تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)! محمد المليفي]

ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Nov 2004, 08:38 م]ـ

هذه مقالة قديمة للكاتب الكويتي محمد المليفي وقد رأيت أنها تناسب ما نمر به الآن لذا وضعتها وأتمنى أن تعجبكم

سأكتب اليوم بمداد العزة قوله تعالى (وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)!

توطئة ملؤها العزة بالله .. ! قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

? قال تعالى: (وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) نعم يفرحوا بها .. هذا هو الوصف الالهي الدقيق الذي يجسد فيه معجزة القرآن الخالدة في صلاحه لكل مكان وزمان! ورغم ان هذه الآية العظيمة قد نزلت على محمد عليه الصلاة وآله وصحبه قبل اكثر من الف واربعمائة سنة الا ان حروفها ومعانيها تتجدد وتتجسد في كل زمان ومكان وتنطبق على اهل الله وخاصته واوليائه .. وعلى اتباع الباطل وأهله .. !

ان اتباع الباطل لا يفرحون عندما تحل الهزيمة بالمؤمنين فقط .. ولكنهم يحزنون ويتألمون ويعضون على اناملهم من الغيظ بمجرد ان تكون دائرة النصر والتمكين في صفوف المؤمنين .. نعم هذا هو حال الفريق الآخر .. وهما فريقان لا ثالث لهما البتة (فريق في الجنة وفريق في السعير) وان الله عندما يخاطب فريقه واهله فانه يطلعهم على شيء من الغيب وعلى مستقبلهم في مواجهة الفريق الآخر وهو ان اي هزيمة للمؤمنين سوف يكون في مقابلها عند فريق الدنيا وبياعي الآخرة الزغردة والرقص والفرحة ولسوف ترتفع اصوات المزامير! والعجيب انه سبحانه وتعالى عندما يخبر اولياءه وجنده بذلك الفرح المؤقت فانه يقول لهم بعد ذلك: في هذه اللحظات عليكم ان تصبروا .. وان تتقوني اكثر ولا عليكم فلن يضركم من كيدهم ومن اجتماعهم عليكم شيئا .. يا الله كم هي آيات خالدة! قال تعالى: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعلمون محيط) .. الله اكبر اقسم بأن هذه الآيات هي البلسم الشافي لكل من اصاب فؤاده جرح .. وظن بالله الظنونا .. !

يا الله اقسم لكم بأن هذا القرآن لا يدرك اسراره من هو قاعد جسده وراكن قلبه! ولا يعلم مدلولاته وخباياه الا انسان يؤمن بالله مثلما آمن الرسول وصحابته ومن خلاله تكون مواجهته مع وجه الجاهلية القبيح الذي يتشكل بألف شكل .. !

? يا الله .. ! هل يعتقد المؤمنون أنهم اكرم واعلى مقاما عند الله تعالى من نبيه وصحابته الكرام؟!! هل يظن عقلاء المؤمنين ان النبي عليه الصلاة وآله قد اقام دولة الاسلام باليسر والسهل بلا نصب ولا وصب؟! اليس هو الذي هزم في غزوة احد وشج وجهه الكريم وكسرت رباعيته الشريفة؟ اليس هو الذي فرض عليه وعلى صحابته حصار دام سنوات حتى اكلوا أوراق الشجر! اليس هو الذي دفن بيديه اغلى احبابه من اهل بيته وصحابته الاطهار؟ يا الله هل يحق لنا ان نعتقد بعد هذا كله ان دولة الاسلام الحقيقية التي تلاشت معالمها سوف تقام بأقل من هذا؟! لا والله ولكنها السنة الكونية التي فرضها الله على اهله وخاصته واوليائه من قبل ومن بعد .. ! تعالوا معي لأقرأ لكم كيف ان حبيب الله وخليله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم قد وصل الى مرحلة من المواجهة مع اعداء الله حتى قال: «يا الله .. يا الله متى نصرك»؟!! يقول تعالى وهو يجسد مشهدا تصويريا حيا للحالة التي وصل اليها النبي وصحابته الابرار في قوله تعالى في سورة البقرة: (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) سبحانك يا ذا الملكوت! يا من جعلت جندك يتزلزلون ويكونون على وشك الفناء والموت .. ثم يكون بعدها نصرك القريب الذي تشفى فيه صدور قوم مؤمنين وتغيظ صدور قوم كافرين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير