[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {19}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[24 Sep 2004, 03:15 م]ـ
(((حوار بين اهل النار)))
الحوار قاس بين اهل النار ... عتاب ... ملاعنة ... !!! فما لهؤلاء الاحبة في الدنيا يتعاتبون ويتلاعنون في جهنم .. ؟ انظر في جهنم .... ! رغم العذاب والحريق الذي هم فيه فانهم يتلاعنون ... ويتعاتبون .... ! مالهؤلاء الاحبة في الدنيا يتخاصمون هنا في جهنم ويدعو أحدهم على الآخر بالويل والثبور وزيادة العذاب؟ فيا ترى هل نسي الاحباب احبابهم .. ؟ أم نسي الخل خليله؟ ياويلهم جميعا من عذاب الله. يصفهم الله في كتابه العزيز فيقول:
((قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الانس والجن في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا في النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون))
{الاعراف آية38 - 39}
انظر كيف يتلاعنون , وكيف يتمنى كل فريق منهم أن ’يعذِب الفريق الآخر أشدَ العذاب , والفريقان في عذاب واحد وبدرجة واحدة وهم لا يعلمون. يقول تعالى: ((وقال الذين كفروا ربنا ارنا الَذين أضلانا من الجن والانس نجلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين)) {فصِلت آية:29}
أرايت الحقد الذي يحمله بعضهم لبعض .. ويكمل لنا الله الصورة فيقول:
((واذ يتحآجُون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد *)) {المؤمن آية:47 - 48}
هنا الخدم يطلبون من اسيادهم ان يحملوا عنهم بعض العذاب كانوا ينفذون اوامرهم بالباطل. فيكون الجواب نحن جميعا هنا سواء .. نحن وانتم مشتركون في العذاب لن نغني عنكم شيئا , ولن تغنوا عنا شيئا , فمصيبتنا انا امرناكم في الدنيا , ومصيبتكم انكم اطعتمونا , والان نحن معا امام الله , وقد حكم بين العباد ...
والحكم واحد ..
نحن امرناكم وأنتم أطعتمونا ,إذن لن يغني أحدا عن الآخر نصيبا من العذاب ,إنما نحن مشتركون ,وتتوضح الصورة اكثر في القرآن الكريم فيقول عزوجل: ((وبرزوا لله جميعا فقال الضعفآء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سوآء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص *)) {ابراهيم آية:21}
لقد كذبوا عليهم عندما قالوا لهم ((لو هدانا الله لهديناكم)) لأنَ الله تعالى أنزل القرآن هدى لمن تمسَك به وعمل بمقتضاه , لذلك خيَََََََر الله العباد بين الكفر والايمان فقال تعالى: ((فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر))
{لكهف آية:29}
كما بين لنا الله عزوجل أن من يهتدي فلنفسه ومن يضلَ فعليها ,وقد خيَر الله تعالى الانسان بين الهداية والضلالة فقال: ((من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها))
{السراء آية:15}
فالانسان مخير بين الهداية والضلالة , وجزاء المهتدين جنات النعيم خالدين فيها , اما جزاء الضآلِين فجهنم وبئس المصير. ويوم القيامة سيكون عذر الضَآلِين الجهل , اي يعتذرون بجهلهم بكتاب الله يقول الله عزوجل: ((وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جآءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين اشتضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تامروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما راوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون *))
{سبأ آية:31 - 33}
هذه الآيات تبين لنا ان الكفار قد اصروا بأن لا يؤمنوا بالقرآن (ولا بالذي بين يديه) أي ماذكر فيه من أخبار الأنبياء والرسل والكتب المنزَلة , ويوم القيلمة وعند الحساب يبدأ الأتهام!!!
الظالمون يتهم بعضهم بعضا , فالأتباع يحمِلوا الأسياد بأنهم ورآء كفرهم بالله عزوجل , وأنهم سبب بعدهم عن الهدى , والسادة يتهمون الأتباع بالأجرام , وهكذا حال الفريقين , وأثناء الجدال الحامي لا يشعر هؤلاء إلا والملائكة تطوق اعناقهم بالسلاسل , وتطوق ايديهم بالقيود , وإنه ليوم لا ينفع فيه الندم ...
¥