تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تفسير اية الكرسي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله]

ـ[إمداد]ــــــــ[05 Aug 2004, 10:22 م]ـ

] الله لا إله إلا هو [في هذه الآية يخبر الله بأنه منفرد بالألوهية، وذلك من قوله:] لا إله إلا هو [، لأن هذه جملة تفيد الحصر وطريقة النفي والإثبات هذه من أقوى صيغ الحصر.

(2) أي: ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجميع صفات الكمال لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه.

و] الحي [من أسماء الله، وقد تطلق على غير الله، قال تعالى:] يخرج الحي من الميت [[الأنعام: 95]، ولكن ليس الحي كالحي، ولا يلزم من الاشتراك في الاسم التماثل في المسمى.

(3)] القيوم [على وزن فيعول، وهذه من صيغ المبالغة، وهي مأخوذة من القيام.

ومعنى] القيوم أي: أنه القائم بنفسه، فقيامه بنفسه يستلزم استغناءه عن كل شيء، لا يحتاج إلى أكل ولا شرب ولا غيرها، وغيره لا يقوم بنفسه بل هو محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده وإمداده.

ومن معنى] القيوم [كذلك أنه قائم على غيره لقوله تعالى] أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت [[الرعد: 33]، والمقابل محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، والقائم على كل نفس بما كسبت هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء القيوم هو القائم على نفسه القائم على غيره، وإذا كان قائماً على غيره، لزم أن يكون غيره قائماً به، قال الله تعالى:] ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره [[الروم: 25]، فهو إذاً كامل الصفات وكامل الملك والأفعال.

وهذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل به، فيقول: يا حي! يا قيوم! وقد ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع: هذا أحدها، والثاني في سورة آل عمران:] الله لا إله إلا هو الحي القيوم [[آل عمران: 2]، والثالث سورة طه:] وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً [[طه: 111].

هذان الاسمان فيهما الكمال الذاتي والكمال السلطاني، فالذاتي في قوله:] الحي [والسلطاني في قوله:] القيوم [، لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء.

لا تأخذه سنة ولا نوم (1) ............................................ ................

(1) السنة النعاس وهي مقدمة النوم ولم يقل: لا ينام، لأن النوم يكون باختيار، والأخذ يكون بالقهر.

والنوم من صفات النقص، قال النبي عليه الصلاة والسلام:

"إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام" (1) لنقصها، لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل، ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة، كانوا لا ينامون، كما صحت بذلك الآثار.

لكن لو قال قائل: النوم في الإنسان كمال، ولهذا، إذا لم ينم الإنسان، عد مريضاً. فنقول: كالأكل في الإنسان كمال ولو لم يأكل، عد مريضاً لكن هو ك مال من وجه ونقص من وجه آخر، كمال لدلالته على صحة البدن واستقامته ونقص لأن البدن محتاج إليه، وهو في الحقيقة نقص.

إذاً ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالاً للخالق، كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالاً في المخلوق، فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق والأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق، ولهذا قال الله تعالى عن نفسه:] وهو يطعم ولا يطعم [[الأنعام: 14].

له ما في السموات وما في الأرض

قوله:] له ما في السموات وما في الأرض [:] له [: خبر مقدم.] وما [: مبتدأ مؤخر، ففي الجملة حصر، طريقه تقديم ما حقة التأخير وهو الخبر.] له [: اللام هذه للملك. ملك تام، بدون معارض.] ما في السموات [: من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه] وما في الأرض [: من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.

وقوله:] السموات [: تفيد أن السماوات عديدة، وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع] قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم [[المؤمنون: 86].

والأرضون أشار القرآن إلى أنها سبع بدون تصريح، وصرحت، بها السنة، قال الله تعالى] الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن [[الطلاق: 12]، مثلهن في العدد دون الصفة وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير