تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفات المؤمنين]

ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[17 Oct 2004, 05:16 م]ـ

مقدمة

[صفات المؤمنين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي منا علينا بهذا الدين , وسمانا مسلمين , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له , إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم الأنبياء و المرسلين، وسيد البشر أجمعين، وإمام المؤمنين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى أثرهم بإيمانٍ إلى يوم الدين أما بعد:

فإن صفةَ الإيمان، صفةٌ ساميه، وعزة شامخة، ومنقبة عظيمه، وسعادة أبدية، لاينالها إلا الشرفاء , ولا يوصف بها إلا الأتقياء، ولا يسعى إلى تحقيقها إلا الموحدون، ولا ينالها إلا الموفقون، ولايحافظ عليها إلا الصابرون، ولا يخسرها إلا المحرومون، ولايحجب عنها إلا المبعدون، قلب من اتصف بها يتطلع دائماً إلى العلياء، ويسبح فكره في الفضاء، لسانه يلهج بالذكر والدعاء، وقلبه معلق بحب فاطر الأرض والسماء، المتصف بالإيمان، قدره عند الله عظيم، وشأنه كبير، فأنزل فيه سورة كاملة في كتابه الكريم تتلى إلى يوم القيامة، هي (سورة المؤمنون) بين فيها أهم صفات المؤمنين، التي بها تنال هذه الدرجة، وبالحرص عليها تكتسب هذه المنزله، وبالثبات عليها تُجنى الثمرة الغالية، وبمعرفتها والعمل بمقتضاها يوصف الإنسان بأفضل صفة، ويناديه الله بأحب محبوب له ((يا أيها الذين آمنوا))،فما أجمله من نداءٍ مسموع، وما أعزه من وصف محبوب، ثم يتبقى العيش في نتيجة ذلك كله، وهو الخلود في الفردوس الأعلى، فهل يقصر في طلب الإيمان عاقل؟! وهل يتباطى في إدراكه مؤمن، ونظراً لما لمعرفة أهل الإيمان من أهمية كبيرة، ولعدم قدرة الكثير من الناس في التمييز بين أهل الإيمان وأهل النفاق، رأيت أن أكتب سلسلة أبين فيها ((صفات المنافقين في القرآن)) لئلا ينخدع فيهم أحد من المسلمين، فشرعت في ذلك ولله وحده الحمد والمنة، ثم مع الاستمرار في بيان صفات المنافقين رأيت أن أكتب في ((صفات المؤمنين في القرآن))، بل رأيت أن بيان صفات المؤمنين من أهم ما يتبين فيه صفات المنافقين، لأن صفة الإيمان صفة عزيزة، صفة ثابتت الأصول، سامية الفروع، لايمكن أن تنزل على منافقٍ أبداً، كما أنه ببيان الشيء يتبين ضده (وبضدها تتبين الأشياء)، هذا وأسأل الله التوفيق والسداد والإعانة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير