تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أبصارهم يأخذها من شدة لميعة، كلما أضاء لهم مشوا فيه، أي إنهم في إيمانهم يراعون مصالحهم فحسب فيريدون النصرة، والغنائم الدنيوية، فكأن قوله يمشون فيه أي البرق أي يواصلون إيمانهم حينما تكون الأمور في مصالحهم، وإذا أظلم عليهم قاموا أي توقفوا مكانهم كذلك الماشي في ظلمة الليل والمطر، وفي هذا دلالة على أن المنافقين إذا فقدوا أو توقفت أمورهم ومصالحهم الدنيوية يتوقفون تماماً كذلك الماشي في الظلمة الذي افتقد لميع البرق فهو متحير في طريقه، وأولئك متحيرون في ضلالتهم وغيهم فيفتقدون المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه، ثم جاء التهديد في قوله ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم، أي يستطيع الرب سبحانه وتعالى لو شاء أن يفقدهم حواسهم السمعية والبصرية (إن الله على كل شيء قدير) أي قادر سبحانه على فعل كل شيء،" وفي هذا رد على القدرية الذين يرون أن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله تعالى (إن الله على كل شيء قدير) " (1).

الوقفات

1 - تشبيه المنافقين في إيمانهم كأنهم يتتبعون المصالح فقط.

2 - إيمان المنافقين يدور حول مصالحهم قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإذا أصابه خير أطمأن به).

3 - ذكر الله مثل الماشي في ظلمات الليل والمطر كمثل إيمان المنافق فإذا رأى البرق وهي مصالحه الإيمانية من غنائم وغيرها مشى واتبع، وإذا أظلم وتعارضت أمور الدين مع مصالحه توقف كالماشي فاحتار في أي منهج يسير.


(1) من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير