[هل يوجد أنبياء من أهل البادية؟]
ـ[الإمام القرطبي]ــــــــ[04 Nov 2004, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأفاضل، يقول المولى جل شأنه من سورة " يوسف ":
(وجاء بكم من البدو) آية رقم 100
السؤال:
هل كان نبي الله يعقوب من البادية؟ وهل يبعث الله أنبيائه من أهل البادية؟.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Nov 2004, 05:09 م]ـ
قال المفسرون في معنى قوله تعالى " وجاء بكم من البدو ":
أن منزل يعقوب عليه السلام كان بأطراف الشام في بادية فلسطين وكان رب إبل وغنم , ومن المفسرين من يقول:إن الله لم يبعث نبياً من البادية ولذا فإنه يجيب عن الآية بما يلي:
منهم من قال إن يعقوب كان في حاضرة في أول أمره ثم تحول إلى بادية وسكنها.
ومنهم من يقول إن المكان الذي فيه يعقوب موضوع يقال له بدا فالبادية اسم مكان وضعف هذا القول الشوكاني رحمه الله.
والآية تشير إلى إلى أنه أتى من البادية سواءً كان عليه السلام في أول أمره في البادية أو تحول إليها.
ـ[الإمام القرطبي]ــــــــ[04 Nov 2004, 08:00 م]ـ
نفع الله بك أخي الكريم " أحمد البريدي "،
ومن عنده زيادة في الموضوع فاليزدنا.
ودمتم جميعاً على الخير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Nov 2004, 12:32 ص]ـ
هذه الآية أيه الاأخ الكريم تشير إلى تاريخ غامض من تاريخ الأنبياء عليهم السلام، خصوصًا أنه يتعلق ببني إسرائيل، ولهم في فلسطين ادَّعاءات ودعاوى باطلة.
والآية صريحة في كون منزل يعقوب عليه السلام وبنيه هو البادية، ولا يمكن ان يُفهم غير ذلك من قوله (وجاء بكم من البدو) إلا بتكلُّفات تأويلية لا يسندها العلم الصحيح.
ومنشأ يعقوب عليه السلام في البادية لا يعني انه كان بدويَّ الأصل، فمن المعلوم ضرورة أنَّ جدَّه أبا الأنبياء عليه السلام كان في الحاضرة: في العراق، ثمَّ انتقل عنها بعد محنته مع قومه والنمروذ، وسكن أطرف بلاد الشام في البادية، ولم يكن منقطعًا عن الحاضرة بحيث يصيبه هو وأبناؤه ما يصيب من تبدَّى وجفا، لذا كانت له رحلة إلى مصر، وهي حاضرة، وكان لوط عليه السلام معه وقت خروجه من العراق، وأرسل إلى مدن سدوم وعمورة واخواتها المذكورة في تاريخ بني إسرائيل، ولم يكونوا بادية، بل كانوا في أرض الأردن، وفي هذه البلاد يختلط البادية بالحاضرة اختلاطًا واضحًا، فالمسافات متقاربة، والمرور بقوم إلى قوم كان واردًا، لذا قال أبناء يعقوب لما اتفقوا على وضع أخيهم يوسف عليه السلام في الجب (يلتقطه بعض السيارة) مما يدل على أنهم كانوا في مكان يعبر منه السيَّارون في الأرض، الذين يعبرونها من قطر إلى قطر، فلم يكن يعقوب وأبواه وأبناؤهم في معزل من الناس بحيث يكونون بعيدين بُعْدَ أهل الجفا من البادية.
وهذه الفترة التي مكثها يعقوب عليه السلام وبنوه في بادية الشام كانت فترة قليلة بالنسبة لأعمار الناس، فهي لم تتعدَّ جيلين منذ إبراهيم، ثمَّ انتقلوا إلى الحاضرة الكبيرة آنذاك: مصر الملكية؛ كما قال الله تعالى (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان ... ) الآية.
وكانت مصر في تلك الفترة اليوسفية يملكها ملوك الرعاة (الهكسوس)، وهم عرب خرجوا من الجزيرة العربية في تاريخٍ يُطلب تفصيله من تاريخ ملوك مصر وفراعنتها.
والذي أحب أن اضيفه هنا فيما يتعلق بالتاريخ الإسرائيلي (نسبة إلى يعقوب وأبنائه) أنهم لم يستوطنوا فلسطين، ولم يكن لهم فيها كبير شأن، وأنَّ الوعد الإلهي لإبراهيم الذي قال الله عنه (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) لم يتحقق إلا بعد قرون من موت إبراهيم، ولم يقع إلا في عهد يوشع خليفة النبي موسى عليه السلام.
كما أن دُعاء إبراهيم ببعثة نبيٍّ من العرب لم تتحقق إلا بعد قرون متطاولة جدًّا، والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Nov 2004, 05:17 م]ـ
الأخ الكريم القرطبي ..
بعث الله الأنبياء من صفوة البشر وخيرتهم ...
¥