[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {15}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[16 Sep 2004, 02:26 م]ـ
(((دعوات لاتستجاب)))
اهل النار لايستجاب لهم ,دعواهم غير مسموعة ,ولا مجيب لدعائهم ... ! وفي النار حوار بين المعذبين وبين خزنة النار ,وهذا الحوار يصفه القرآن الكريم فيقول الله عزوجل:
((وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب *قالوا اولم تك تاتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال*)) {المؤمن آية:49 - 50}
توضح لنا الآية الكريمة ان اهل النار طلبوا من خزنتها ان يخفف الله عنهم يوما من العذاب.
ما هو العذاب المخفف؟
ان اخف عذاب يصفه الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: ((ان اهون اهل النار عذابا يوم القيامة رجل في اخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه)) {رواه البخاري ومسلم واحمد والنسائي عن النعمان بن بشير}
اراد اهل النار هذا النوع من العذاب المخفف يوما واحدا بينما هم لابثين فيها احقابا.
يقول المفسرون عندما اراد اهل النار من الخزنة تخفيف يوم من العذاب بعد الف عام يكون الرد ((أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات)) واجاب اهل النار ((قالوا بلى)).قال الخزنة لاهل النار ((فادعوا)) وهم يعلمون ان دعائهم لايستجاب وجاء قوله تعالى: ((وما دعاء الكافرين الا في ضلال))
عندما ييأس اهل النار من الخزنة يبقون في النار الى ماشاء الله, ثم يطلبون رئيس الخزنة وهو (مالك) عليه السلام يسالونه بطلب جديد يصفه لنا القرآن الكريم بقول الله عزوجل ((ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون))
{الزخرف آية:77}
مالك هو رئيس الخزنة. ((ونادوا يامالك)) ولم يأت اللفظ (وقالوا يامالك) لانهم لايعلمون اين رأسه. وكلمة نادى للبعيد, اما قال فهي للقريب ... !
فلما يئسوا مما عند الخزنة نادوا مالكا وهو عليهم.وله مجلس في وسطها أي وسط النار, وهناك جسور تمر عليها ملائكة العذاب فهو يرى اقصاها كما يرى ادناها.
قال الاعمش نبئت ان بين دعائهم وبين اجابة مالك اياهم .. !! ألف عام .. {خرجه الترمذي}
وقال ابن عباس يقولون ذلك فلا يجيبهم الف سنة ثم يقول ((إنكم ماكثون)) {تفسير القرطبي}
اهل النار يطلبون الموت من مالك ((ليقض علينا ربك)) فيجيبهم مالك: ((إنكم ماكثون)) لم يكتف بهذا بل أقام عليهم الحجة كما أقموها الخزنة عليهم: ((لقد جئناكم بالحق ولكنَ اكثركمللحق كارهون)) {الزخرف آية:78}
الحجة دائما تقام على العصاة. اهل النار يقول تعالى: ((وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى)) {الزمر آية:71}
وحجة أ’خرى يقول تعالى: ((ألم يأتكم نذير*قالوا بلى قد جاءنا نذير*)) {الملك آية:8 - 9}
لقد طلبوا التخفيف يوما واحدا ولم ’يستجب لهم .. وطلبوا الموت ولم ’يستجب لهم .. وتأتي اللقطة الثالثة .. ماذا يريدون .. ؟
يقول تعالى في وصف الحالة الثالثة: ((والذين كفروا لهم نار جهنم لا ’يقضى عليهم فيموتوا ولا ’يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور*وهم يصطرخون فيها ربَنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكَر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)) {فاطر آية:36 - 37}
هاتان الآيتان جمعتا معاني الآيتين في سورة المؤمن حيث طلب الكفار من الخزنة تخفيف يوم واحد ,كما جمعت معاني الآيتين في سورة الزخرف حيث طلب الكفار الموت من مالك ولم يستجب لطلبهم في الموضعين.لاتخفيف ولاموت, وفي الآيتين من سورة فاطرلايستجاب لهم في الطلب الثالث وهو: ((ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل)).
وفي هذه الآية طلبوا الخروج من النار ,وفي آية أخرى طلبوا الرجوع الى الدُنيا يقول تعالى: ((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نردُ ولا نكذِب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين)) {الانعام آية:27}
هنا يتبين طلب اهل النار وتمنياتهم لو يرجعهم الله الى الدنيا فيعملوا صالحا ولايكذِبوا بآيات الله , وذلك عند رؤيتهم النار وقبل دخولهم اليها ,ولحظة سماعهم شهيقها وزفيرها.لكن الجواب لهذا الطلب أن الله لو ارجعهم الى الدنيا فسيعملون ذات العمل السيء ويكذِبوا الرسل ويعملوا المنكرات فقال الله عزوجل ((إنَََََهم لكاذبون))
وخلاصة القول فإن هؤلاء يطلبون الآتي:
1:طلبوا التخفيف يوما واحدا ولم ’يجب طلبهم.
¥