[حقيقة الوجود في اليوم الموعود {18}]
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[21 Sep 2004, 03:38 م]ـ
(((الشيطان والجهات الاربع)))
يقول الله سبحانه وتعالى محذرا عباده ((يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون))
{الأعراف آية:27}
وقد بين الله تعالى الاعيب الشيطان في كثير من الآيات القرآنية ,وحذَر المؤمنين من الوقوع في حبائله ,لأنَ الشيطان لايبتغي سوى إضلال المؤمنين وإبعادهم عن الصراط المستقيم , والله عزوجل أعطى المؤمنين حرزا حصينا من الشيطان.فقال تعالى: ((وإما ينزغنَك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم))
{فصِلت آية:36}
وقد أمرنا الله عزوجل وبين لنا أن نستعين به سبحانه وتعالى ونتوكل عليه: ((وقل ربِ أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك ربِ أن يحضرون *)) {المؤمنون آية:97 - 98}
ويستمر التحذير الالهي من الشيطان الرجيم فيقول عزوجل ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنَ الشيطان ينزغ بينهم إنَ الشيطان كان للانسان عدوٌ مبين *)) {الاسراء آية:53}
لذلك نرى لزاما على كل مؤمن أن يتسلَح عقائديَا تسليحا قويَا ,وأن يكون هذا السلاح ليس من نوع الاسلحة المتداولة والمستخدمة في قتل الانسان ,لاخيه الانسان بل سلاحا روحيا ...
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي , انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ((إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقرائتي يلبسها عليَ, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا)) قال ففعلت فأذهبه الله عني .. {رواه مسلم}
نعود إلى توعد الشيطان عباد الله عزوجل ((لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم)) {الأعراف آية:16}
أي بالصدِ عنه وزيين الباطل حتَى يهلكوا كما هلك هو أي الشيطان أو يضلوا كما ضلَ هو.
أمَا الصراط المستقيم فهو الطريق الموصل الى الجنة ورضوان الله تعالى.
وأحسن ما قيل في تأويل ((ثم لآتينَهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم))
{الاعراف آية:17}
أي لأصدَنَهم عن الحق وارغبهم في الدنيا (من بين ايديهم) اي من دنياهم (ومن خلفهم) اي من آخرتهم) وعن ايمانهم) يعني حسناتهم (وعن شمائلهم) يعني سيئاتهم ... {القرطبي وابن كثير}
وعلى ضوء هذا التفسير نقول: (من بين ايديهم) من دنياهم التي يعيشون فيها ,وساجعل الامل يلههم حتى يجمعوا الاموال بالباطل والغش , ويسيطروا على اقوات الناس وارزاقهم واغتصاب الارض وبناء القصور بالمال الحرام , ويرغبهم بكنز الاموال حتى يكونوا من المترفين فيزيغوا عن شرع الله ويصبح الههم هواهم وقد جاء هذا الوصف بقوله تعالى: ((إن يدعون من دونه الا إناثا وإن يدعون الا شيطانا مريدا *لعنه الله وقال لاتخذنَ من عبادك نصيبا مفروضا * ولاضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم فليبتِكنَ آذان الانعام ولآمرنَهم فليغيرنَ خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا *اولئك مأواهم جهنَم ولا يجدون عنها محيصا *)) {النساء آية:117 - 121}
وعلى هذا نرى أنَ الشيطان لايكف عن الإضلال في الحياة الدنيا , إنه يريد غواية الانسان ويصدَه عن دين الله , ولقد أضلَ كثيرا من الامم السابقة فقال الله عزوجل: ((تالله لقد ارسلنا إلى أمم من قبلك فزيَن لهم الشيطان أعمالهم))
{النحل آية:63}
وأما ما نراه في معنى (ومن خلفهم) أي عن آخرتهم يوم القيامة , فيجعلهم ينسون الآخرة ويشككهم بها ويكذِبوا الرسل ويكذِبوا باليوم الآخر يقول تعالى: ((ولقد صدَق عليهم إبليس ظنَه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بآياتنا ممن هو منها في شك وربُك على كل شيء حفيظ *))
{سبأ آية:20 - 21}
هكذا يحاول إبليس اللعين أن يشكك الناس السذَج الغافلين عن اليوم الآخر ويكذِبوا به ((بل كذَبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذَب بالساعة سعيرا)) {الفرقان آية:11}
¥