تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما المقصودب""أخاهم صالحا""]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 03:08 م]ـ

قال القرطبي

في قوله تعالى

((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ))

إِلَى ثَمُود أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه " وَهُوَ ثَمُود بْن عَاد بْن إِرَم بْن سَام بْن نُوح. وَهُوَ أَخُو جديس , وَكَانُوا فِي سَعَة مِنْ مَعَايِشهمْ ; فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه وَعَبَدُوا غَيْره , وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْض. فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ صَالِحًا نَبِيًّا , وَهُوَ صَالِح بْن عُبَيْد بْن آسَف بْن كَاشِح بْن عُبَيْد بْن حَاذِر بْن ثَمُود. وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا. وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى حَتَّى شَمِطَ وَلَا يَتَّبِعهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيل مُسْتَضْعَفُونَ.

ولم أجد عنده تفسير الأخوة المذكورة في الآية

فهل عند غيره هذا التفسير

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2004, 07:34 ص]ـ

المقصود أخوة النسب والقرابة.

وقد أشار القرطبي إليها في قوله: (وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا).

وفقكم الله.

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Nov 2004, 11:43 ص]ـ

ونَصَّ عليها في سورة هود 61.

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[14 Nov 2004, 06:19 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الفاضل حسني، الأخوة هنا هي أخوة النسب، كما تقول: (فلان أخو بني تميم) أي نسباً. ومن لوازم هذه الأخوة الحرص، فيحرص المرء على دعوة أقربائه أكثر من حرصه على دعوة غيرهم، كما قال تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً).

ولعل الحكمة من جعل الأنبياء في أقوامهم أنهم يعرفون لسانهم وعاداتهم ويعرفون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، فيكون ذلك أقدر لهم على البلاغ. كما أن الأقوام يعرفون ما كانوا عليه قبل البعثة من الصدق والاستقامة، فيكون ذلك أرجى للاستجابة. والله أعلى وأعلم.

فذكر الأخوة هنا - والله أعلم بمراده - فيه بيان شدة كفر هؤلاء القوم، حيث لم يرعوا لهذه الأخوة حقاً، بل حملهم غيظهم من الدعوة الحقة على تسفيه هذا النبي وإيذائه على ما بينهم من روابط النسب.

ولعل هذا يشبه قوله تعالى: (قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى) فهنا يذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما بينهم من القرابة، وما يلزم منها من لين ومودة - عندهم - فيكفوا عنه أذاهم. والله أعلى وأعلم.

أما الأخوة الحقيقية، فهي أخوة الدين، وهي التي من لوازمها الولاء والمحبة والنصرة والتراحم، فهذه تكون من المسلم إلا للمسلمين.

أما الكفار فليسوا بإخوان لنا باعتبار هذه الأخوة الحقيقية، فلا ولاء لهم ولا محبة ولا نصرة ولا رحمة، ولو كانوا آباء أو إخواناً أو أبناء، كما قال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم). ولنا في صحابة نبينا خير مثال حيث قاتل الابن أباه والأب ابنه، كل ذلك لله تعالى.

فإذا اتضح ذلك، علمنا أخي أن الكافر قد يكون أخاً للمسلم في النسب، لكن لا يحمله ذلك على التعصب له، إذ نسبنا للإسلام أشرف وأغلى من كل نسب. والكافر الذي لا يربطنا به نسب، فليس بأخ، ولا يصح أن يقال له: أخ، ولو كان مواطناً لنا أو زميل عمل أو غير ذلك.

وأذكر مسألة هنا لتتمة الفائدة، وذلك لشدة ارتباطها بهذا الموضوع، وهي مسألة الولاء والبراء. فقد افترق الناس فيها على ثلاث فرق:

طرف ميع الدين وفرط، فقال بجواز محبة المسلم للكافر، وأن الكفار إخوان لنا! وأن ليس جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع! والله المستعان.

وطرف غلا في الدين وأفرط، فقال: يجب بغضهم، وإيذاؤهم، وأفتى بحل أموالهم! فتراه فظاً غليظاً! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والوسط الذي عليه كبار علمائنا أن المسألة فيها جهتان: فمن الناحية القلبية، فيجب علينا أن نبغض كل الكفار، وأن نبرأ إلى الله تعالى منهم. ومن ناحية المعاملة والسلوك نفصل: فمن كان حربياً قاتلناه واستحللنا ماله، ومن لم يكن كذلك آتيناه حقه، بل وأحسنا إليه تأليفاً لقلبه. والمعاهد والمستأمن والذمي ليسوا بحربيين.

ولا يخفى عليك أخي أهمية لزوم أقوال أهل العلم الكبار في مثل هذه الأزمنة، وخاصة في هذه المزلات والملمات، ولا يحسن أن يتكلم فيها كل أحد ويدلي بدلوه.

فالطرف الأول أعمل قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عيادة جاره اليهودي وقبول هدية امرأة يهودية وهدية حاكم الأقباط، وغير ذلك.

والطرف الثاني أعمل قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) وما فعل أبو بصير من قطع الطريق على قوافل قريش وغير ذلك.

وكل منهما أهدر أدلة المقابل له، أما أهل السنة فكانوا أسعد الأمة بجمع الأدلة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير