تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد لبث اهل الكهف ثلاثة اضعاف الزمن الذي لبثه {العزير} الذي اماته الله مائة عام.وكان شعورهم بعد ما ايقظهم الله ((بعد ثلاثمائة عام))!!! هو ذات شعور {العزيز} الذي مات مائة عام.فاصبح الزمن لصاحب المائة عام ولاصحاب الثلاثمائة عام زمنا واحدا بلا زيادة او نقصان ((يوما او بعض يوم)).ويوم القيامة يسال الله عزوجل الخلائق عن مدة لبوثهم في الارض فيقولون جميعا: ((يوما او بعض يوم))!!!

((قال كم لبثتم في الارض عدد سنين*قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسال العآدِين*قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون)) {المؤمنون آية:112 - 114}

ان الله عزوجل يسال الاولين والاخرين يوم القيامة عن المدة التي لبثوا فيها في قبورهم فيقول لهم كم لبثتم في الارض عدد سنين؟؟ سيقولون لبثنا يوما او بعض يوم.فالذي لبث مائة عام ,والذي لبث ثلاثمائة عام ,والذي لبث آلاف السنين ,كلهم شعروا شعورا واحدا ..... يوما او بعض يوم .... وهذا دليل على عدم شعور الاموات بالزمن.هذه لقطة اولى ونحاول اظهار لقطة اخرى.يقول الله عزوجل: ((ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الاساعة من النهار يتعارفون بينهم)) {يونس آية 35}

((فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل ولا تستعجل لعم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الاساعة من نهار بلاغ)) {الاحقاف آية 35}

الآيتان الكريمتان من سورة يونس والاحقاف تؤكدان لنا فقدان الزمن وعدم شعور الموتى به. كما تؤكدان على ان الموتى الاولين والآخرين سيشعرون ذات الشعور ويحسبون ذات الحساب ويعتقدون ذات الاعتقادوهو ((ساعة من نهار)).ولو امعنا النظر في الآيات السابقة التي تخص (العزيز واهل الكهف) لوجدنا ان الله عزوجل يسال عن المدة التي لبثوا فيها في قبورهم او منامهم, وجواب هؤلاء جميعا جوابا واحدا على السنتهم هو ((يوما او بعض يوم)) ..

وبعض اليوم هو جزؤه ,والساعة ايضا هي جزء من اليوم في ........

في ذات الوقت نجد في الآيت الاخرىمن سورة يونس والاحقاف ان الله عزوجل هو الذي يعطينا المدة الصحيحة للمكوث في القبور.فيقول سبحانه وتعالى ((الا ساعة من نهار)).والساعة من النهار تعبير الخالق العظيم ,اذ ان (بعض اليوم) هو ذاته (ساعة من نهار) وهذا جمال الوصف والتعبير والاعجاز القرآني.

يقول الله عزوجل ((ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)) {الروم آية:55}

هنا يتحقق المعنى كاملا .... فالمكوث في القبر لم يدم في نظر المجرمين وغيرهم الا ساعة واحدة لااكثر ولااقل ........ !!!!!!!

((يسالونك عن الساعة ايَان مرساها*فيم انت من ذكراها*الى ربك منتهاها*كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها)) النازعات آية:42 - 46}

العشية تعني اول الليل اي ما بين المغرب والعشاء وهذا الوقت ليس اكثر من ساعة .. والضحى اول النهار بقدر ارتفاع الشمس قدر ميل ,وهي ايضا تقدر بساعة من ساعات النهار.

اذن الآيات القرآنية تدعم بعضها بعضا ,وتفسر بعضها بعضا .. والمعنى الثابت هو ساعة لاغير وبعد هذا الموجز البسيط هل تدرك اخي القاريء انك لن تلبث في قبرك غير ساعة واحدة حتى تستيقظ بعدها وانت بين يدي ربك العظيم .. قلة اللبوث في القبر ادركه الصحابة الكرام.فهذا بلال الحبشي رضي الله عنه عندما حضرته الوفاة اغمي عليه من شدة المرض ’فاخذت زوجته تبكي وتقول وامصيبتاه, يابلال وامصيبتاه, وعندما افاق قال لها لم تقولي وامصيبتاه؟؟ قالت. حسبت انك مت ,قال اذا توفاني الله لاتقولي وامصيبتاه, ولكن قولي وافرحتاه غدا نلقى الاحبه محمدا وصحبه هكذا ادرك الصحابة الكرام قلة اللبوث في القبر والاستعدادللقاء الله عزوجل .....................

((يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا)) {الاسراء آية:52}

يتبع (الصفوف وعدم الكلام)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير