[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {9}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[30 Aug 2004, 12:15 ص]ـ
(((الموازين والحساب)))
قال الله عزوجل ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا ’تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين)) {الانبياء آية:47ْ}
ومعنى الآية اي نضع ميزان الحق والعدل ,وبه نحاسب العباد ونزن اعمالهم ونحاسبهم على مثقال حبة من خردل (لصغرها) وكفى بنا حاسبين اي: الايكفي ان نحاسبهم على مقدار مثقال حبة من خردل؟؟؟
بلى يارب .. !! ويؤكد الله عزوجل موضوع الحساب والسؤال فيقول: ((فوربك لنسألنهم أجمعين*عن ما كانوا يعملون)) {الحجر آية:92}
اخرج الترمذي والطبراني والبزار باسناد صحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى ’يسأل عن اربع خصال. عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيم ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به))
{واخرجه الترمذي والدارمي عن ابي برزه}
قال الله عزوجل ((ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن)) {النساء آية:125}
فلا يقبل الله العمل الا ما كان خالصا لوجهه ,على متابعة امره وما عدا ذلك فهو مردود ...........
قال الفضيل بن عياض: (العمل الحسن هو اخلصه واصوبه, قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟؟؟
قال: ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل, وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا) ...............
يقول الله عزوجل ((فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون*فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون*ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون*تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون*)) {المؤمنون آية:101 - 104}
ان الله عزوجل ’يسقط الاسباب يوم القيامة .. فلا انساب ولا احساب ,بل سيكون نسب العبد ما عمله في الدنيا ..
وهناك نسب المفلحين ونسب الخاسرين اما نسب المفلحين فهو قول الله عزوجل ((فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون)) واما نسب الخاسرين فهو قوله عزوجل ((ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون))
فطاعة الله عزوجل هي النسب الذي ’يفتخر به, وعصيانه هي الخسارة التي ما بعدها خسارة ....
يقول الله عزوجل: ((يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودُ لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذِركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد*)) {آل عمران آية:30}
أي يوم القيامة يحضر العبد جميع أعماله من خير وشر, كما قال الله عزوجل ((’ينبَأ الانسان بما قدَم وأخر*)) {القيامة آية:13}
فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وافرحه وما رأى من قبيح اعماله سائه, وغصَه, وود لو انه تبرأمنه, وان يكون بينهما امد بعيد ,كما يقول لشيطانه الذي كان مقرونا به في الدنيا ((يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين)) {الزخرف آية:28}
تفسير ابن كثير ((والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون*ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون*)) {الاعراف آية:8 - 9}
موقف رهيب ايها الانسان .... هيء نفسك لهذا اليوم وكن على استعداد للقاء الله عزوجل لان مصيرك يتوقف على ما قدمت وما اخرت من عمل ,واني لاسال الله ربي ان يفرغ علينا صبرا ويتوفنا مسلمين .. !!!
عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس احد ’يحاسب يوم القيامة الا هلك))
فقلت يارسول الله .. اليس قد قال الله تعالى: ((فاما من اوتي كتابه بيمينه*فسوف يحاسب حسابا يسيرا*))
{الانشقاق آية:7 - 8}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((انما ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذِب))
{رواه البخاري}
يقول تعالى ((يوم يفرُالمرء من اخيه*وأمِه وأبيه*وصاحبته وبنيه*لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه))
{عبس آية:34 - 37}
في هذه الاماكن ينسى الانسان كل اهليه واصحابه ويقول: يانفسي, وأن بعض الظالمين يتمنى لو يفتديه اقرب الاقرباء .. يقول الله عزوجل: ((ولا يسال حميم حميما*يبصرونهم يود ُالمجرم لو يفتدي من عذاب يومئذببنيه*وصاحبته واخيه*وفصيلته التي تؤويه*ومن في الارض جميعا ثم ينجيه*))
{المعارج آية:10 - 14}
المجرم يبقى مجرما ... إنه يريد ان يفتديه احد ابنائه او صاحبته او اخيه او فصيلته او من في الارض جميعا لينجو بنفسه فقط ... اما الباقون فلا ضير إن ذهبوا الى جهنم جميعا فداء له ... يريد ولكن هيهات لما يريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع (((الشهادات)))