تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الأقاويل لا ينافي بعضها بعضاً فيما يتعلق بالله عز وجل، ولهذا نقول: إن المعاني كلها ثابتة، لعدم المنافاة فيما بينها.

ونفسره بتفسير جامع فنقول:] الصمد [: هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فهي صامدة إليه.

وحينئذ يتبين لك المعنى العظيم في كلمة] الصمد [: أنه مستغن عن كل ما سواه، كامل في كل ما يوصف به، وأن جميع ما سواه مفتقر إليه.

فلو قال لك قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟ فالجواب: لا، كلا، لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسماوات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها فنأخذه من كلمة] الصمد [.

لو قال قائل: هل الله يأكل أو يشرب؟ أقول: كلا، لأن الله صمد.

وبهذا نعرف أن] الصمد [كلمة جامعة لجميع صفات الكمال لله وجامعة لجميع صفات النقص في المخلوقات وأنها محتاجة إلى الله عز وجل.

لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد [هذا تأكيد للصمدية والوحدانية، وقلنا: توكيد، لأننا نفهم هذا مما سبق فيكون ذكره توكيداً لمعنى ما سبق وتقريراً له، فهو لأحديته وصمديته لم يلد، لأن الولد يكون على مثل الوالد في الخلقة، في الصفة وحتى الشبه.

لما جاء مجزز المدلجي إلى زيد بن حارثة وابنه أسامة، وهما ملتحفان برداء، قد بدت أقدامها، نظر إلى القدمين. فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض فعرف ذلك بالشبه.

فلكمال أحديته وكمال صمديته] لم يلد [والوالد محتاج إلى الولد بالخدمة والنفقة ويعينه عند العجز ويبقي نسله.

] ولم يولد [، لأنه لو ولد، لكان مسبوقاً بوالد مع أنه جل وعلا هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الخالق وما سواه مخلوق، فكيف يولد؟

وإنكار أنه ولد أبلغ في العقول من إنكار أنه والد ولهذا لم يدع أحد أن لله والداً.

وقد نفى الله هذا وهذا وبدأ بنفي الولد، لأهمية الرد على مدعيه بل قال:] ما اتخذ الله من ولد [[المؤمنون: 91]، حتى ولو بالتسمي، فهو لم يلد ولم يتخذ ولداً، بنو آدم قد يتخذ الإنسان منهم ولداً وهو لم يلده بالتبني أو بالولاية أو بغير ذلك، وإن كان التبني غير مشروع، أما الله عز وجل، فلم يلد ولم يولد، ولما كان يرد على الذهن فرض أن يكون الشيء لا والداً ولا مولوداً لكنه متولد، نفى هذا الوهم الذي قد يرد، فقال:] ولم يكن له كفواً أحد [، وإذا انتفى أن يكون له كفواً أحد، لزم أن لا يكون متولداً] ولم يكن له كفواً أحد أي: لا يكافئه أحد في جميع صفاته.

في هذه السورة: صفات ثبوتية وصفات سلبية:

الصفات الثبوتية:] الله [التي تتضمن الألوهية،] أحد [تتضمن الأحدية] الصمد [تتضمن الصمدية.

والصفات السلبية:] لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد [.

ثلاثة إثبات، وثلاث نفي وهذا النفي يتضمن من الإثبات كمال الأحدية والصمدية.

ـ[عادل التركي]ــــــــ[14 Aug 2004, 04:28 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي (امداد)

ومن هنا يمكن تحميل الفاتحة - البقرة المجلد الأول - ( http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran1.exe) من موقع الشيخ رحمه الله.

شكراً لك مرة أخرى , وآسف إن كنت تطاولت على موضوعك , ولكن توقعت أن يكون من طلاب العلم من يود الإحتفاظ بنسخة من هذا التفسير في جهازة فأحببت أن أضع هذا الرابط.

علماً أن كتب التفسير في موقع الشيخ تراجع الآن ولم يصدر منها الا هذا الجزأ و عند أنتهاء المراجعة سنوافيكم بذالك - إن شاء الله -.

ـ[إمداد]ــــــــ[14 Aug 2004, 11:50 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذه الفائدة وقد نقلت تفسير السورة من شرح العقيدة الواسطية للشيخ رحمه الله وكذلك تفسير اية الكرسي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير