[ما المقصود من الايه]
ـ[زينب]ــــــــ[15 Nov 2004, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون
انفال 26
انا ماافهم ارتباط المعني بين فسم الول من الايه لهي استجابت دعوه الرسول وقسم الثاني من الايه لهي حول بين المرء قلبه
ماهي معني الحول بين المرء وقلبه هل هي يعني ان الانسان اذا اراد ان يفعل شي الله جل جلاله يكون حايل بين نفسه وبين من اراده
لكن اذا اختارنا هذا المعني نكون معتقدين بالجبر
بالذات ماالمعني المفيده لهذه الايه وماهو الارتباط بين القسمين واردت معني الدقيق لقسم الثاني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Nov 2004, 06:51 م]ـ
أضع أمامك التفسير الذي في القرطبي للآية 24 من سورة الأنفال
قال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
قَوْله تَعَالَى: " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ " هَذَا الْخِطَاب لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُصَدِّقِينَ بِلَا خِلَاف. وَالِاسْتِجَابَة: الْإِجَابَة. وَ " يُحْيِيكُمْ " أَصْله يُحْيِيُكُمْ , حُذِفَتْ الضَّمَّة مِنْ الْيَاء لِثِقَلِهَا. وَلَا يَجُوز الْإِدْغَام. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَى " اِسْتَجِيبُوا " أَجِيبُوا ; وَلَكِنْ عُرْف الْكَلَام أَنْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِلَامٍ , وَيَتَعَدَّى أَجَابَ دُون لَام. قَالَ اللَّه تَعَالَى: " يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّه " [الْأَحْقَاف: 31]. وَقَدْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِغَيْرِ لَام ; وَالشَّاهِد لَهُ قَوْل الشَّاعِر: وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ تَقُول: أَجَابَهُ وَأَجَابَ عَنْ سُؤَاله. وَالْمَصْدَر الْإِجَابَة. وَالِاسْم الْجَابَة ; بِمَنْزِلَةِ الطَّاقَة وَالطَّاعَة. تَقُول: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ جَابَة. هَكَذَا يَتَكَلَّم بِهَذَا الْحَرْف. وَالْمُجَاوَبَة وَالتَّجَاوُب: التَّحَاوُر. وَتَقُول: إِنَّهُ لَحَسَن الْجِيبَةِ (بِالْكَسْرِ) أَيْ الْجَوَاب. " لِمَا يُحْيِيكُمْ " مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ: " اِسْتَجِيبُوا ". الْمَعْنَى: اِسْتَجِيبُوا لِمَا يُحْيِيكُمْ إِذَا دَعَاكُمْ. وَقِيلَ: اللَّام بِمَعْنَى إِلَى , أَيْ إِلَى مَا يُحْيِيكُمْ , أَيْ يُحْيِي دِينَكُمْ وَيُعَلِّمكُمْ. وَقِيلَ: أَيْ إِلَى مَا يُحْيِي بِهِ قُلُوبَكُمْ فَتُوَحِّدُوهُ , وَهَذَا إِحْيَاء مُسْتَعَار ; لِأَنَّهُ مِنْ مَوْت الْكُفْر وَالْجَهْل. وَقَالَ مُجَاهِد وَالْجُمْهُور: الْمَعْنَى اِسْتَجِيبُوا لِلطَّاعَةِ وَمَا تَضَمَّنَهُ الْقُرْآن مِنْ أَوَامِر وَنَوَاهِي ; فَفِيهِ الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة , وَالنِّعْمَة السَّرْمَدِيَّة , وَقِيلَ: الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " لِمَا يُحْيِيكُمْ " الْجِهَاد , فَإِنَّهُ سَبَب الْحَيَاة فِي الظَّاهِر , لِأَنَّ الْعَدُوَّ إِذَا لَمْ يُغْزَ غَزَا ; وَفِي غَزْوه الْمَوْت , وَالْمَوْت فِي الْجِهَاد الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة ; قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء " [آل عِمْرَان: 169] وَالصَّحِيح الْعُمُوم كَمَا قَالَ الْجُمْهُور.
رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد بْن الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فَدَعَانِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ , ثُمَّ أَتَيْته فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّه , إِنِّي كُنْت أُصَلِّي. فَقَالَ: " أَلَمْ يَقُلْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْفَاتِحَة. وَقَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه: هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ الْفَرْض أَوْ الْقَوْل الْفَرْض إِذَا أُتِيَ بِهِ فِي الصَّلَاة لَا تَبْطُل ; لِأَمْرِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِجَابَةِ وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاة.
¥