سؤال عن تحقيق الآثار في مراهنة الصديق رضي الله عنه للمشركين في غلبتِ الروم
ـ[مؤمل]ــــــــ[31 Aug 2004, 09:54 ص]ـ
هل من تحقيق بارك الله فيكم في هذه الآثار المروية في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والمسلمين للمشركين عند نزول قوله تعالى "غلبتِ الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) سورة الروم؟
ما الذي صحّ منها؟ وما الذي هو دون ذلك؟
والله يجزيكم خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2004, 08:23 م]ـ
ذكر الدكتور حكمت بشير ياسين في كتابه (الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) عند هذا الموضع حديثاً واحداً وهو حديث ابن عباس.
قال الترمذي: حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي عَمْرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (الم غلبت الروم في أدنى الأرض)، قال: غَلَبَتْ وغُلِبَت، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم؛ لأنهم وإياهم أهل الأوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل الكتاب فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أما إنهم سيَغلبون)، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ألا جعلته إلى دونٍ) قالَ: أراه العشر. قال أبو سعيد: والبِضْعُ ما دون العشرِ، قال ثم ظهرت الروم بعدُ. قال فذلك قوله تعالى: (الم غلبت الروم إلى قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء).
قال سفيانُ: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، وإنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب ابن أبي عمرة. السنن 5/ 343 - 345 ك التفسير. ب سورة الروم ح 3193، وصححها الألباني في صحيح سنن الترمذي ح 2551
وأخرجه أحمد في المسند 1/ 276، والنسائي (التفسير 2/ 149 ح 409)، والطبري في تفسيره 21/ 16، والطبراني في الكبير 12/ 29 ح 12377، والحاكم في المستدرك 2/ 410، كلهم من طريق أبي إسحاق الفزاري به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في حاشية المسند ح 2495
هذا ما ذكره الدكتور حكمت بشير ياسين، ولعل الإخوة الفضلاء من أهل الحديث يزيدون الأمر بياناً وفقهم الله.
ـ[مؤمل]ــــــــ[04 Sep 2004, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن الشهري، وربنا يبارك في علمك وسعيك ..
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[07 Oct 2010, 01:57 م]ـ
الروايات في هذه القصة متعددة وتحتاج إلى جمع طرقها والحكم عليها، مع ملاحظة أن تحرير تلك الروايات مع تحرير القول في المراد بقوله تعالى: (بنصر الله) سيحدد لنا تاريخ نزول السورة أو نزول مطلعها على الأقل؛ فليت مشايخنا في الحديث في هذا الملتقى كالدكتور ماهر الفحل و الدكتور عمر المقبل يفيدوننا في الموضوع، وليتهم يفيدوننا -أيضاً- برأيهم في ما ذكره ابن عاشور بخصوص هذه الروايات ومحاولته لتحديد تاريخ نزول السورة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Oct 2010, 03:47 م]ـ
قال الشيخ الألباني: في السلسلة الضعيفة - (ج 6 / ص 428)
" - (ألا احتطت يا أبا بكر؛ فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7/ 363:
/ ضعيف بتمامه/أخرجه الترمذي (4/ 160 - تحفة)، والطحاوي في "المشكل" (4/ 125و126)، والطبري في "تفسيره" (21/ 12)، والحربي في "الغريب" (5/ 76/ 2)، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 355)، وأبو نعيم في "تاريخ الأصبهان" (2/ 324) من طريق عبدالله بن عبدالرحمن الجمحي: حدثني ابن شهاب الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس:
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر في مناحبة (الم. غلبت الروم): ... فذكره.
قال الجمحي: المناحبة: المراهنة.
وقال الترمذي:
حديث غريب حسن من هذا الوجه".
قلت: الجمحي هذا لم تثبت عدالته وإن وثقه ابن حبان؛ فقد قال ابن معين: "لا أعرفه". وقال ابن عدي:
"مجهول". وقال الدارقطني:
"ليس بالقوي". وقال غيره: محله الصدق.
¥