا من الضآلِين ,سواء من الاخوة او الاصدقاء او الاقرباء والابعد من ذلك.كل هؤلاء سيندم الظالم على رفقته لهم في الحياة الدنيا ,ولكن هل يفيد النَدم شيئا؟؟؟
يقول الله عزوجل ((حتَى إذا جائتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرَطنا فيها)) {الانعام آية:31}
ويقول الله عزوجل ((كذلك نريهم اعمالهم حسرات عليهم)) {البقرة آية:167}
ويقول الله عزوجل: ((وانذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لايؤمنون)) {مريم آية:39}
ويقول الله عزوجل: ((واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة ابصار الَذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين)) {الانبياء آية:97}
موقف مرعب, الحسرة والندامة في كل احوال الظالم ,عند قيام الساعة. ((ياحسرتنا)) وعند الحساب ((ياويلنا))
وعند السوق الى النار ((دعوا هنالك ثبورا*لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا*))
{الفرقان آية:13 - 14}
وعند البعث من القبور ((قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون))
{يس آية:52}
الحسرة والندامة رفيقتا الظالم يوم القيامة. فكل الاعمال القبيحة في الدنيا يراها الظالم ماثلة امام عينيه فتكون حسرات تطبق انفاسه وتزيده هما فوق همه ............................................... ......
يتبع (((المسيرة الكبرى)))