تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا

ـ[الازهري المصري]ــــــــ[22 Aug 2004, 11:00 م]ـ

قال الله عز وجل: ? ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)) ?

من صور الهجران ما يلي:-

عدم قراءته. فمن منا يقرأ القرآن يوميا؟! إن القرآن مقسم إلى ثلاثين جزء، ومتوسط كل جزء عشرون صفحة. فهل من الصعب قراءة عشرين صفحة يوميا؟ إنه أمر لا يستغرق منك سوى نصف ساعة. إن قراءة الصحف اليومية تستغرق من المرء أكثر من ساعة يوميا، فهل قراءة تلك الصحف أهم من قراءة القرآن؟!!

- وسماع القرآن ... لقد استبدلناه بسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ومتابعة المباريات.

- وأخلاقنا الآن في وادٍ وما ينادي به القرآن من التحلي بقويم الأخلاق في وادٍ آخر.

- ونعرف حلاله وحرامه ولا نقف عندهما، بل نتفاخر بالتملص منهما، ونصم من يلتزم بهما بالسذاجة وقلة الخبرة.

- وتعلمنا كيف نجادل لا لإثبات تعاليم ربنا ولكن لكي نتفلت منها، ونعمل بغيرها. ظننا أن التقدم الخادع الذي أحدثته الأمم من حولنا إنما مرجعه للتخلي عن الدين، فلما تخلينا عن ديننا انحرفنا وزغنا عن طريق التمكين.

- التخلي عن التحاكم إليه في حياتنا وفي معاملاتنا.

- تركنا فهم معانيه ومن ثم تدبر آياته، وأصبح معظم ما نعرفه عنه عكس المراد به.

- تركنا تعلم لغته ولجأنا إلى لغات المستعمر، وأصبح تجنب الحديث باللغة العربية والرطانة بهذه اللغات مصدر فخر وإعزاز بيننا.

- تركنا التداوي به ولجأنا إلى الاعتماد على الأسباب المادية فقط.

إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتُعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟ إن هذا مخالف لسنن الله في الأرض. إن التمكين الذي وعد به الله، والذي تحقق من قبل لهذه الأمة، كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل، الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن.

إن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجرد أننا مسلمون لواهمين. ذلك أن تحقق النصر له شروط. قال تعالى: ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي اْلأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُ! دُونَنِي َلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ?] النور: 55 [. كما أن ما بعد النصر له شروط. قال الله تعالى: ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي اْلأَرْضِ أَقَامُوا الصََّلاةَ وَآتَو! ْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ اْلأُمُورِ ?] الحج: 41 [. فعودوا إلى كتاب ربكم تنالوا نصره في الدنيا وتدخلوا جنته في الآخرة.

ـ[الازهري المصري]ــــــــ[22 Aug 2004, 11:03 م]ـ

لاتمام الفائدة انقل كلام ابن القيم

هجر القران انواع:

احدها: هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه.

والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.

والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم اليه في اصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.

و الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به منه.

و الخامس: هجر الشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها

فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) الفرقان 30

وأن كان بعض الهجر أهون من بعض وكذلك الحرج الذي يكون فيالصدور منه فإنه يكون تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله وتارة يكون من جهة التكلم به او كونه من بعض مخلوقاته ألهم غيره انيتكلم به وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لايكفي العباد بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والاقيسة او الاراء او السياسات وتارة يكون من جهة دلالته وما اريد به حقائقه المفهومة عند الخطاب أو اريد به تأويلها و إخراجها عن حقائقها إلى تاويلات مستكرهة مشتركة وتارة يكون من جهة كون تلك تلك الحقائق وإن كانت مرادة فهي ثابتة في نفس الامر او اوهم انها مرادة لضرب المصلحة فكل هؤلاء في صدورهمحرج من القرآن وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدزنه في صدورهم ولا تجد مبتدعا في دينه قط والا وفي قلبه حرج من الايات التي تخالف يدعته كما انك لا تجد ظالما فاجرا إلا و في صره حرج من الايات التي تخول بينه و بين إرادته

فتدبر هذا المعني ثم ارض لنفسك بما تشاء

أ. ه من الفوائد لابن القيم رحمه الله وغفر له

وجمعنا وايكم علي الهدي وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا وجعلنا من اهل القرآن

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير