[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {10}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[02 Sep 2004, 12:27 ص]ـ
(((الشهادات)))
الشهادات في القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة, وقد يتصور الانسان ان تكون الشهادة صادرة عن شاهد قريب وينسى ان هناك من الحواس او الاعضاء التي في جسده شاهد حقيقي عليه يوم القيامة.
يقول الله تعالى:
((ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون*حتى إذا ما جآؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون*وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الَّذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون*وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أنَ الله لا يعلم كثيرا مما تعملون*وذلكم ظنُكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من ا لخاسرين*)) {فصِلت آية:19 - 23}
هكذا الحساب وهكذا الشهادات ,الله تعالى بقدرته تتكلم الجلودأمامه ويشهد السمع والبصر ,فلا يخفى على الله شيء.
((يوم تشهد عليهم السنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون*)) {النور آية:24}
شهادات جديدة ... وشهود جدد غير الشهود المذكورين في الآيات القرآنية السابقة ,هناك الجلد والسمع والبصر, وهنا الألسنة والأيدي والأرجل ... !!!
((يا معشر الجنِ والأنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقآء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرَتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنَهم كانوا كافرين*)) {ألأنعام آية:13}
وشهادات اضافيَة اخرى ... الرسل (ألم يأتكم رسل منكم) والانفس على ذاتها (قالوا شهدنا على انفسنا)
والشهادة على النفس هي قمَة الاعتراف بالحقيقة, كما انها قمة الضعف والانهيار التي تصيب الانسان يوم القيامة لادراكه بيقين ان عدم الاعتراف بالحقيقة يعني شهادة الشهود الآخرين ..
((اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون *))
{يس آية 65}
شاهد ذو قلب رحيم عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إقرأ عليَ)) فقلت يارسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟؟ ((قال نعم اني احب ان اسمعه من غيري)) فقرأت سورة النساء حتَى أتيت هذه الآية ((فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) فقال حسبك الان فإذا عيناه تذرفان))
{رواه البخاري ومسلم}
هكذا الحال يوم القيامة ... عند السؤال لا يستطيع احد ان يكذب ,فالشهود كثيرة والادلَة واضحة ...
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟؟ اتعرف ذنب كذا؟؟ فيقول نعم اي رب حتى قرره بذنوبه وراى في نفسه انه قد هلك قال سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته.
واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الاشهاد (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين .. )
{رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه}
.................................................. .................................................. .......................................
(((يتبع.الآهات والحسرات)))