تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية]

ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 Oct 2004, 11:19 م]ـ

[قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية]

قراءة القرآن عبادة والأصل في كل عبادة من الناحية الأدائية أنها توقيفية وقد روي (أن قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول) وروي (أن القراءة سنة فاقرءوه كما قرأ أولوكم) قال عروة لم يرخص لأحد من الرعي الأول من السلف الصالح أن يقرءوا القرآن كما يشاءوا أو كما تيسر على ألسنتهم حتى ولو كان عربيا فصيحا وهل هناك أفصح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتركوا لفصاحتهم يقرءون كيف شاءوا ولا لما ألفته ألسنتهم من لهجاتهم العربية.

قراءة القرآن الكريم عبادة والعبادات الشأن فيها التوقيف فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا ولذا قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا كما علمتم) وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة

والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة. وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعدوا القراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس

وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة.

والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر وأخص منهم من أغلق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصب نفسه مقعدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد مثلها مثل قواعد النحو والصرف لا تقبل التطوير والتجديد بل تؤخذ ممن تقدموا من علماء السلف.

والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الأئمة المعتبرين ومرجع الترجيح في ذلك لما سطره الأوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير