ـ[ابو شفاء]ــــــــ[03 Sep 2004, 03:47 م]ـ
اخي ابو عبد الرحمن
اذا كنت قد خصصتها بمن نزلت فيهم , فان المسلمين ان ان تنزل لم يكونوا يعلمون انهم لن يؤمنوا , وفي عصرنا الحاضر هناك كثير على هذه الشاكلة ونحن لا نعلم عنهم , فكيف نخصص بمن نزلت فيهم اولا الا ان يكون تخصيصا بغير مخصص.
واحيلك اخي الى قاعدة جميلة للشيخ العدي عن " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"
مع كل التقدير
العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب
وهذه القاعدة نافعة جداً، بمراعاتها يحصل للعبد خير كثير وعلم غزير، وبإهمالها وعدم ملاحظتها يفوته علم كثير، ويقع الغلط والارتباك الخطير.
وهذا الأصل اتفق عليه المحققون من أهل الأصول وغيرهم، فمتى راعيت القاعدة حق الرعاية وعرفت أن ما قاله المفسرون من أسباب النزول إنما هوعلى سبيل المثال لتوضيح الألفاظ، و ليست معاني الألفاظ و الآيات مقصورةً عليها. فقولهم: نزلت في كذا و كذا، معناه: أن هذا مما يدخل فيها، ومن جملة ما يراد بها، فإن القرآن ـ كما تقدم ـ إنما نزل لهداية أول الأمة وآخرها، حيث تكون وأنى تكون.
والله تعالى قد أمرنا بالتفكر والتدبر لكتابه، فإذا تدبرنا الألفاظ العامة، وفهمنا أن معناها يتناول أشياء كثيرة، فلأي شيء نخرج بعض هذه المعاني، مع دخول ما هو مثلها ونظيرها فيها؟ ولهذا قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه " إذا سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك، فإنه إما خير تُؤمر به، وإما شر تُنهى عنه ".
فمتى مر بك خبر عن صفات الله وأسمائه، وعما يستحقه من الكمال، وما يتنزه عنه من النقص. فأثبت له جميع ذلك المعنى الكامل الذي أثبته سبحانه لنفسه ونزّهه عن كل ما نزه نفسه عنه، وكذلك إذا مر بك خبر عن رسله وكتبه واليوم الآخر، وعن جميع الأمور السابقة واللاحقة، فاجزم جزماً لا شك فيه أنه حق على حقيقته، بل هو أعلى أنواع الحق والصدق، قيلا و حديثا.
وإذا أمر بشيء نظرت إلى معناه، وما يدخل فيه وما لا يدخل، وعلمت أن ذلك الأمر موجه إلى جميع الأمة، وكذلك في النهي.
ولهذا كانت معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله أصلَ كل الخير والفلاح، والجهل بذلك أصل كل الشر والخسران.
فمراعاة هذه القاعدة أكبر عون على معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله و القيام بها. والقرآن قد جمع أجل المعاني وأنفعها وأصدقها بأوضح الألفاظ وأحسنها كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:33]، يوضح ذلك ويبينه وينهج طريقته:
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[03 Sep 2004, 09:06 م]ـ
أخي ابو شفاء
أنا لم أقل أنها خاصة بمن نزلت فيهم بل قد تشمل غيرهم من الكفار المعاندين، والمخاصمين. الذين تبين لهم الحق، ولكن جحدوه وهم الذين ختم الله على قلوبهم.
ومن حقت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن مهما كان المنذِر والداعي؛ لأنه لا يستفيد. قد ختم الله على قلبه.، كما قال تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97]، وقال تعالى: {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار} [الزمر: 19] يعني هؤلاء لهم النار؛ انتهى أمرهم، ولا يمكن أن تنقذهم ..
وهذا الختم له سبب من عند أنفسهم، كما قال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]، وقال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية (المائدة: 13)
ولكن الآية ليست عامة على إطلاقها تعم جميع لكفار فلو أخذنا بعموم اللفظ أدخلنا فيه كل كافر وأنه لا يمكن أن يسلم كافر
ويدل على أنه ليست عامة آيات كثير ونحن نعلم أن من الكفار من قد يسلم وهولاء الذين ختم الله على قلوبهم لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم وحتى الرسول لا يعلم عنهم إلا من أعلمه الله عنهم
ولذلك قال تعالى مخاطبا لنبيه لما كان يدعوا على بعض كفار قريش (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128)
فقد ورد في صحيح البخاري، عن حنظلة بن أبي سفيان: سمعت سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على: صفوان بن أمية، وسهيل ابن عمرو، والحارث بن هشام. فنزلت: {ليس لك من الأمر من شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}. وقد أسلموا فيما بعد.
ـ[ابو شفاء]ــــــــ[03 Sep 2004, 09:17 م]ـ
اخي ابو عبد الرحمن
انا اتفق معك فيما تقول , ولم اقل انها تعم جميع الكفار ولكنت مخطئا لانني بذلك اعتبرها مانعة من ايمان اي كافر وقد اوردت في ردك الجميل كل الايات اللازمة للاحتجاج , ولكني اقول انها عامة في غير من نزلت فيهم , اي ان هناك اقواما تشملهم حتى قيام الساعة , واحتجاجي ابتداءا انها تخص علم الله في اقوام لن يؤمنوا ولن يمنعوا من الايمان , وفي جميع الاحوال نحن لا نعلمهم , ونحن مطالبون بتبليغ الرسالة لجميع الخلق.
كل التقدير والاحترام وهكذا يكون ادب الحوار
¥