تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2004, 10:12 ص]ـ

أخي الكريم taleb457 وفقه الله

التعلق من مباحث الجار والمجرور والظرف في كتب النحو.

والمقصود بالتعلق هو الارتباط، بمعنى أن يتعلق لفظ بلفظ في المعنى. فمثلاً: لو قلت: في الاختبار. وسكت، فلن تفهم شيئاً محدداً، فإذا قلت: نجحت في الاختبار، اتضح لك المراد، ولم يتضح لك المراد بالجار والمجرور (في الاختبار)، وإنما اتضح لك بعد أن ذكرت الفعل الذي تعلق به هذا الجار والمجرور. ولذلك فإن النحويين يقولون إن الجار والمجرور والظرف لا بد لهما من التعلق بالفعل وهذا هو الأصل أو ما فيه معنى الفعل كاسم الفاعل والمفعول ونحوها.

وقد بحث ابن هشام رحمه الله هذا الأمر في كتابه الثمين مغني اللبيب عن كتب الأعاريب في الباب الثالث من كتابه [5/ 271 بتحقيق عبداللطيف الخطيب] تحت عنوان (ذكر أحكام ما يشبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور - ذكر حكمهما في التعلق). ثم قال: (لا بد من تعلقهما بالفعل أو ما يشبهه، أو ما أول بما يشبهه، أو ما يشير إلى معناه، فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجوداً قدر).

وقد أشار لها باختصار في رسالته: (مختصر قواعد الإعراب) فقال:

(البَابُ الثَّانِي: فِي الظَّرْفِ وَالجَارِ وَالْمَجْرُورِ، وَفِيهِ أَرْبَعُ مَسَائِلَ:

[إِحْدَاهَا]: أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّقِهِمَا بِفْعْلٍ، أَوْ بِمَا فِي مَعْنَاهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.

وَيُسْتَثْنَى مِنْ حُرُوفِ الجَرِّ أَرْبَعَةٌ لا تَتَعَلَّقُ بِشَيءٍ، وَهِيَ:

(البَاءُ الزَّائِدَةُ)، نَحْوَ: وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا.

وَ (لَعَلَّ)، نَحْوَ: (لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارَ مِنْكَ قَرِيبٌ).

وَ (لَوْلا)، كَقَوْلِكَ: (لَوْلاكَ فِي ذَا الْعَامِ لَمْ أَحُجّ).

وَ (كَاف التَّشْبيه)، نَحْوَ: (زَيْدٌ كَعَمْرٍو).).

وقد شرح هذه الرسالة الشيخ الجليل عبدالله بن صالح الفوزان في إحدى الدورات بجامع شيخ الإسلام بن تيمية شرحاً بديعاً فقال في شرح هذا الجزء من الرسالة: [مع مراعاة أن هذا نقل لشرحه الشفهي ففيه عبارات تقال في الشرح وحقها في الكتابة غير ذلك].

فأولاً وهي المسألة الأولى: حاجتهما إلى متعلَّق، ما هو المتعلَّق؟

المتعلَّق هو ما يعمل في الظرف أو في الجار والمجرور ويبين معناهما والمراد بهما

يمر في الإعراب يقال: جار ومجرور متعلق بكذا، من الطلاب من لا يعرف معنى متعلق بكذا، فما هو معنى المتعلِّق، ما المتعلِّق وما المتعلَّق به.

المتعلِّق: هو الجار والمجرور أو الظرف، والمتعلَّق به ما ذكر ابن هشام عندما قال المسألة الأولى لا بد من تعلقهما بفعل أو بما في معناه، المثال: إذا قلت: (جئتُ من البيتِ)، فـ (مِن البيت) هذا جار ومجرور، أين الذي وضحه في الكلام وبيّن المراد به؟ أنت لو قلت: (من البيت) ما فُهم المقصود، فلما قلت: (جئتُ من البيتِ) صار قولك: (من البيت) متعلقًا بالفعل (جئتُ).

فلو قيل: أعرب تقول: (جئت): فعل وفاعل، (جاء): فعل ماضٍ مبني على الفتح والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، و (من): حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و (البيت): اسم مجرور بـ (من) وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بالفعل (جئتُ).

إذن التعلق ارتباط بين الجار والمجرور وبين العامل، سواء أكان فعلًا أم وصفًا، لو قلت: (صمتُ يومَ الخميس)، فـ (صمتُ): فعل وفاعل، (يوم): ظرف زمان منصوب، أين الناصب له؟ (يوم) أين الناصب له؟ (صمتُ)، إذن هو متعلق به، لكن الغالب في الظروف المنصوبة على الظرفية يكتفون بقولهم: منصوبة بالفعل صمت يعني أنه متعلق به وأنه هو العامل فيه.

إذا قلت مثلا: (أجالسٌ أخوك في المسجد): الهمزة للاستفهام، و (جالس): مبتدأ، (أخوك): فاعل سد مسد الخبر، مثل ما مر مرفوع بالواو، والضمير مضاف إليه، (في المسجد): (في): حرف جر، و (المسجد): اسم مجرور بـ (في)، والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل (جالس). أليس اسم الفاعل هو الذي وضح الجار والمجرور، وبين المراد به وعمل فيه؟ فيكون متعلقًا به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير